الحديث الثامن

يحشر الإنسان بعد الموت بوضعه الباطني، سواء بشكل سره المثالي الذي يظهر بصورة بدن مثالي في عالم البرزخ، أو بشكل باطنه وسره العقلي، وعندها ينقطع الكلام عن صورة البدن، ولكل عبادة سر، ويحشر الإنسان مع سر عبادته.

وينقسم الباطن إلى قسمين: مثالي، وعقلي، فمثلاً بعض الأسرار الداخلية للصيام مرتبط بعالم المثال، وبعضها مرتبط بما فوق المثال، وقد جاء عن الله سبحانه: (الصوم لي وأنا أجزي به)، فالصوم لله، وهو الذي يجزي الصائم، بمعنى أن باطن الصيام سيظهر بشكل لقاء الله عز وجل، وليس هناك شيء أعلى من لقاء الله، إذا للصيام باطن إاذ وصل إليه الصائم فثوابه وجائزته هي لقاء الله سبحانه فإذا كان باطن الصيام هو لقاء الله سبحانه، فالصائم سيكون دائماً في لقاء الله، لأن الإنسان موجود أبدي لا يزول ولا يفنى ـ بل ينتقل من عالم إلى آخر ـ وليس في الجنة أذى أو ملل سواء في الجنة الظاهرية: (جنات تجري من تحتها الأنهار)، (البقرة: 25) أو في الجنة المعنوية.

فالإنسان يحس بالشبع ولذة الطعام من دون تعب أو أذى، وليس الأمر كالدنيا، فالإنسان في الدنيا يحس بالجوع والعطش، ويتألم من ذلك قبل أن يحس بلذة الشبع، ويكون الماء الزلال منعشاً ولذيذاً للذي ذاق العطش حتى أرهقه. فالذي لم يتحمل مشقة الجوع والعطش لا يذوق لذة الارتواء بالماء، وكذلك لا يذوق لذة الطعام ولا يحس بها، لكن الجنة ليس كذلك.

قال النبي (ص): "أيها الناس قد أقبل إليكم شهر الله"، [الخطبة الشعبانية، أربعين الشيخ البهائي، الحديث 9]. وهذا الخطاب (أيها الناس) إنذار عام، وليس الكلام عن المجيء عن القرب، وإنما هو عن شهر الله وهو في حالة إقبال على أصحابه بالبركة والرحمة والمغفرة، فانتبهوا وانهضوا لاستقباله، واستعدوا له وكونوا مدركين لفضله.

البركة: الخير المستمر، والشيء الذي يبقى هو الخير، فالحفرة التي يتجمع فيها الماء ويستقر تسمى (بركة)، فهذا الشهر جاء بالبركة والرحمة والمغفرة، الرحمة ليست في مغفرة الذنوب فقط، بل إن الله يعطي الدرجات العالية، وتحضر المؤمنين رحمته الخاصة (إن رحمة الله قريب من المحسنين)، (الأعراف: 56) فتحصيل هذه الرحمة في شهر رمضان أيسر.

(شهر هو عند الله أفضل الشهور): هذا الشهر هو أفضل من بقية الشهور، أما نوع الأفضلية فيعينها الله سبحانه، فهو أفضل عند الله، كما أن المتقي عند الله أكرم فالشهر الذي يكون أكثر رحمة وبركة وأكثر غفراناً للذنوب، يكون هو الأفضل عند الله.

لصيام شهر رمضان المبارك حكمان:

1 ـ عام: وهو أن ننوي صيام الشهر كله من أول ليلة نية واحدة.

2 ـ خاص: وهو أن ننوي صيام كل يوم وحده.

(وايامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي) فكل أيام شهر رمضان أفضل من أيام باقي السنة، وكل لياليه أفضل من باقي لياليها مجتمعة.

(وساعاته أفضل الساعات) يعني لحظاته أفضل اللحظات.

قال (ص): أقبل إليكم (شهر الله)، يتناسب هذا الحديث مع الحديث القدسي الشريف القائل: (الصوم لي) فإذا كان الصوم لله، فهذا الشهر شهر الله كذلك. وبهذه النسبة يصبح الشهر وصيامه لله سبحانه، وليس الصوم فقط، وتكون الأدعية والعبادات كلها لله أيضاً، لأنه إذا كان الشهر كله لله، فكل عمل فيه من دعاء أو صلاة أو عبادة فهو لله سبحانه.

(وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله) فأنتم ضيوف الله في هذا الشهر، وعلى المضيف أن يعمل مثل صاحب البيت، فالله عز وجل "يعطم ولا يطعم"، وعلى الإنسان أن يكون كذلك. فإذا كان الله سبحانه يتصف بالعطاء فيجب أن يكون طبع الإنسان العطاء، لأنه ليس هناك أفضل من اليد المعطية، واليد الآخذة يد وضيعة، والله لا يحب اليد السائلة بل يحب اليد الكريمة، فالذي يسعى لاطعام الناس هو صاحب يد عالية في الجنة (اليد العليا خير من اليد السفلى).

هذه هي أدعية شهر رمضان المبارك التي تعلمنا كيفية الدعاء في هذا الشهر العظيم، "إلهي أنت تحفظ دينك، ولا يمكن أن تترك دينك، فوفقني واجعل حفظ دينك على يدي"، لا أن يحفظ دينك على يد غيري، واجعل دينك يحفظ بنفسي ودمي، اللهم أجعل دينك يعلو بدمي ليكون الآخرون ضيوفي. لا أن أكون المستفيد بينما يضحي الآخرون، ويرخصون دماءهم ليعلو دينك، (واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري) إلهي لا تستبدلني بغيري فأكون أنا الآخذ والآخرون هم المعطون، وقد ذكر الله سبحانه في كتابه العزيز تهديده للذين يتولون عن دينه فقال: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)، (محمد: 38) فالله سبحانه لا يترك دينه إذا وقف الاعداء صفاً واحداً بوجه الإسلام، فإن لم تدافعوا عن الإسلام فإنه سوف ينصر دينه بغيركم.

ويعلمنا القرآن الكريم في مقابل هذا التهديد كيفية الدعاء، قولوا في شهر رمضان المبارك: (إلهي أنت حفظت دينك فوفقني لأن يكون نصر دينك على يدي)، يبعث هذا الدعاء في النفس همة عالية، ويجعل اليد كريمة، فصاحب البيت هو الذي يعلمنا الدعاء في هذا الشهر (هو يطعم ولا يطعم، يجير ولا يجار عليه، يهلك ملوكاً ويستخلف آخرين)، [دعاء الافتتاح]. وأمثال ذلك من الأدعية، ثم يقول لنا: إنكم ضيوف الله، ذلك الاله الذي يتصف بتلك الصفات.

كان دعاء أمير المؤمنين (ع) علامة للروح الكبيرة العالية، والسبب أنه كان ضيف الله، لأنه عرف الله حق معرفته، وهذه هي الآثار التي كان يطلبها من الله سبحانه. فهو يطلب من الله الكفاية وعدم الحاجة إلى أحد، فكان يقول: (اللهم اجعل نفسي أول كريمة تنتزعها من كرائمي وأول وديعة ترتجعها من ودائع نعمك)، اللهم إن أردت أن تأخث مني شيئاً فليكن أول شيء تأخذه هو نفسي، ولا تأخذ مني جوارحي لأكون متاجا إلى الناس، فإني لا أريد أن أعيش ذليلاً. ومثل هذه الأدعية وردت عن بقية المعصومين (ع).

يقول الإمام السجاد (ع) (اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبتذل جاهي بالاقتار، فاسترزق طالبي رزقك، فأفتتن بحمد من أعطاني وأبتلى بذم من منعني، وأنت مع ذلك ولي العطاء والمنع)، اللهم إن العطايا من يديك وبيدك، فلا تجعلني محتاجاً إلى غيرك فاضطر إلى مدحه، في الوقت الذي تكون أنت فيه أولى وأحق بالمدح والثناء والشكر، وأذم من منعني في الوقت الذي تكون أنت فيه سبب العطاء والمنع.

هذه هي السجية العالية والطباع الكريمة التي تعلمنا كيفية الدعاء، فلا تطلبون من الله عز وجل المال الكثير، بل أطلبوا منه حفظ ماء الوجه.

جاء عبد الرحمن بن عوف إلى أم سلمة وقال: إن وضعي المالي جيد، وعندي مال كثير وأخاف أن يكون وبالاً عليّ: فقالت أم سلمة: انفق، وابذله في سبيل الله، لأني سمعت رسول الله (ص) يقول: (إن من أصحابي من لا يروني بعدما أفارقهم)، فبعض أصحابي لا يروني يوم القيامة لأن الله تعالى يقول: (وامتازوا اليوم أيها المجرمون)، (يس: 59) فيعزل المجرمون يوم القيامة، ولذلك لايرون النبي (ص).

فعلى الذي يكون في ضيافة الله، أن يطلب أوصاف صاحب البيت، والإنسان روح مجردة فاطلبوا من مضيف العباد العلو والرفعة، فإذا قبل الله عبده فهو في ضيافته، وضيافة الله هي لقاؤه.

(وجعلتم فيه من أهل كرامة الله) فأنتم في هذا الشهر المبارك كرماء، والإنسان الكريم إنسان كبير طيب الطبع نقي النفس غير ملوث بالصغائر.

ينقل المرحوم الكليني ـ رضوان الله عليه ـ في كتابه الكافي: في إحدى المعارك وعلى أثر سيل أو حادثة فصلت بين رسول الله (ص) وبين جنده، بحيث أصبح الجند في طرف ورسول الله (ص) في طرف آخر، وقد جلس الرسول (ص) يستريح على سفح جبل، وفي هذه الأثناء استغل أحد المشركين استراحة النبي (ص)، فوقف على رأسه شاهراً سيفه وقال: (من ينجيك الآن)؟ فأنت مستلق الآن، والجنود بعيدون عند، فمن ينجيك والحال هذه؟ فقال (ص): (بين رأسي وحافة هذا السيف قدرة عظيمة لا تراها أنت)، فضحك الكافر استهزاءً بالنبي (ص)، ورفع سيفه ليضربه، فنزلت قدمه وسقط في جانب، وسيفه في جانب آخر، فنهض النبي (ص) وأخذ السيف وقال: من ينجيك الآن؟ فأني أعتقد بالله سبحانه وهو الذي أنجاني، ولكن انت! بمن تعتقد؟ فقال الكافر: كن خير آخذ، فأني أعتقد بكرمك، فقال (ص): انهض فقد عفوت عنك. وهذه هي السجايا النبيلة التي يتمتع بها أكمل البشر.

لا نرى على طول الخطبة الشعبانية تعرضاً لطلب الدنيا ومتاع الحياة، لأن الله سبحانه وتعالى يهب هذه الأمور لكل الناس يعطيها حتى للكفار والمنافقين، والطواغين والمتجبرين، فأي عقرب أو حية بقيت بلا طعام؟ حتى نطلب من الله المعيشة ومتاع الحياة ومن الطبيعي أن يطلب الإنسان هذه الأمور من الله سبحانه، لأننا محتاجون إليه في كل شيء. لكن! ماذا يطلب الإنسان من الله سبحانه في شهر الله! هل يطلب متاع الدنيا؟ إن الإنسان في شهر رمضان من أهل الكرامة، فلا يطلب إلا ما فيه كرامته.

قال جماعة للإمام السجاد (ع) عندما وصل مكة المكرمة قاصداً الحج، إن بستانكم قد اغتصبه الولاة، وهذا الخليفة عبد الملك بمكة، فتقدم إليه برفع شكواك ليعيد إليكم حقكم فقال (ع) أنا في بيت الله لا أطلب من الله الدنيا، فكيف أطلبها من عبد الملك؟

وجدير بالإنسان أن لا يطلب من الله كل شيء، وإذ لا يليق بالإنسان أن يطلب الأشياء التافهة من الله سبحانه في أفضل أيام حياته فيقول: اللهم ارزقني مالاً أو بيتاً أو الرفاهية في الحياة، إنما يطلب الإنسان من الله الكرامة، والله عز وجل لا يسكب ماء وجه الإنسان الكريمن بل يحفظه.

ليس الكلام حول عدم دخول النار أو دخول الجنة، إنما هو عن الكرامة، فالرسول (ص) يقول: إسألوا الله سبحانه الكرامة التي هي صفة الملائكة: فإذا كانت الملائكة (بل عباد مكرمون)، (الأنبياء: 26) وأنتم أيضاً دعيتم إلى مائدة الكرامة، فاسعوا أن تكونوا مكرمين، (أنفاسكم فيه تسبيح) فأنفاسكم في هذا الهشر كأنما تقولون: (سبوح قدوس)، و(نومكم فيه عبادة)، و(عملكم فيه مقبول).

وقبول الأعمال مقدمة لقبول الإنسان ونحن نرى في القرآن الكريم تعبيرين:

1 ـ قبول الأعمال من بعض الناس.

2 ـ قبول بعض الناس وليس عملهم فقط.

فهؤلاء فوق أولئك، فبعضهم لديه عمل صالح، وبعضهم الآخر، هم أنفسهم صالحون، وأولئك جزءاً من: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) أي أنهم عندهم بعض الأعمال الصالحة، لكن لم يصلوا بعد إلى ذلك المقام بحيث تصبح ذواتهم وجواهرهم صالحة، فيمكن أن يتهددهم الخطر.

والقسم الثاني: (وإنه في الآخرة لمن الصالحين)، (البقرة: 130) والصالح هو الذي تكون ذاته صالحة، والله عز وجل قد قبلهم.

يقول تعالى في خصوص مريم (ع): (فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتاً حسنا)، (آل عمران: 37) فالله سبحانه لم يقبل عبادة المكرمين فقط، لأن عبادة غيرهم مقبولة أيضاً، لكن الله سبحانه قد قبل ذواتهم وجواهرهم، قبلهم لأنهم مكرمون.

(ودعاؤكم فيه مستجاب)، أولاً: يجب أن يكون الدعاء عاماً وللجميع، لا أن ندعو لأنفسنا فقط، فقد دعا رجل في حضرة النبي (ص) وقال: اللهم اغفر للنبي ولي، فقال (ص): لماذا قيدت رحمة الله عز وجل؟ لماذا أنا وأنت؟ قل لجميع المؤمنين، قال (ص) (إذا دعا أحدكم فليعم فإنه أوجب للإجابة).

يقول الإمام الرضا (ع): "واغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات". [بحار الأنوار ج12، ص23]. ويذكر هذا المعنى الحكيم المتأله ابن سينا حيث يقول: (استوسع رحمة الله)، إنه تعبير لطيف ومعنى جميل، يقول الشيخ الطوسي (قده): هذه العبارات أشبه بالروايات لدقة معناها وجمال تعبيرها، دع هذه الرحمة تشمل الآخرين (وسع رحمة الله) فإذا كان الدعاء مستجاباً فليكن دعاء شاملاً للجميع.

نزل شخص من عرفات عصر يوم عرفة، وكانت إحدى عينيه تالفة والأخرى محمرة، فقال له بعض أصدقائه: لماذا كل هذا العذاب والنياح والبكاء؟ فقال: لم يكن كل هذا النياح من أجل نفسي ولم أطلب لي شيئاً. إن كل بكائه كان من أجل إخوانه المؤمنين وهذه هي تربية الأئمة (ع) وهذه هي ميزات وخصائص أصحابهم، فالدين الذي يدعو لطلب الاستغفار والدعاء لأربعين مؤمناً على أقل حد في صلاة الليل، وإلا فأكثر، هو نفسه الدين الذي يدعونا للتفكير بأمور المؤمنين وحل مشاكلهم، لأنه عندما يقول: إنهض في الليل وادع للمؤمنينن فمن باب أولى أن يدعونا للتفكير والسعي في النهار لحل مشاكلهم.

يعلم هذا الدين الإنسان دروساً عالية في هذا الطريق، وينقل أبو حمزة الثمالي، وهو من تلامذة الإمام السجاد (ع) في دعائه المعروف: اللهم، رب الكبير والصغير ورب الرجل والمرأة، ورب البدو والحضر، ورب البعيد والقريب، وكل المخلوقات، إغفر للجميع.

فالإنسان يدعو للجميع ولا يخص نفسه وأصحابه وقراباته بالدعاء فقط، ولأن شهر رمضان المبارك شهر عظيم، لذلك قال (ص): (اذهبوا واستعدوا لاستقبال شهر الله لأنه جاء بالرحمة والمغفرة. إذ قال: فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله ـ عز وجل ـ في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه)، فالشقي هو المحروم من غفران الذنوب في هذا الشهر المبارك.

جاء في بعض الروايات التي تذكر فضيلة الصوم: أن صوموا لكي تحسوا بجوع وعطش الجياع والفقراء، وهذا في المرحلة الأولى، وإلا لماذا ندع الآخرين جياعاً وبطوننا ممتلئة دائماً، وهذا تذكير للإنسان بيوم القيامة، لأن بعض الناس يكونون جائعين يوم القيامة، وفي الوقت نفسه يأكلون الطعام بيد أنهم لا يشبعون مثلما كانوا في الدنيا يأكلون ولا يشبعون.

إن الطمع في الدنيا لا حدود له، ولكنه يكون في الآخرة بصورة (هل من مزيد)، (ق: 30) يقول (ع): فكروا بجوع وعطش يوم القيامة، وفكروا بعطشى وجياع الدنيا، وهذه هي الخطوة الأولى على طريق الصلاح.

(... تصدقوا على فقرائكم ومساكينكم...) فمن أهداف الصوم طلب الفوز يوم القيامة كما أنه يدفع لمساعدة الفقراء والمساكين، بقصد القربة إلى الله تعالى بنحو لا تصاحبه المنة.

(... وقروا كباركم وارحموا صغاركم...) احترموا الكبار والصغار، ووقروا أساتذتكم ومعلميكم، وليس الكبير كبير السن، بل الكبير أيضاً الذي يكبركم بالمقام المعنوي.

سُئل ابن عباس: (أأنت أكبر أم رسول الله (ص)؟ فقال: (هو أكبر وأنا أسن)، هو أكبر مني إيماناً وعقلاً، وأنا أكبر منه سناً، وهذا هو أدب الكلام، وفي رواية أخرى (هو أكبر وأنا ولدت قبله)، فلابد من إكرام واحترام أصحاب المقام السامي، ولابد من احترام الصغار أيضاً، وإذا كنتم تعرفون شيئاً فاسعوا إلى تعليم الآخرين، فالمسألة ليس مسألة عاطفة فقط، لأن التعليم والتربية والتزكية وأمثالها هي من أفضل شعب الرحمة.