الحديث الرابع عشر

"أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم". [الخطبة الشعبانية، أربعين الشيخ البهائي الحديث 9].

عندما يدخل الجنة أهلها يطرقون بابها، إذ عندما يريد الإنسان أن يدخل إلى مكان فمن الأدب أن يطرق الباب حتى ولو كان مفتوحاً، وعندما يطرق المؤمن باب الجنة يسمع له صوتاً، وصوت طرق الباب هو يا علي، قال النبّي (ص) "إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فإذا دقت الحلقة على الصفحة، طنت وقالت: يا علي". [الأمالي للشيخ الصدوق المجلس (86، الحديث 13)، بحار الأنوار ج3، ص326].

قال المرحوم الأستاذ العلامة الطباطبائي ـ رضوان الله عليه ـ في شرح هذا الحديث: لماذا يقول طنين الباب يا علي؟ لأن الضيف عندما يذهب إلى بيت فإنه ينادي باسم صاحب البيت ويدعوه باسمه، فإذا كان لصاحب البيت اسم معين فالضيف يذكره باسمه، يقول السيد الطباطبائي: صاحب الجنة والقائم بالضيافة فيها هو، علي ابن أبي طالب (ع)، ولهذا عند طرق باب الجنة يكون طنينها يا علي، لأن كل من يدخل الجنة فهو تحت ظل هداية وقيادة أهل البيت (ع)، ويكون ضيف أهل البيت (ع).

فلو لم تكن هذه الأنوار الطيبة موجودة لما استطاع أحد أن يدخل الجنة وأبواب الجنة في هذا الشهر مفتوحة، وعلينا أن نسعى لكي لا تغلق في وجوهنا، نحن نستطيع الآن أن نعرف هل إننا من أهل الجنة أم لا، وهل أن أبواب الجنة مفتوحة في وجوهنا أم لا؟

يقول الرسول (ص) للإمام أمير المؤمنين (ع): "أنا مدينة الحكمة وهي الجنة وأنت يا علي بابها"، [سفينة البحار، كلمة (مَدَن)]. وليس معنى هذا أن المدينة كلها جدران ولها باب واحد، بل أن كل المدينة باب، وأي شخص يريد أن يصل إليّ يستطيع أن يصل من أي جهة كانت، لكنه لا يمكن أن يدخل إلا من خلالك، يجب أن يحضر عندك ومن ثم يصل إليّ، والله يعلم أن أبواب السماء تفتح يوم القيامة.

(وفتحت السماء فكانت أبواباً)، وكل السماوات هي باب يدخلها الإنسان، ولا يدخل من مكان معين ومحدد، وجميع أنحاء المدينة حكمة، والعلم بابها، وبدون الاستمداد من أهل بيت العصمة والطهارة لا يمكن دخولها.

لو أراد الإنسان أن يعرف أنه من أهل الجنة أم لا، فلينظر إلى قلبه هل تلوث بغبار الذنوب أم لا؟ فقد قال الصادق (ع) (تبحروا قلوبكم) لأنه إذا ترك الإنسان قلبه، لا يعرف ما يجري فيه، لكن إذا لم يتركه فيستطيع أن يفهم ما يجري فيه من الخواطر الحسنة أو السيئة، "تبحروا قلوبكم فإن انقاها الله من حركة الواجس لسخط شيء من صنعه فإذا وجدتموها كذلك فاسألوه ما شئتم"، [الأمالي للشيخ المفيد، المجلس السابع]. غوصوا في بحر قلوبكم وانظروا في بحر الخواطر، هل هي خواطر إلهية أم لا؟ كيف يطمئن الإنسان إلى أنه وصل إلى أسرار العبادات وهو لم ينظر إلى قلبه؟

نقل الشيخ المفيد عن الصادق (ع) غوصوا في بحر قلوبكم، وانظروا هل أن قلوبكم طاهرة أم لا، فإذا رأيتم أنه لا يوجد فيها غير حب الله، فأي شيء تطلبون يحقق لكم، لأن دعاء الموحد مستجاب، الموحد هو الشخص الذي لا يوجد في قلبه غير الله، وقد وصل إلى سر التوحيد.

سأل ابن الكواء أمير المؤمنين (ع) أنت تقول (سلوني قبل أن تفقدوني) كم المسافة من مكانك إلى العرش؟ فقال (ع): أنت لم تسأل لأجل أن تتعلم، ولكنك سألت تعنتاً، سل متعلماً ولا تسأل متعنتاً، ولكنك مادمت قد سألت، فلابد أن أجيبك الفاصلة من مقامي إلى عرش الله عز وجل "أن يقول القائل مخلصاً لا إله إلا الله"، [بحار الأنوار، الطبعة الجديدة ج10، ص122]. فإذا قالها الإنسان مخلصاً، فالتوحيد يوصله إلى عرش الله.

يستطيع الإنسان أن يعرف هل أن أبواب الجنة مفتحه بوجهه أم مغلقة، لأنه إذا ارتكب ذنباً، فهو يعرف أن أبواب الجنة مغلقة بوجهه، لأن الجنة ليس محلاً للآثام (لا يسمعون فهيا لغواً ولا تأثيماً)، (الواقعة: 25) وإذا عرف ان ليس في قلبه إلا الأمن والسلام فليعرف أن أبواب الجنة مفتوحة بوجهه.

إن مفاتيح جميع السماوات والأرض بيد الله عز وجل (له مقاليد السماوات والأرض). (الزمر: 63)

إن رحمة الله عز وجل سبقت غضبه، وعندما يذكر الله سبحانه ربوبيته، فإنه يذكرها على نحو التدبير، وكلام الله سبحانه وتعالى في القرآن شكل من أشكال الرحمة، وهذا ظاهر في الآيات القرآنية، أما هذه المفاتيح فلها أسنان وهي على شكلين في حركتها، فإذا تحركت في جهة فهي (مفتاح) وإذا تحركت بالجهة الأخرى فهي (قفل)، في الحالة الأولى تفتح الخزائن، والثانية تغلق الخزائن فهذا المفتاح مرة يكون للفتح ومرة للغلق، فالله سبحانه يفتح ويغلق، لكن لم يقل تعالى "وعنده مغالق الغيب" أي أنه ليس عند الله آلة لغلق باب الغيب، بل قال (وعنده مفاتيح الغيب)[سورة الأنعام، الآية: 59] فهو سبحانه يفتح أبواب الغيب، فالفتح بإرادته تعالى، أما الغلق فيكون بسوء أعمال العباد، فهو سبحانه لا يغلق ابواب الغيب بوجه أحد، ومفاتيح الغيب بيده دائماً، فاسعوا أن لا يصبح المفتاح قفلاً، وأن لا تغلق أبواب الغيب في وجوهكم.

إن الله سبحانه يريد أن تبقى الأبواب مفتحة، ولكن أعمالكم هي التي تغلق أبواب الغيب، ففتح الأبواب بيده سبحانه، وإن كان المفتاح يستعمل للفتح والغلق.

وهذه التعابير من التدبير والربوبية عبر عنها بالمفاتيح، وهي إشارة إلى أن الله دائم الفيض على البرية، وعلى الإنسان أن يتلقى الفيض الإلهي لا أن يقطع ذلك الفيض، وإلا فإنه يغلق أبواب الرحمة عليه، لذا قال رسول الله (ص): أيها الناس أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة، ولم يقل (مفتوحة) فعندما تكون الأبواب مفتوحة تماماً فيقال أنها (مفتحة)، لكن إذا كانت مفتوحة بشكل عادي فيقال: أنها (مفتوحة).

وأبواب جهنم بعد دخول أهل النار تكون مغلقة دائماً، أما ابواب الجنة فهي مفتحة قبل دخول أهل الجنة وبعده (جنات عدنٍ مفتحة لهم الأبواب)[1]، فأبواب الجنة مفتحة دائماً لا تغلق، وأبواب جهنم مغلقة لا تفتح أبداً.

وفتح الباب نعمة كناية عن الحرية، وباب جهنم مغلقة دائماً فجهنم لا يدخلها مؤمن ولا يخرج منها أهل النار، كما أن غلق الباب نوع من العذاب (إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممددة)[2]، فكل أبواب جهنم مغلقة، وما خلفها مغلق أيضاً، وهذه الأقفال نوعان، نوع يغلق مصرعي الباب، ونوع آخر يغلق الباب من بدايتها إلى نهايتها، هذه الآية الكريمة توضح أن أبواب جهنم مغلقة من خارجها بقفل واحد يغلق الأبواب كلها، وغلق أبواب جهنم في هذا الشهر يعني أن غضب وانتقام الله عز وجل في هذا الشهر قليل.

"والشياطين مغلولة" الشياطين في هذا الشهر المبارك مقيدة، الشيطان موجود خلقه الله، وباذنه تعالى يوسوس للناس، هذه الوسوسة الشيطانية نعمة ورحمة، لأن الإنسان لا يصل إلى مقام سام إلى بالمجاهدة ومخالفة الشيطان والانتصار عليه في ساحة الجهاد الأكبر، فلو لم تكن الوسوسة، ولم يكن طريق المعصية مفتوحاً، لأصبح طريق الطاعة والعبادة ضرورياً، وإذا أصبحت الطاعة ضرورية عندها يصبح الوحي والرسالة والتكليف ليس ضرورياً، والعالم الذي ليس فيه ذنب ليس عالم الدين والعبادة والتكليف والأمر والنهي.

الشيطان مأمور بحد من الوسوسة لا تتجاوز العواء، فالذي يعرف لا يعتني بعواء ونباح الشيطان، يمشي في طريقه ولا يلتفت إلى الشيطان، فيصل إلى مقصده، أما الذي لا يعرف كيد الشيطان فإنه يقع في حبائله، ويحول الشيطان نباحه وعواءه إلى عفر ونهش.

الشيطان يخضع لولاية الله عز وجل، ودون إذن الله سبحانه لا يستطيع أن يفعل شيئاً، ويقول يوم القيامة صراحة (ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي)[3]، فلا أنا منقذكم اليوم ولا أنتم تنقذونني من العذاب، أنا لم أكن مسيطراً عليكم، ولكنني دعوتكم، فاستجبتم لي، لقد اغريتكم وخدعتكم، وأنتم انخدعتم: (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم)[4].

إذا رفض أحد وعد الله عمداً ولم يهتم به، وقبل وعد الشيطان، فالله عز وجل يمهله، فإذا لم يستفد الإنسان من هذه المهلة، عندئذ يتسلط الشيطان عليه فيكون عليه وبالاً (إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً)[5]، وقال تعالى: (إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون)[6].

فغير المؤمن يكون تحت سلطة الشيطان، والله عز وجل يجعل الشياطين كالكلاب المدربة تسيطر على الكفار، هذه الكلاب المعلمة تكون مقيدة ومغلولة في شهر رمضان المبارك.

وهنا سؤال يطرح وهو: إذا كانت الملائكة لا تعصي الله سبحانه، فكيف ارتكب الشيطان ذنباً؟ والجواب: إن الشيطان من الجن، وكان من الملائكة ولم يكن ملكاً، يقول القرآن الكريم في هذا الخصوص: (كان من الجن ففسق عن أمر ربه)[7]، فالشيطان من الجن وليس من صنف الملائكة، وهو يقول إن الله خلقني من النار والله سبحانه لم يكذبه في هذا، بل القرآن يؤيد ذلك.

فالملائكة لا تعصي الله سبحانه ولكن الشيطان يطيع أحياناً ويعصي أحياناً أخرى، ولهذا قال (ص): "والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم) وإذا أراد الله سبحانه أن يسلط الشيطان، فيسلطه بواسطة آلات داخلية وخواطر نفسانية تصبح آلة بيد الشيطان.

وعندما وصل حديث رسول الله (ص) إلى هنا، قال أمير المؤمنين (ع): فقمت وقلت: يا رسول الله (ص): ما أفضل الأعمال في هذا الشهر[8]؟

فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله ـ عز وجل ـ.

فالاجتناب عن الأمور التي حرمها الله عز وجل هو الورع.

وللورع درجات، أولها ورع أهل التوبة بأن يكف الإنسان عن المعصية، ويرجع إلى طاعة الله سبحانه.

وأعلى من هذه الدرجة ورع أهل الصلاح، فهؤلاء يجتنبون عن الشبهات: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وهي الأشياء التي يشتبه بها، أو العمل الذي يشتبه بحليته فلا تكون معلومة، فيعمد إلى تركها، فلا تأكلوا غذاء الشبهة ولا تتكلموا بكلام شبهة، واتركوا الأشياء التي توقعكم في الشك ودعوا الحلال الذي تشكون فيه، وهذا الورع ورع الصالحين.

وأعلى من هذا ورع أهل التقوى، وهو أن لا يجتنب الإنسان عن المحرمات والمشتبهات فقط، بل يجتنب عن الحلال الذي يجر إلى المشتبه فضلاً عن الحرام.

يتكلم الإنسان أحياناً بخصوص شخص، ويرى أن هذا الكلام يجر إلى هتك حرمته أو غيبته فيقلع عن ذلك، أو يرى أن يده تنسحب إلى مال مشتبه فيسحب يده، أو يرى الحلال ويحتمل أنه مخلوط بالحرام فيتركه، هذا الورع ورع أهل التقوى.

وأعلى من هذا ورع الصديقين، وهو أن لا يوجد في قلب الإنسان غير الله عز وجل، فيجتنب عن كل شيء غير الله سبحانه فإذا لم يحب القلب غير الله فهو قلب صديق، قال تعالى (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)[9]. ليس للإنسان قلبان، والقلب يعني هنا هذه اللطيفة الإلهية التي هي الروح الإلهية.

لكل إنسان قلب واحد، وقد علمنا أن لا نسأل إلا الله سبحانه، وأن لا يدخل قلوبنا إلا حب الله (وقلبي بحبك متيماً)، هذه التربية تربية الصديقين فهذا القلب لا يعرف غير الله، ويرفض كل شيء إلا الحق سبحانه.

في جواب رسول الله (ص) لأمير المؤمنين أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله) يتورع كل شخص عن محارم الله بمقدار استطاعته، فأهل التوبة يتورعون بمقدار معين، وأهل الصلاح بمقدار معين، وهكذا أهل التقوى والصديقون.

بعد أن أجاب الرسول (ص) عن الجواب، بكى فسأله: الإمام علي (ع): (ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أبكي ما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود يضربك ضربة على قرنك تختضب منها لحيتك)[10].

لم يأت شقي مثل ابن ملجم ولم يأت شهيد كالإمام علي (ع) وإن ابن ملجم أشقى الأولين والآخرين، وإن كل من يقتل الإمام فهو من أهل النار، وكل شخص يقتله الإمام المعصوم هو من أهل النار أيضاً.

يعرف الإمام علي (ع) نفسه قائلاً: (ألا إني عبد الله وأخو رسول الله (ص) وصديقه الأول، صدقته وآدم بين الروح والجسد)[11].

إنه يعرف نفسه ابتداءً بالعبودية لله سبحانه.

إذا كان أمير المؤمنين (ع) أول من آمن برسالة النبّي محمّد (ص) وأول من صدقه وآدم لم يخلق بعد، فقتل شخص مثل هذا على يد إنسان يدل على أن هذا الإنسان من أهل النار وهو أشقى الأولين والآخرين، وهو أشقى من ذلك الذي عقر ناقة ثمود، التي وجدت بمعجزة النبّي صالح (ع)، مع كل البركات التي كانت تعطيها الناقة لأمة صالح (ع).

كان النبّي (ص) قد أخبر علياً (ع) بوقوع هذه الحادثة، وقال الإمام للرسول (ص) (يا رسول الله وذلك من سلامة من ديني؟ فقال (ص): في سلامة من دينك)[12]، ولهذا لما أحس الإمام علي (ع) بوقع السيف على رأسه قال (ع): (فزت ورب الكعبة).

(ثم قال يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني)[13]، وذلك لأن أمير المؤمنين (ع) من رسول الله (ص) إذ قال (علي مني وأنا من علي) فهذا التعبير ليس مخصوصاً بالحسين بن علي (ع).

والذي نراه في الكتب الكلامية، للمرحوم المحقق الطوسي وتلميذه العلامة ـ رضوان الله عليهما ـ حيث يقولان (محاربو علي كفرة ومخالفوه فسقة)[14]، وهذا هو سره، فهؤلاء العظام يقولون: إن أي شخص يحارب الإمام فهو كافر، لأن الرسول (ص) يقول (حربك حربي)، وحرب النبّي يستلزم الكفر، فحرب الإمام علي يستلزم الكفر أيضاً لكن الذي يخالف الإمام (ع) مجرد خلاف، فهو فاسق، ومن خصوصيات الأئمة أن غضبهم ورضاهم لله سبحانه وليس لهوى النفس.

(وإنك مني كنفسي وطينتك من طينتي وأنت وصيي وخليفتي على أمتي)[15]، ملاحظة: أفضل عبادة في ليالي الاحياء، تعلم الأحكام الإلهية وأصول وفروع الدين.

وكان الكثير من علماء الدين عندما ينتهون من كتابة وتأليف كتاب يقولون: إن الله تعالى وفقنا لأن ننتهي من هذا الكتاب في ليلة القدر، وإذا قالوا إن نوم العالم أفضل من عبادة الجاهل فلأن العالم لا يخدع بسهولة، بخلاف الجاهل.

إذا استطاع الإنسان أن يتعمق في المسائل الإسلامية، فلن تزعزعه الحوادث العظيمة، ولا تؤثر فيه الدعايات المغرضة، ولا تخرجه عن خطه الذي يسير عليه.

ليست القضية هي بقاؤنا، بل إنها قضية بقاء الدين وبقاء القرآن.

كل العالم حراس الحق سبحانه، وهو تعالى يقول: إذا وضعتم قدماً في حفظ ديني فإني أسخر كل العالم لكم، إذن فلماذا الخوف؟ إذا استطاع الإنسان أن يقر التوحيد في روحه، فإنه يكون قد أحيا ليالي القدر، إن أحياء الليل بالعبادة يعني إحياء النفوس.

يقول تعالى عن ليلة القدر: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر)[16]، الليل ليس ميتاً وإذا اطمأن الإنسان الموحد أن ليس شيء في الوجود إلا بإذن الله، وأي شيء يريده الله فهو لصالح المؤمن، فهو ليس فقط كمن أحيا ليله، أو أحيا الشهر والسنة، بل كمن أحيا الدهر كله، لأن الدهر يحيا بوجود إنسان مؤمن كامل.

 



[1]  سورة ص، الآية: 50.

[2]  سورة الهمزة، الآيتان (8 ـ 9).

[3]  سورة إبراهيم، الآية: 22.

[4]  سورة إبراهيم، الآية: 22.

[5]  سورة مريم، الآية: 83.

[6]  سورة الأعراف، الآية: 27.

[7]  سورة الكهف، الآية: 50.

[8]  الخطبة الشعبانية، أربعين الشيخ البهائي، الحديث 9.

[9]  سورة الأحزاب، الآية 4.

[10]  الخطبة الشعبانية، الأربعين، للشيخ البهائي، الحديث 9.

[11]  الآمالي، للشيخ المفيد، إرشاد القلوب، الديلمي ص297.

[12]  الخطبة الشعبانية، الأربعين، للشيخ البهائي، الحديث 9.

[13]  بحار الأنوار (ج42، ص239).

[14]  كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، المسألة التاسعة، في أحكام المخالفين (ص314). تلخيص الشافي للشيخ الطوسي، (ج4، ص131).

[15] الخطبة الشعبانية، الأربعين للشيخ البهائي الحديث 9.

[16] سورة القدر، الآية: (4 ـ 5).