مكارم الاخلاق

اسم الكتاب

الحسن بن الفضل الطبرسي

المؤلف
الفهرسة

الفصل الخامس: في حفظ المتاع والاستخارة وطلب الحاجة

الفصل السادس: في آداب المشي وكراهية الوحدة في السفر

الفصل السابع: فيما يتعلق بالدواب

الفصل الثامن: في نوادر السفر

الباب العاشر في آداب الادعية وما يتعلق بها

الفصل الاول: في فضضل الدعاء وكيفيته

الفصل الثاني: فيما يتعلق باليوم والليلة من الادعية المختارة

 

 

في طلب الحلال وكلمة للاخرة والثالثة تضر ولا تنفع لا تردها، ثم قال: قتلني هم يوم لا أدركه.

وقال لقمان لابنه: يا بني إن الدنيا بحر عميق وقد هلك فيها عالم كثير، فاجعل سفينتك فيها الايمان بالله عزوجل واجعل شراعها التوكل على الله واجعل زادك فيها تقوى الله، فإن نجوت فبرحمة الله وإن هلكت فبذنوبك. يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وحبالك وسقائك وخيوطك ومخرزك، وتزود معك من الادوية ما تنتفع به أنت ومن معك. وكن لاصحابك موافقا إلا في معصية الله عزوجل. وفي رواية بعضهم: وقوسك وفرشك.

عن الصادق (عليه السلام): سئل عن أمر الفتوة ؟ فقال: تظنون أن الفتوة بالفسق والفجور وإنما الفتوة والمروة طعام موضوع ونائل مبذول وبشر معروف وأذى مكفوف، فأما تلك فشطارة وفسق (1)، ثم قال (عليه السلام): ما المروة ؟ فقال الناس: لا نعلم، قال (عليه السلام): ليس المروة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره والمروة مروتان: مروة في الحضر ومروة في السفر، فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الاخوان في الحوائج والنعمة ترى على الخادم، فإنها تسر الصديق وتكبت العدو. وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إياهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عز وجل، ثم قال: والذي بعث جدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق إن الله عزوجل ليرزق العبد على قدر المروة، فإن المعونة تنزل على قدر المؤنة وإن الصبر ينزل على قدر شدة البلاء.

الفصل الخامس

(في حفظ المتاع والاستخارة وطلب الحاجة)

(في حفظ المتاع)

عن الصادق (عليه السلام) قال: من قرأ " آية الكرسي " في السفر في كل ليلة سلم وسلم ما معه ويقول: " اللهم اجعل مسيري عبرا وصمتي تفكرا وكلامي ذكرا ".

ـــــــــــــــ

(1) شطر بصره شطورا: صار كأنه ينظر إليك وألي آخر. وشطر فلان على أهله: ترك موافقتهم وأعياهم لؤما وخبثا. وشطر شطارة: اتصف بالدهاء والخبث.

[ 254 ]

من مسموعات السيد الامام ناصح الدين أبي البركات المشهدي رحمه الله، عن محمد ابن عيسى، عن رجل قال: بعث إلي أبوالحسن الرضا (عليه السلام) من خراسان ثياب رزم (1) وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا ؟ قال: طين قبر الحسين عليه السلام، ما يكاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين وكان يقول: أمان فإذن الله تعالى.

عنه (عليه السلام) قال: أتى أخوان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالا: يا رسول الله إنا نريد الشام في تجارة فعلمنا ما نقول ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): بعد إذ آويتما إلى منزل فصليا العشاء الاخرة، فإذا وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلاة فليسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام، ثم ليقرأ " آية الكرسي " فإنه محفوظ من كل شئ، وإن لصوصا تبعوهما حتى نزلا فبعثوا غلاما لهم ينظر كيف حالهما، ناموا أو مستيقظون، فانتهى الغلام إليهم وقد وضع أحدهما جنبه على فراشه وقرأ " آية الكرسي " وسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام، قال: فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء الغلام فطاف بهما فكلما دار لم ير إلا حائطين فرجع إلى أصحابه فقال: لا والله ما رأيت إلا حائطين مبنيين، فقالوا: أخزاك الله لقد كذبت بل ضعفت وجبنت فقاموا فنظروا فلم يجدوا إلا حائطين مبنيين فداروا بالحائطين فلم يروا إنسانا فانصرفوا إلى موضعهم، فلما كان من الغد جاؤوا إليهما، فقالوا: أين كنتما ؟ فقالا: ما كنا إلا ههنا، ما برحنا، فقالوا: لقد جئنا فما رأينا إلا حائطين مبنيين فحدثانا ما قصتكما ؟ فقالا: أتينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فعلمنا " آية الكرسي " وتسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام، ففعلنا، فقالوا: انطلقا فوالله لا نتبعكما أبدا ولا يقدر عليكما لص بعد هذا الكلام.

(في الاستخارة للتجارة)

قال عبد الرحمن بن سيابة: خرجت سنة إلى مكة ومتاعي بز (2) قد كسد علي، قال: فأشار علي أصحابنا إلى أن أبعثه إلي مصر ولا أرده إلى الكوفة أو إلى

ـــــــــــــــ

(1) الرزمة كسدرة: الكارة من الثياب أي ما جمع وشد معا كأنه من رزمت الثوب: جمعته.

(2) البز ـ بالفتح ـ الثياب من القطن أو الكتان ومنه البزاز: يباعه.

[ 255 ]

اليمن فاختلفت علي آراؤهم، فدخلت على العبد الصالح (عليه السلام) بعد النفر بيوم ونحن بمكة فأخبرته بما أشار به أصحابنا وقلت له: جعلت فداك فما ترى حتى أنتهي إلى ما تأمرني به ؟ فقال (عليه السلام) لي: ساهم بين مصر واليمن، ثم فوض في ذلك أمرك إلى الله فأي بلد خرج سهمها من الاسهم فابعث متاعك إليها، قلت: جعلت فداك كيف أساهم ؟ قال: اكتب في رقعة " بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة، أنت العالم وأنا المتعلم فانظر لي في أي الامرين خير لي حتى أتوكل عليك فيه وأعمل به " ثم اكتب مصر إن شاء الله، ثم اكتب رقعة اخرى مثل ما في الرقعة الاولى شيئا فشيئا، ثم اكتب اليمن، ثم اكتب رقعة اخرى مثل ما في الرقعتين شيئا شيئا، ثم اكتب بحبس المتاع ولا يبعث إلى بلد منهما، ثم اجمع الرقاع وادفعها إلى بعض أصحابك فليسترها عنك، ثم أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث، فأيها وقعت في يدك فتوكل على الله واعمل بما فيها إن شاء الله.

عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا هم بحج أو عمرة أو عتق أو شراء أو بيع تطهر وصلى ركعتي الاستخارة وقرأ فيهما سورة " الرحمن " وسورة " الحشر "، فإذا فرغ من الركعتين استخار الله مائتي مرة، ثم قرأ " قل هو الله أحد " و " المعوذتين "، ثم قال: " اللهم إني هممت بأمر [ قد ] علمته، فإن كنت تعلم أنه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدروه لي وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عني، رب هب لي رشدي وإن كرهت ذلك أو أحبت نفسي، ببسم الله الرحمن الرحيم ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل " ثم يمضي ويعزم.

(في طلب الحاجة)

إذا أردت أن تغدو في حاجتك وقد طلعت الشمس وذهبت حمرتها فصل ركعتين بالحمد و " قل هو الله أحد " و " قل يا أيها الكافرون "، فإذا سلمت فقل: " اللهم إني غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني فارزقني من فضلك رزقا حسنا واسعا حلالا طيبا وأعطني فيما رزقتني العافية، غدوت بحول الله وقوته، غدوت بغير حول مني ولا قوة ولكن بحولك وقوتك وأبرأ إليك من الحول والقوة، اللهم إني

[ 256 ]

أسألك بركة هذا اليوم فبارك لي في جميع اموري يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين ". فإذا انتهيت إلى السوق فقل: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم إني أسألك خيرها وخير أهلها وأعوذ بك من شرها ومن شر أهلها، اللهم إني أعوذ بك أن أبغي أو يبغى علي أو أن أظلم أو أظلم أو أعتدي او يعتدى علي، وأعوذ بك من إبليس وجنوده وفسقة العرب والعجم، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ". وإذا أردت أن تشتري شيئا فقل: " يا حي يا قيوم يا دائم يا رؤوف يا رحيم أسألك بعونك وقدرتك وما أحاط به علمك أن تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقا وأوسعها فضلا وخيرها لي عاقبة ". وإذا اشتريت دابة او رأسا فقل: " اللهم ارزقني أطولها حياة وأكثرها منفعة وخيرها عاقبة "، عن الصادق (عليه السلام).

وعنه (عليه السلام) أيضا: إذا اشتريت شيئا من متاع او غيره فكبره وقل: " اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من فضلك فاجعل لي فيه فضلا، اللهم إني اشتريته ألمتس فيه من رزقك فاجعل لي فيه رزقا "، ثم أعد كل واحدة ثلاث مرات.

الفصل السادس

(في آداب المشي وكراهية الوحدة في السفر وأدعية متفرقة)

(في المشي)

عن الصادق (عليه السلام) قال: سيروا وانسلوا فإنه أخف عليكم.

وروي أن قوما مشاة أدركهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فشكوا إليه شدة المشي، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم: استعينوا بالنسل.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سرعة المشئ تذهب ببهاء المؤمن.

عنه (عليه السلام) أيضا قال: سرعة المشي نكس. وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): سرعة المشي تذهب ببهاء المرء.

[ 257 ]

سأل معاوية بن عمار أبا عبد الله (عليه السلام): عن رجل عليه دين أعليه أن يحج ؟ فقال (عليه السلام) له: نعم، إن حجة الاسلام واجبة على من أطاق المشي من المسلمين، ولقد كان أكثر من حج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مشاة. ولقد مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكراع الغميم (1) فشكوا إليه الجهد [ والطاقة ] والاعياء، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): شدوا أزركم (2) واستبطنوا، ففعلوا فذهب عنهم ذلك. وفي رواية، فدعا لهم وقال: خيرا. وقال: عليكم بالنسلان والبكور (3) وسرى من الدلج، فإن الارض تطوي بالليل.

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قول الله عزوجل: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " (4)، قال: يخرج فيمشي إن لم يكن عنده شئ، قلت: لا يقدر على المشي، قال (عليه السلام): يمشي ويركب قلت: لا يقدر على ذلك، قال (عليه السلام): يخدم القوم ويخرج معهم.

عن الصادق (عليه السلام) قال: جاءت المشاة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكوا إليه الاعياء، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالنسلان، ففعلوا فذهب عنهم الاعياء (5).

وعنه (عليه السلام) قال: راح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكراع الغميم فصف له المشاة وقالوا: نتعرض لدعوته، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " اللهم أعطهم أجرهم وقوهم "، ثم قال: لو استعنتم بالنسلان لخفت أجسامكم وقطعتم الطريق، ففعلوا فخفت أجسامهم.

عنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الراكب أحق بالجادة من الماشي. والحافي أحق من المنتعل.

عن (عليه السلام) قال: ليس للمرأة أن تمشي وسط الطريق ولكن تمشي في جانبيه.

ـــــــــــــــ

(1) كراع الارض ـ بالضم ـ : ناحيتها. ومنه كراع الغميم: طرفه وهو واد بين الحرمين على مرحلتين من مكة.

(2) الازر: الظهر يقال: شد به أزره أي ظهره. واستبطنوا أي دخلوا بطنكم.

(3) النسلان ـ بالتحريك ـ مصدر نسل في مشيه أي أسرع. والبكور فعل أو أتاه بكرة أي غدوة. السرى ـ بالضم ـ والسريان ـ بالتحريك ـ وسرية ـ كغرفة ـ : مصادر سرى فلان ـ كرمى ـ : سار ليلا. والدلج ـ بالتحريك ـ والدلجة ـ بالضم والفتح ـ : السير من أول الليل.

(4) سورة آل عمران: آية 91. (5) الاعياء ـ بالكسر ـ : التعب والكل في المشي.

[ 258 ]

وعنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس للنساء من سروات الطريق يعني من وسطه، إنما لهن جوانبه (1).

(في كراهية الوحدة في السفر)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أنبئكم بشر الناس ؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: من سافر وحده ومنع رفده وضرب عبده (2).

وعنه (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي: لا تخرج في سفرك وحدك، فإن الشيطان مع الواحد ومن الاثنين أبعد.

عن الكاظم (عليه السلام) قال: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثة الاكل زاده وحده، والنائم في بيت وحده، والراكب في الفلاة وحده.

عن إسماعيل بن جابر قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) بمكة إذ جاؤه رجل من المدينة، فقال (عليه السلام) له: من صحبك ؟ فقال ما صحبت أحدا، فقال له الصادق (عليه السلام): أما لو كنت تقدمت إليك لاحسنت أدبك، ثم قال: واحد شيطان، واثنان شيطانان وثلاثة صحب، وأربعة رفقاء.

عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: من خرج وحده في سفر فليقل: " ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي، وأد غيبتي ".

(في دعاء الضال)

عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا ضللت عن الطريق فناد " يا صالح ـ أو يا أبا صالح ـ أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله " وروي أن البر موكل به صالح. والبحر موكل به حمزة. عنه (عليه السلام) قال: إذا تغولت لكم الغيلان (3) فأذنوا.

عن أبي عبيدة الحذا (4) قال: كنت مع الباقر (عليه السلام) فضل بعيري، فقال (عليه السلام):

ـــــــــــــــ

(1) السراة ـ بالفتح ـ : الظهر. ومن الطريق: متنه وأعلاه. ومن النهار: ارتفاعه.

(2) الرفد ـ بالفتح ـ : النصيب. ـ وبالكسر ـ : العطاء والمعونة.

(3) الغيلان ـ بالكسر ـ : جمع غول وهو نوع من الجن والشيطان ـ : وأيضا: الداهية والهلكة.

(4) هو زياد بن عيسى الكوفي المعروف بأبي عبيدة الحذاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ومات في حياة أبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة، ثقة وكان حسن المنزلة عند آل محمد عليهم السلام وكان زميل أبي جعفر (عليه السلام) إلى مكة.

[ 259 ]

صل ركعتين ثم قل: كما أقول: " اللهم راد الضالة، هادئا من الضلالة رد علي ضالتي فإنها من فضلك وعطائك " ثم قال (عليه السلام): يا أبا عبيدة تعال فاركب، فركبت مع أبي جعفر (عليه السلام) فلما سرنا إذا سواد على الطريق، فقال (عليه السلام): يا أبا عبيدة هذا بعيرك فإذا هو بعيري.

(في الدعاء عند نزول المنزل)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي: إذا نزلت منزلا فقل: " رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ". وفي رواية " وأيدني بما أيدت به الصالحين وهب لي السلامة والعافية في كل وقت وحين، أعوذ بكلمات الله التامات [ كلها ] من شر ما خلق وذرأ وبرأ " ثم صل ركعتين وقل: " اللهم ارزقنا خير هذه البقعة وأعذنا من شرها، اللهم أطعمنا من جناها (1) وأعذنا من وبائها وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا ". وإذا أردت الرحيل فصل ركعتين وادع الله بالحفظ والكلاءة وودع الموضع وأهله، فإن لكل موضع أهلا من الملائكة وقل: " السلام على ملائكة الله الحافظين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين [ ورحمة الله وبركاته ] ".

(في الدعاء عند الرجوع من السفر)

روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ـ لما رجع من خيبر ـ : " آئبون تائبون إن شاء الله عابدون راكعون ساجدون لربنا حامدون، اللهم لك الحمد على حفظك إياي في سفري وحضري، اللهم اجعل أوبتي هذه مباركة ميمونة مقرونة بتوبة نصوح توجب لي بها السعادة يا أرحم الراحمين ".

(في الدعاء عند دخول مدينة أو قرية)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها: " اللهم إني أسألك خيرها وأعوذ بك من شرها، اللهم حببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا ".

ـــــــــــــــ

(1) الجنى ـ كحصى ـ : ما يحنى من ثمر أو عسل أو ذهب ونحوها.

[ 260 ]

(في الدعاء في المسير)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفره إذا هبط سبح وإذا صعد كبر.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي نفس أبي القاسم بيده ما هلل ولا كبر مكبر على شرف من الاشراف إلا هلل ما خلفه وكبر ما بين يديه بتهليله وتكبيره حتى يبلغ مقطع التراب.

(في ركوب السفينة)

" بسم الله الملك الحق وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (1)، بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ".

(في الدعاء على الجسر)

إذا بلغت جسرا فقل حين تضع قدمك عليه: " بسم الله، اللهم ادحر عني الشيطان الرجيم ".

عن الصادق (عليه السلام) قال: إن على ذروة كل جسر شيطانا فإذا انتهيت إليه فقل: " بسم الله " يرحل عنك.

قال الصادق (عليه السلام): إذا كنت في سفر أو مفازة فخفت جنيا أو آدميا فضع يمينك على أم رأسك واقرأ برفيع صوتك " أفغير الله يبغون وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون ".

(في القول للقادم من الحج وغيره)

قال الصادق (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول للقادم من الحج. " تقبل الله منك وأخلف عليك نفقتك وغفر ذنبك ".

قال الصادق (عليه السلام): من عانق حاجا بغباره كان كمن استلم الحجر الاسود. وإذا قدم الرجل من السفر ودخل منزله ينبغي أن لا يشتغل بشئ حتى يصب عليه نفسه

ـــــــــــــــ

(1) سورة الزمر: آية 67.

[ 261 ]

 الماء ويصلي ركعتين ويسجد ويشكر الله مائة مرة. هكذا هو المري عنهم عليهم السلام. ولما رجع جعفر الطيار من الحبشة ضمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى صدره وقبل ما بين عينيه وقال: ما أدري بأيهما أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر. وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصافح بعضهم بعضا، فإذا قدم الواحد منهم من سفره فلقي أخاه عانقه.

الفصل السابع

(في حسن القيام على الدواب وحقها على صاحبها)

روي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الدابة تقول: " اللهم ارزقني مليك صدق يشبعني ويسقيني ولا يحملني ما لا أطيق ".

عن الصادق (عليه السلام) قال: ما اشترى أحد دابة إلا قالت: " اللهم اجعله بي رحيما ".

وعنه (عليه السلام) قال: اتخذوا الدابة فإنها زين وتقضي عليها الحوائج ورزقها على الله عزوجل.

روى السكوني بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى يحب الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتم الدواب العجاف (1) فانزلوا منازلها، فإن كانت الارض مجدبة فانجوا عليها وإن كانت مخصبة فانزلوا منازلها.

قال علي (عليه السلام): من سافر منكم بدابة فليبدأ حين نزل بعلفها وسقيها.

قال أبوجعفر (عليه السلام) [ إذا سافرت في أرض خصبة فارفق بالسير. و ] إذا سرت في أرض مجدبة فعجل بالسير.

عن الصادق (عليه السلام) قال: من اشترى دابة كان له ظهرها وعلى الله رزقها.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن للدابة على صاحبها خصال: يبدأ بعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مر به، ولا يضرب وجهها فإنها تسبح بحمد ربها، ولا يقف على ظهرها إلا في سبيل الله، ولا يحملها فوق طاقتها ولا يكلفها من المشي إلا ما تطيق.

عن الصادق (عليه السلام) قال: من سعادة المرء دابة يركبها في حوائجه ويقضي عليها حوائج إخوانه.

ـــــــــــــــ

(1) العجاف ـ بالكسر: جمع عجف، ككتف وعجفاء: التي ضعفت وذهب سمنها أي المهزولة.

[ 262 ]

وقال (عليه السلام): السرج مركب ملعون للنساء.

وقال (عليه السلام): من شقاء العيش مركب السوء.

وقال (عليه السلام): الركوب نشرة.

سأل رجل عن الصادق (عليه السلام): متى أضرب دابتي تحتي ؟ قال: إذا لم تمش تحتك كمشيها إلى مذودها (1).

عنه (عليه السلام) قال: أضربوها على العثار ولا تضربوها على النفار، فإنها ترى ما لا ترون (2).

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا عثرت الدابة تحت الرجل فقال لها: تعست، تقول: تعس إعصانا للرب (3).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما عثرت دابتي قط، قيل: ولم ذلك ؟ قال: لاني لم أطأ بها زرعا قط.

وعن علي (عليه السلام) في الدواب: ولا تضربوا الوجوه ولا تلعنوها، فإن الله عز وجل لعن لاعنها.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا لعنت الدواب لزمتها اللعنة [ على صاحبها ].

وقال (عليه السلام) أيضا: لا تتوركوا على الدواب (4). ولا تتخذوا ظهورها مجالس.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي لا تردف ثلاثة فإن أحدهم ملعون وهو المقدم. وقال (عليه السلام): لكل شئ حرمة وحرمة البهائم في وجوهها.

عن السكوني بإسناده: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أين صاحبها، لا مروة له فليستعد غدا للخصومة.

حج علي بن الحسين عليهما السلام على ناقة له أربعين حجة فما قرعها بسوط قط.

ـــــــــــــــ

(1) المذود ـ كمنبر ـ معتلف الدابة.

(2) العثار ـ بالسكر ـ : السقطة والزلة، يقال: عثرت الدابة ـ من بابي ضرب ونصر ـ : زلت وسقطت. ونفرت الدابة من كذا نفارا ـ من بابي ضرب ونصر ـ : جزعت وتباعدت.

(3) تعست الدابة ـ من بابي علم ومنع ـ : عثرت وأكبت على وجهها ـ وأيضا بمعنى هلكت.

(4) تورك: اعتمد على وركه. ـ الشئ: حمله على وركه. ـ الراكب. ـ : ثنى رجله ليركب أو يستريح.

[ 263 ]

عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس.

(فيما جاء في الابل)

قال الصادق (عليه السلام): إياكم والابل الحمر، فإنها أقصر الابل أعمارا(1).

وقال (عليه السلام) أيضا: اشتروا السود القباح فإنها أطول الابل أعمارا (2).

ونهى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أن يتخطى القطار، قيل: يا رسول الله ولم ؟ قال: لانه ليس من قطار إلا وما بين البعير إلى البعير شيطان. ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن إبل الجلالة (3) أن تؤكل لحومها وأن يشرب لبنها، ولا يحمل عليها الادم، ولا يركبها الناس حتى تعلف أربعين ليلة.

(في الخيل وغيرها)

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، والمنفق عليها في سبيل الله كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها.

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا تجزوا نواصي الخيل ولا أعرافها ولا أذنابها، فإن الخير في نواصيها وإن أعرافها دفؤها وإن أذنابها مذابها (4).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يمن الخيل في كل أحوى أحمر وفي كل أدهم أغر مطلق اليمين (5).

عن الرضا (عليه السلام) قال: على كل منخر من الدواب شيطان، فإذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسم الله عزوجل.

ـــــــــــــــ

(1) الحمر ـ بضم فسكون ـ : جمع أحمر. وحمر الفرس ـ من باب علم ـ : سنق واتخم أو فسدت رائحة فمه فهو حمر ككتف. والحمر ـ بالتحريك ـ : داء يعتري الدابة من أكل الشعير.

(2) والقباح ـ بالفتح ـ : طرف العضد مما يلي المرفق، أو ملتقى الساق والفخذ.

(3) الجلالة: التي تكون غذاؤه عذرة وهي نجس فتحرم لحمها وشرب لبنها إلا أن تعلف أربعين يوما حتى تطهر ويحل لحمها ولبنها. والجلة ـ بالتثليث فالتشديد ـ : البعرة وتطلق على العذرة أيضا.

(4) العرف ـ بالضم ـ من الدابة: الشعر النابت في محدب رقبتها والجمع أعراف. الدف ء ـ بالكسر ـ : نقيض حدة البرد. وأيضا ما استدفأ به.

(5) أحوى: أسود ليس بشديد السواد أي الذي سواده إلى الخضرة أو جمرة إلى السواد. والادهم: الاسود، والذي يشتد سواده. والاغر: الابيض، والذي في جبهته بياض.

[ 264 ]

وعن أبي عبيدة، عن أحدهما عليهما السلام قال: أيما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار فليقرأ في أذنها أو عليها " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون " وليقل: " اللهم سخرها لي وبارك لي فيها بحق محمد وآل محمد ". وليقرأ " إنا أنزلناه ".

عن الباقر (عليه السلام) قال: إن أحب المطايا إلي الحمر. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يركب حمارا أسمه يعفور.

الفصل الثامن

(في نوادر السفر)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي، إذا سافرت فلا تنزل الاودية، فإنها مأوى السباع والحيات.

من كتاب المحاسن ذكر عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل، فقيل له: خير، قالوا: يا رسول الله خرج معنا حاجا، فإذا نزلنا لم يزل يهلل حتى نرتحل، فإذا ارتحلنا لم يزل يذكر الله حتى ننزل، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فمن كان يكفيه علف ناقته وصنع طعامه ؟ قالوا: كلنا، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): كلكم خير منه.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في سفر يسير على ناقة إذ نزل فسجد خمس سجدات، فلما ركب قالوا: يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم، استقبلني جبريل (عليه السلام) فبشرني ببشارات من الله عزوجل فسجدت لله شكرا، لكل بشرى سجدة.

عن إسحاق بن عمار قال: خرجت مع أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يحدث نفسه، ثم إستقبل القبلة فسجد طويلا، ثم ألزق خده الايمن بالتراب طويلا، قال: ثم مسح وجهه ثم ركب، فقلت له: بابي أنت وأمي لقد صنعت شيئا ما رأيته قط، قال: يا إسحاق إني ذكرت نعمة من نعم الله عزوجل علي فأحببت أن أذلل نفسي، ثم قال: يا إسحاق ما أنعم الله على عبده بنعمة فشكرها بسجدة يحمد الله فيها ففرغ منها حتى يؤمن له بالمزيد من الدارين.

[ 265 ]

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا خرج أحدكم إلى سفر ثم قدم على أهله فليهدهم وليطرفهم ولو حجارة.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أعيا أحدكم فليهرول.

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): لا تماكس (1) في أربعة أشياء: في شراء الاضحية وفي الكفن وفي ثمن نسمه وفي الكري إلى مكة. وكان يقول علي بن الحسين عليهما السلام لقهرمانه (2) إذا أراد أن يشري حوائج الحج: اشتر ولا تماكس.

عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يطرق الرجل أهله ليلا إذا جاء من الغيبة حتى يؤذنهم.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى أحدكم سفره فليسرع الاياب إله أهله.

قال الصادق (عليه السلام): سير المنازل ينفد الزاد ويسئ الاخلاق ويخلق الثياب (3). والسير ثمانية عشر [ فرسخا أقله ].

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ضللتم الطريق فتيامنوا.

وقال الصادق (عليه السلام): إن على ذروة كل جسر شيطانا، فإذا انتهيت إليه فقل: " بسم الله " يرحل عنك.

عن الرضا (عليه السلام) سئل عنه عن السرج واللجام وفيه الفضة، أيركب به ؟ فقال (عليه السلام): إن كان مموها (4) لا يقدر على نزعه فلا بأس وإلا فلا يركب به.

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعان مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة وأجاره من الغم والهم في الدنيا [ والاخرة ] ونفس عنه كربة العظيم " يوم يعض الظالم على يديه ".

عن يعقوب بن سالم قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): تكون معي الدراهم فيها.

ـــــــــــــــ

(1) المماكسة: استحطاط الثمن، يقال: تماكس الرجلان في البيع أي تشاحا وأراد كل منهما أن يستأثر به.

(2) القهرمان: أمين الدخل والخرج أو الوكيل.

(3) اخلق الثوب: صيره باليا.

(4) المموه: الممزوج والمخلوط من موه الشئ، بالتشديد: طلاه بماء الذهب والفضة ونحوهما.

[ 266 ]

تماثيل وأنا محرم، أفأجعلها في همياني وأشده في وسطي ؟ قال: لا بأس، هي نفقتك وعليها اعتمادك بعد الله عزوجل.

وعنه (عليه السلام) قال: إذا سافرتم فاتخذوا سفرة وتنوقوا فيها (1).

عن نصر الخادم قال: نظر العبد الصالح أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إلى سفرة عليها حلق صفر (2)، فقال: انزعوا هذه واجعلوا مكانها حديدا فإنه لا يقدم على شئ مما فيها من الهوام.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: زاد المسافر الحداء والشعر ما كان منه ليس فيه خنى (3). من المحاسن، عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم والتعريس (4) على ظهر الطريق وبطون الاودية، فإنها مدارج السباع ومأوى الحيات.

وقال الصادق (عليه السلام): إنك ستصحب أقواما فلا تقل: انزلوا ههنا ولا تنزلوا ههنا، فإن فيهم من يكفيك.

ـــــــــــــــ

(1) تنوق وتنيق في مطعمه أو ملبسه أو اموره، من باب تصرف: تجود وبالغ فيها.

(2) الحلق، بفتحتين: جمع حلقة. والصفر، بالضم: الذهب، والنحاس الاصفر.

(3) الخنى: الفحش من القول. وفي بعض السنخ " خنا ".

(4) التعريس: نزول المسافر في الليل للاستراحة والنوم، يقال: عرس القوم: نزلوا من السفر في آخر الليل للاستراحة ثم ارتحلوا.

[ 267 ]

الباب العاشر

(في الادعية وما يتعلق بها وهو خمسة فصول)

إن لمولاي وولي نعمي أبي ـ طول الله عمره ومتع المسلمين بطول بقائه ـ مجموعات جامعة في الدعوات فأردت أن أنتزع منها بابا مختصرا لائقا بهذا الكتاب، مستجمع لنفائس هذا الفن، فاستخرت الله في جميع ذلك، فخرج بعون الله بابا جامعا، نسأل الله توفيق العمل بما فيه بفضله إنه سميع مجيب.

الفصل الاول

(في فضل الدعاء وكيفيته)

(فيما جاء في فضل الدعاء)

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء.

عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت للباقر (عليه السلام) أي العبادة أفضل ؟ فقال ما من شئ أحب إلى الله عزوجل من أن يسأل ويطلب مما عنده. وما أحد أبغض إلى الله عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل مما عنده.

عن الصادق عليه السلام: من لم يسأل الله من فضله افتقر.

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يرد القضاء إلا الدعاء.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والارض.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم ؟ قالوا بلى: يا رسول الله، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء.

عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرفع يديه إذا ابتهل ودعاء كما يستطعم المسكين.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أعجز الناس من عجز عن الدعاء. وأبخل الناس من بخل

[ 268 ]

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطعية رحم ولا استجلاب إثم إلا أعطاه الله تعالى بها إحدى خصال ثلاث: إما أن يعجل له الدعوة، وإما أن يدخرها له في الاخرة، وإما أن يرفع عنه مثلها من السوء.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تستحقروا دعوة أحد، فإنه قد يستجاب اليهودي فيكم ولا يستجاب له في نفسه.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أحب الاعمال إلى الله عزوجل في الارض الدعاء. وأفضل العبادة العفاف.

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الدعاء يرد القضاء بعدما أبرم إبراما، فأكثروا من الدعاء، فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة، ولا ينال ما عندالله إلا بالدعاء، وليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه.

عبد الله بن ميمون القداح، عنه عليه عليه السلام قال: الدعاء كهف الاجابة كما أن السحاب كهف المطر.

وعنه عليه السلام قال: ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبار عزوجل إلا استحيا الله عز إسمه أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على رأسه ووجهه.

عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: هل تعرفون طول البلاء من قصره ؟ قيل: لا، قال: إذا ألهم أحدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا أن البلاء قصير.

وقال (عليه السلام): إن الدعاء في الرخاء لينجز الحوائج في البلاء.

وقال (عليه السلام): أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود (عليه السلام): اذكرني في سرائك أستجب لك في ضرائك.

وقال (عليه السلام): من تخوف بلاء يصيبه فتقدم فيه بالدعاء لم يره الله عزوجل ذلك البلاء أبدا.

عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام قالا: والله ما يلح عبد على الله إلا استجاب له.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما ثم سلم وأثنى على الله عزوجل وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم سأل حاجته

[ 269 ]

 فقد طلب الخير في مظانه، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب.

من الفردوس، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): البلاء يتعلق بين السماء والارض مثل القنديل، فإذا سأل العبد ربه العافية صرف الله عنه البلاء. وقال: سلوا لله عزوجل ما بدا لكم من حوائجكم حتى شسع النعل، فإنه إن لم ييسره لم يتيسر. وقال: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع.

قال الصادق (عليه السلام): إن الله عزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا، وذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.

وعنه (عليه السلام) قال: من سره أن يستجاب له في الشدة فليكثر الدعاء في الرخاء.

عن الرضا (عليه السلام) قال: دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعا ولكن يحب أن يبث إليه الحوائج.

عنه (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل لا يستجب دعاءا يظهر من قلب ساه (1)، فإذا دعوت فاقبل بقلبك ثم استيقن بالاجابة.

وعنه (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة وأحب ذلك لنفسه، إن الله عزوجل يحب أن يسأل ويطلب ما عنده.

وعن الرضا (عليه السلام) أنه كان يقول لاصحابه: عليكم بسلاح الانبياء، فقيل: وما سلاح الانبياء ؟ قال (عليه السلام): الدعاء.

وعن الصادق (عليه السلام) قال: الدعاء أنفذ من السنان.

وعن حماد بن عثمان قال: سمعته يقول (عليه السلام): الدعاء يرد القضاء وينقضه كما ينقض السلك وقد أبرم إبراما (2).

عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: عليكم بالدعاء، فإن الدعاء والطلب إلى الله عزوجل يرد البلاء وقد قدر وقضى فلم يبق إلا إمضاؤه، فإنه إذا دعا الله وسأله صرف البلاء صرفا.

ـــــــــــــــ

(1) ساه: أي غافل، اسم فاعل من سها يسهو.

(2) السلك ـ بالكسر ـ : الخيط المفتل والذي ينظم فيه الخرز ونحوه.

[ 270 ]

قال الصادق (عليه السلام): عليك بالدعاء، فإن فيه شفاء من كل داء.

وقال (عليه السلام): من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء، وقيل: صوت معروف ولم يحجب عن السماء، ومن لم يتقدم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة: إن ذا الصوت لا نعرفه.

عن زين العابدين (عليه السلام) قال: الدعاء بعد ما ينزل البلاء لا ينفع.

عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا دعوت فاقبل بقلبك وظن أن حاجتك بالباب. وقال (عليه السلام): لا يلح عد مؤمن على الله تعالى في حاجة إلا قضاها له.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): رحم الله عبدا طلب من الله عزوجل حاجته وألح في الدعاء استجيب له أم لم يستجب وتلا هذه الاية " وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا " (1).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما من أحد ابتلى وإن عظمت بلواه بأحق بالدعاء من المعافي الذي يأمن البلاء.

(في الاوقات المرجوة لاجابة الدعاء)

زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اطلبوا الدعاء في أربع ساعات: عند هبوب الرياح، وزوال الافياء، ونزول القطر، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن [ الشهيد ]، فإن أبواب السماء تفتح عند هذه الاشياء.

عنه (عليه السلام) قال: يستجاب الدعاء في أربع: في الوتر، وبعد الفجر، وبعد الظهر، وبعد المغرب.

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: اغتنموا الدعاء عند أربع: عند قراءة القرآن، وعند الاذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة.

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أبي إذا كانت له إلى الله عزوجل حاجة طلبها هذه الساعة يعني زوال الشمس.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا رق أحدكم فليدع، فإن القلب لا يرق حتى يخلص.

عن معاوية بن عمار، عنه (عليه السلام) قال: كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند

ـــــــــــــــ

(1) سورة مريم: آية 49.

[ 271 ]

زوال الشمس، فإذا أراد ذلك قدم شيئا فتصدق به وشم شيئا من الطيب وراح إلى المسجد فدعا في حاجته بما شاء الله عزوجل.

وعنه (عليه السلام) قال: إذا إقشعر جلدك ودمعت عيناك فدونك دونك فقد نجح قصدك (1).

أبوالصباح (2)، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل يحب من عباده المؤمنين كل عبد دعاء، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس، فإنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وتقسم فيها الارزاق وتقضى فيها الحوائج العظام.

عن عمر بن أذينة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي ويدعو الله عزوجل فيها إلا استجاب الله تعالى له في كل ليلة، قلت: أصلحك الله وأي ساعة هي من الليل ؟ قال: إذا مضى نصف الليل وهي السدس الاول من أول النصف.

عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الرغبة أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء، والرهبة أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء. وقال في قوله عزوجل " وتبتل إليه تبتيلا " (3): الدعاء بأصبع واحدة تشير بها، والتضرع أن تشير بإصبعك وتحركها، والابتهال رفع اليدين ومدهما، وذلك عند الدمعة ثم ادع.

وعنه (عليه السلام) أنه ذكر الرغبة، وأبرز بطن راحتيه إلى السماء (4) وهكذا الرهبة وجعل ظهر كفيه إلى السماء، وهكذا التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا، وهكذا التبتل ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة، وهكذا الابتهال ومد يده بإزاء وجه إلى القبلة، وقال: لا تبتهل حتى تجري الدمعة.

عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام قال: سألته عن الدعاء ورفع

ـــــــــــــــ

(1) دونك: اسم فعل بمعنى خذ أي راقب نفسك في هذه الساعة ولا تغفل منها ونوى قصدك فقد فاز به.

(2) هو إبراهيم بن نعيم العبدي أبوالصباح الكناني من عبد القيس، كان من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يسميه الميزان لثقته، وله كتاب.

(3) سورة المزمل: آية 8.

(4) الراحة الكف وباطن اليد.

[ 272 ]

اليدين ؟ فقال (عليه السلام): على أربعة أوجه: أما التعوذ فتستقبل السماء بظهر كفيك، وأما الدعاء في الرزق فتبسط كفيك وتقبل ببطنهما إلى السماء، وأما التبتل فإيماؤك بإصبعك السبابة، وأما الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك في دعائك مع التضرع.

(في مقدمات الدعاء)

عن ابن المغيرة (1) قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم وأن يسأل أحدكم من ربه عزوجل شيئا من حوائج الدنيا والاخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عزوجل والمدحة له والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يسأل الله حوائجه.

محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن في كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) أن المدحة قبل المسألة، فإذا دعوت الله عزوجل فمجده، قال: قلت: كيف أمجده ؟ قال: تقول: " يا من هو أقرب إلى من حبل الوريد، يا فعالا لما يريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من ليس كمثله شئ ".

الحرث بن المغيرة (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تدعو فمجد الله عزوجل وأحمده وسبحه وهلله وأثن عليه وصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم سل تعط.

وعنه (عليه السلام) قال: إذ طلب أحدكم الحاجة فليثن على الله سبحانه وليمدحه فإن الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه، تقول: " يا أجود من أعطى، يا خير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ". وأكثر من أسماء الله عزوجل

ـــــــــــــــ

(1) لعل هو الحرث بن المغيرة الاتي ذكره. ويمكن أن يكون هو أبومحمد عبد الله بن المغيرة البجلي الكوفي، ثقة لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه، كان من أصحاب الاجماع وصنف كتبا كثيرة. وقيل: إنه كان واقفيا ثم رجع.

(2) كان من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ثقة وله كتاب يرويه عدة من أصحابنا.

[ 273 ]

فإن اسماء الله كثيرة، وصل على محمد وآل محمد وقل: " اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي وأؤدي به عن أمانتي وأصل به رحمي ويكون عونا لي على الحج والعمرة ". وقال: إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عزوجل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعجل العبد ربه. وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عزوجل وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سل تعط.

درست بن أبي منصور (1) عن أبي خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من رهط أربعين رجلا اجتمعوا فدعوا الله عزوجل في إمر إلا استجاب الله لهم، فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عشر مرات إلا استجاب الله سبحانه لهم، فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة فيستجب الله العزيز الجبار له.

وعنه (عليه السلام) قال: كان أبي إذا أحزنه أمر أجمع النساء والصبيان ثم دعا وأمنوا. وعنه (عليه السلام): الداعي والمؤمن في الاجر شريكان.

هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد.

وعنه (عليه السلام) قال: من دعا ولم يذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رفرف الدعاء (2) على رأسه، فإذا ذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رفع الدعاء.

وعنه (عليه السلام) قال: إن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي لك، لا بل أجعل نصف صلاتي لك، لا بل أجعلها كلها لك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا تكفي مؤونة الدنيا والاخرة.

عن أبي بصير وابن الحكم قالا: سألنا أبا عبد الله (عليه السلام) ما معنى أجعل صلاتي كلها لك ؟ قال: يقدمه بين يدي كل حاجة، فلا يسأل الله عزوجل شيئا حتى يبدأ بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيصلي عليه ثم يسأل الله حوائجه.

وعنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب يملا قدحه فيشربه إذا شاء، اجعلوني في أول الدعاء وآخره ووسطه.

ـــــــــــــــ

(1) هو بضم الاول والثاني ابن أبي منصور أو ابن منصور الواسطي، كان من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام وقد عده بعضهم من أصحاب الرضا (عليه السلام) أيضا، وله كتاب.

(2) رفرف الطائر: بسط جناحيه وحركهما حول الشئ يريد أن يقع عليه.

[ 275 ]

وعنه (عليه السلام) قال: من كانت له حاجة إلى الله عزوجل فليبدأ بالصلاة على محمد وآل محمد ثم يسأل الله حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآله، فإن الله عزوجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط، إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه.

وعن أبي عبد الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عزوجل ولم يصلوا على نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم.

(فيمن يستجاب دعاؤه)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج فانظروا بما تخلفونه، والغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه، والمريض فلا تعرضوه ولا تضجروه.

وعنه (عليه السلام) قال: كان أبي يقول: خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى: دعوة الامام المقسط، ودعوة المظلوم، يقول الله عزوجل: وعزتي وجلالي لانتصفن لك ولو بعد حين (1)، ودعوة الولد الصالح لوالديه، ودعوة الوالد الصالح لولده، ودعوة المؤمن لاخيه بظهر الغيب فيقول: ولك مثله.

من الفردوس قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أطيب كسبك تستجب دعوتك، فإن الرجل يرفع اللقمة إلى فيه فما تستجاب له دعوة أربعين يوما.

عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوشك دعوة وأسرع إجابة دعوة المؤمن لاخيه المؤمن بظهر الغيب.

عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دعاء الرجل لاخيه بظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه.

ـــــــــــــــ

(1) انصف من فلان: استوفى حقه منه كاملا.

[ 275 ]

عن يحيى بن معاذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال لرجل: ادع بهذا الدعاء وأنا ضامن لك حاجتك على الله، " اللهم أنت ولي نعمتي وأنت القادر على طلبتي وتعلم حاجتي فأسألك بحق محمد وآل محمد لما قضيتها لي ".

عن الصادق (عليه السلام): الدعاء لاخيك بظهر الغيب يسوق للداعي الرزق ويصرف عنه البلاء، ويقول الملك لك مثل ذلك.

وعنه (عليه السلام) قال: اتقوا دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء. وعنه (عليه السلام) قال: قدم أربعين من المؤمنين ثم دعا استجيب له.

وعنه (عليه السلام) قال: من دعا لاخيه بظهر الغيب وكل الله عزوجل به ملكا يقول: ولك مثله.

وقال رجل من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام): قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إني لاجد في كتاب الله آيتين أطلبهما فلا أجدهما، فقال (عليه السلام): وما هما ؟ قلت: " ادعوني أستجب لكم " (1) فندعوه فما نرى إجابة، قال: أفترى الله أخلف وعده ؟ قلت: لا. قال: فمم ؟ قلت: لا أدري، قال: لكني أخبرك [ عن ذلك ]: من أطاع الله فيما أمر به ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه، قلت: وما جهة الدعاء ؟ قال: تبدأ فتحمد الله وتمجده بذكر نعمه عليك فتشكره ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستغفر منها فهذه جهة الدعاء. ثم قال (عليه السلام): وما الاية الاخرى قلت: قوله تعالى: " وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه " فأراني أنفق وما أرى خلفا قال: أفترى الله أخلف وعده، قلت: لا، قال فمم ؟ قلت: لا أدري، قال: لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حقه لم ينفق درهما إلا أخلف الله عليه.

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إن الله ليستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين.

ـــــــــــــــ

(1) سورة المؤمن: آية 62.

[ 276 ]

الفصل الثاني

(فيما يتعلق باليوم والليلة من الادعية المختارة)

(فيما يختص بالصباح والمساء)

روى عبد الكريم بن عتبة عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير "، كانت كفارة لذنوبه في ذلك اليوم.

وروي عنه (عليه السلام) حفص بن البختري أنه قال: كان نوح (عليه السلام) يقول إذا أصبح وأمسى: " اللهم إني أشهدك أنه ما أصبح وما أمسى بي من نعمة وعافية في ديني أو دنياي فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر به علي حتى ترضى وبعد الرضا "، يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا، فسمي بذلك عبدا شكورا.

روي عن مسمع بن عبد الملك كردين أنه قال: صليت مع أبي عبد الله (عليه السلام) أربعين صباحا فكان إذا انفتل رفع يده إلى السماء، فقال: " أصبحنا وأصبح الملك لله اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك، اللهم احفظنا من حيث نحتفظ ومن حيث لا نحتفظ، اللهم احرسنا من حيث لا نحترس ومن حيث نحترس، اللهم استرنا من حيث نستتر ومن حيث لا نستتر، اللهم استرنا بالغنى والعافية، اللهم ارزقنا العافية [ وارزقنا ] الشكر على العافية ".

(فيما يقال في الصباح عند المخاوف)

جاءت الرواية عن أبي السري سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس (1) قال: قلت لابي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام: يا سيدي قد وقع إلي اختيارات الايام

ـــــــــــــــ

(1) هو الذي خدم الامام الهادي (عليه السلام) بسر من رأى وسعى في حوائجه وكان يتخالع ويتطيب مع الناس ويظهر التشيع على الطيبة فيأمن على نفسه فسموه بأبي نواس. وهو غير أبي نواس الشاعر المشهور المتوفى سنة 198 ببغداد.

[ 277 ]

عن الصادق (عليه السلام) ما حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر، عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام) في كل شهر فأعرضه عليك، قال: افعل، فلما عرضته عليه وصححته قلت له: يا سيدي في أكثر هذه الايام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف فدلني على الاحتراز من المخاوف فيها، فربما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها، فقال (عليه السلام) لي: يا سهل إن لشيعتنا بولايتنا عصمة لو سلكوا بها في لجج البحار الغامرة (1) وسباسب البيداء الغائرة بين سباع وذئاب وأعادي الجن والانس لامنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا، فثق بالله عزوجل وأخلص في الولاء لائتمك الطاهرين وتوجه حيث شئت واقصد ما شئت، يا سهل إذا أصبحت وقلت ثلاثا: " أصبحت اللهم معتصما بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول (2) من شر كل غاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيك عليهم السلام محتجبا من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين، الاخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم جميعا موقنا بأن الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم أوالي من والوا وأجانب من جانبوا [ وأحارب من حاربوا ] وصل اللهم على محمد وآل محمد وأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه، يا عظيم [ يا عظيم ] حجزت الاعادي عني ببديع السموات والارض إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون " وقلتها عشيا ثلاثا: " جعلت في حصن من مخاوفك وأمن من محذورك "، فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه فقدم أمام توجهك " الحمد " و " المعوذتين " و " الاخلاص " و " آية الكرسي " وسورة " القدر " والخمس الايات من آل عمران، ثم قال: " اللهم بك يصول الصائل (3) وبقدرتك يطول الطائل ولا حول لكل ذي حول إلا بك ولا قوة يمتازها ذو قوة إلا منك، أسألك بصفوتك

ـــــــــــــــ

(1) اللجة ـ كغرفة ـ معظم الماء والجمع لجج كغرف. والغامرة: كثيرة الماء، يقال غمر الماء أي علاه وغطاه. والسبسب: المفازة أو الارض البعيدة المستوية والجمع سباسب. والبيداء: الفلاة وهي الارض الخالية التي لا ماء فيها. والغائرة: بعيدة الغور. والغور: ما انحدر واطمأن من الارض.

(2) طاوله: غالبة في الطول ـ بالفتح ـ أي القدرة والفضل. وحاوله: أراده وطلبه. والغاشم: الظالم والغاصب. والطارق: الاتي ليلا.

(3) صال عليه: سطا عليه وقهره. ويطول الطائل: أنعم المنعم بالفضل والغنى.

[ 278 ]

من خلفك وخيرتك من بريتك محمد نبيك وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام وصل عليهم واكفني شر هذا اليوم وضره وارزقني خيره ويمنه واقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبة والظفر بالامنية وكفاية الطاغية الغوية وكل ذي قدرة لي على أذية حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلاء ونقمة، وأبدلني من المخاوف فيه أمنا ومن العوائق فيه يسرا حتى لا يصدني صاد عن المراد ولا يحل بي طارق من أذى العباد، إنك على كل شئ قدير والامور إليك تصير، يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ".

(دعاء في كل صباح ومساء)

كان الصادق (عليه السلام) يقول إذا أصبح: " بسم الله وبالله ومن الله وإلي الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك فوضت أمري وإليك توجهت وجهي وعليك توكلت يا رب العالمين، اللهم احفظني بحفظ الايمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، لا إله إلا أنت، لا حول ولا قوة إلا بالله، أسأل الله العفو والعافية من كل سوء وشر في الدنيا والاخرة، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن ضيق القبر ومن ضغطة القبر وأعوذ بك من سطوات الليل والنهار، اللهم رب الشهر الحرام ورب البيت الحرام ورب البلد الحرام ورب الحل والحرام أبلغ محمدا وآله عني السلام، اللهم إني أعوذ بدرعك الحصينة وأعوذ بوجهك أن تميتني غرقا أو حرقا أو سرقا أو قودا أو صبرا أو هضما أو ترديا في بئر أو أكيل السبع أو مت الفجأة أو بشئ من ميتة السوء، ولكن أمتني على فراشي في طاعتك وطاعة رسولك صلواتك عليه وآله مصيبا للحق غير مخطئ أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك " كأنهم بنيان مرصوص " (1)، أعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وولدي وجميع ما أعطاني ربي بالله الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وجميع ما رزقني ربي " برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد "، أعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وجميع ما رزقني ربي " برب الناس " إلى آخره. ويقول (عليه السلام): " الحمد لله عدد ما خلق الله والحمد لله مثل ما خلق

ـــــــــــــــ

(1) سورة الصف: آية 4.

[ 279 ]

الله [ والحمد لله ملاء ما خلق الله ] والحمد لله مداد كلماته والحمد لله زنة عرشه والحمد لله رضا نفسه، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما بينهما ورب العرش العظيم، اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء وأعوذ بك من شماتة الاعداء وأعوذ بك من الفقر والوقر (1) وأعوذ بك من سوء المنظر في الاهل والمال والولد " ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر مرات.

(في الادعية المخصوصة بأعقاب الفرائض)

قد ورد في الاخبار: أن من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام في دبر الفريضة قبل أن يثني رجليه غفر له.

وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لرجل من بني سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة عليها السلام، أنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها (2) وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى تدخنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل، فأتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدت عنده (صلى الله عليه وآله وسلم) حداثا فاستحيت فانصرفت، فعلم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنها جاءت لحاجة فغدا علينا ونحن في لفاعنا (3) فقال: السلام عليكم، فسكتنا واستحيينا لمكاننا، ثم قال: السلام عليكم، فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فإن أذن له وإلا انصرف، فقلت: وعليك السلام يا رسول الله أدخل، فدخل وجلس عند رؤوسنا فقال: يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد ؟ فخشيت إن لم تجبه أن يقوم فأخرجت رأسي فقلت: أما والله أخبرك يا رسول الله أنها استقت بالقربة حتى أثرت في صدرها وجرت بالرحى حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دخنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يقيك حر ما أنت

ـــــــــــــــ

(1) الوقر: ثقل في الاذن أو ذهاب السمع كله.

(2) مجلت يداها أي نفطت وقرحت من العمل وظهر فيها المجل وهو أن يكون بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل. والمقلة: قشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من العمل بالاشياء الصلبة.

(3) اللفاع ـ بالكسر ـ : الملحقة والكساء. وفي بعض السنخ لحافنا.

[ 280 ]

فيه من هذا العمل، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أدلكما على ما هو خير لكما من الخادم إذا أخذتما منامكما، فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة: وأحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة، فأخرجت فاطمة عليها السلام رأسها فقالت: رضيت عن الله ورسوله ثلاث مرات.

من مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات المشهدي، روى أبوخالد القماط قال: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: تسبيح فاطمة عليها السلام في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من الف ركعة في كل يوم.

وقال (عليه السلام): من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له ويبدأ بالتكبير.

عن الكاظم (عليه السلام) قال: المؤمن لا يخلو من خمسة: مسواك ومشط وسجادة وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة وخاتم عقيق.

روى إبراهيم بن محمد الثقفي أن فاطمة عليها السلام بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، فكانت عليها السلام تديرها بيدها تكبر وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء فاستعملت تربته وعملت المسابيح فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين (عليه السلام) عدل بالامر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية.

في كتاب الحسن بن محبوب، أن أبا عبد الله (عليه السلام) سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة والحسين (عليه السلام) والتفاضل بينهما ؟ فقال: السبحة التي من طين قبر الحسين (عليه السلام) تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح. وروي أن الحور العين ـ إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الارض لامر ما ـ يستهدين من السبح والترب من طين قبر الحسين (عليه السلام).

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من أحب أن يخرج من الدنيا وقد تخلص من الذنوب كما يتخلص الذهب الذي لا كدر فيه ولا يطلبه أحد بمظلمة فليقل في دبر الصلوات الخمس نسبة الرب تبارك وتعالى اثني عشر مرة، ثم يبسط يده ويقول: " اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر المبارك وأسألك باسمك العظيم

[ 281 ]

وسلطانك القديم، يا واهب العطايا ويا مطلق الاسارى يا فكاك الرقاب من النار أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعتق رقبتي من النار وتخرجني من الدنيا سالما وتدخلني الجنة آمنا وأن تجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا، إنك أنت علام الغيوب ". قال أمير المؤمنين (عليه السلام: هذا من المخبيات مما علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمرني أن أعلم الحسن والحسين عليهما السلام.

الصفحة التالية

حقوق الطبع محفوظة لشبكة أهل البيت للأخلاق الإسلامية©

المملكة العربية السعودية1999-2000

 الصفحة السابقة