إن أول درس في الخلق ،
بعد درس الطاعة والمعصية ، هو درس ( التوبة ) والإنابة .. فكما أن
القرآن الكريم يعرض صورة المعصية الأولى وهي معصية الشيطان ، ومن ثم
معصية آدم التي لا تتنافى مع عصمته ، فكذلك يعرض صورة التوبة الأولى ،
وهو عفوه عن آدم بعد تلقّيه الكلمات من عنده ..ومن ذلك يُـعلم أن الحق
إذا أراد أن يتوب على عبده ( هيّـأ ) له الأسباب ، كما تلقى آدم من ربه
الكلمات التي أعانته على التوبة ، فالدعوة إلى التوبة والرجوع السريع
إلى الحق المتعال ، قارنت شروع المسيرة البشرية على وجه الأرض ، ولا
غنى عن ذلك مع ( اختلاف ) رتب الخلق ..وقد روي أنه بعدما لُـعن إبليس ،
وطلب الإمهال إلى قيام الساعة ، قال إبليس : وعزتك لا خرجت من قلب ابن
آدم ما دام فيه الروح .. فقال تعالى : { وعزتي وجلالي ، لا مَـنعته
التوبة ما دام فيه الروح }. |