إن من مقاييس معرفة
سلامة القلب ، هو البحث عن ( محور ) اهتمام القلب ومصب اهتمامه ، وما
هو الغالب على همه ..فإن كان المحور هو الحق صار القلب إلهـيّا تبعا
لمحوره ، وإلا استحال القلب إلى ما هو محور اهتمامه ، ولو كان أمراً
تافها ، كما ذكر أمير المؤمنين لنوف قائلاً: { من أحبنا كان معنا يوم
القيامة ، ولو أن رجلاً أحب حجراً لحشره الله معه }البحار-ج77ص384..وقد
ورد في الحديث القدسي ما يمكن استفادة هذا المعنى منه: { إذا علمت أن
الغالب على عبدي الاشتغال بي ، نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي ، فإذا
كان عندي كذلك ، فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو
}البحار-ج93ص162..وقد سمي القلب قلباً لشدة تقلبه ، ومن هنا لزم (
تعهّد ) محور القلب في كل وقت ، تحاشيا ( لانقلابه ) عن محوره ،
متأثراً باهتمام قلبه فيما يفسده ويغيّر من جهة ميله
. |