إن قوله سبحانه : {
سيجعل لهم الرحمن ودا } تشير إلى حقيقة هامة ، وهي أن الود من (
مجعولات ) الرحمن يجعلها حيث يشاء ، ولا خلف لجعله كما لا خلف لوعده
..فمن يتمنى هذه المودة المجعولة من جانب الحق ، عليه أن يرتبط بالرحمن
برابط الود..فإذا تحقق هذا الودّ بين العبد وربه ، نشر الحق وده في
قلوب الخلق بل - كما روي - في قلوب الملائكة المقربين ..وهذا هو السر
في محبوبية أهل ( وداد ) الحق ، رغم انتفاء الأسباب المادية الظاهرية
لمثل ذلك ..وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال : { من أقبل على الله تعالى
بقلبه ، جعل الله قلوب العباد منقادةً إليه بالودّ والرحمة }- البحار
ج77ص177. |