مكارم الاخلاق

اسم الكتاب

الحسن بن الفضل الطبرسي

المؤلف
الفهرسة

الفصل العاشر: في الفواكه

الفصل الحادي عشر في البقول

الفصل الثاني عشر: في الحبوب

الفصل الثالث عشر في نوادر الاطعمة وغيرها

الباب الثامن: في النكاح وما يتعلق به

الفصل الاول: في الرغبة في التزويج وبركة المرأة وشومها

 

 

الفصل العاشر 

من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه، عن الصادق (ع) قال: كان رسول الله (ص) إذا رأى الفاكهة الجديدة قبّلها ووضعها على عينيه وفمه، ثم قال: (اللهم كما أريتنا أولها في عافيه فأرنا آخرها في عافية).

عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): من أكل الفاكهة وبدأ لم يضرّه.

وقال (ص): لما أخرج آدم من الجنة زوّده الله تعالى من ثمار الجنة، وعلّمه صنعة كل شيء، فثماركم من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير.

(في الرمان)

عن الصادق (ع) قال: قال رسول الله (ص): ما من رُمانة إلا وفيها حبة من رمان الجنة، فإذا تبدّد منها شيء فخذوه، ما وقعت وما دخلت تلك الحبة معدة امرئ مسلم إلا أنارتها أربعين صباحا.

وعنه (ع) أنه كان يأكل الرمان في كل ليلة جمعة.

عنه (ع)، عن أمير المؤمنين (ع) قال: كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ المعدة (1). وما ومن حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلا أنارتها ونفت الشيطان والوسوسة عنها أربعين صباحاً.

وعنه (ع) [أنه] كان إذا أكل الرمان بسط تحته منديلاً، فإذا سئل عن ذلك؟ قال: إن فيه حبات من الجنة، فقيل: يا أمير المؤمنين إن اليهود والنصارى وما سوى ذلك يأكلونه، فقال: إذا أرادوا أكلها بعث الله عز وجل ملكاً فينتزعها منها، لئلا يأكلوها.

قال الصادص (ع): خمسة من فاكهة الجنة في الدنيا: الرمان الأمليسي والتفاح السفساني ـ يروى أنه الشامي ـ والعنب والسفرجل والرطب المشان (2).

ـــــــــــــــ

(1) دبغ المعدة دباغاً: لينها وأزال ما فيها.

(2) الأمليسي: منسوب الى الأمليس أي الفلاة التي لا نبات فيها. وفي بعض نسخ الحديث (والتفاح اللبناني). والمشان ـ بالكسر والضم ـ : نوع من الرطب أو هو من أطيبه. 

[ 170 ]

وعنه (ع) أيضاً قال: أيما مؤمن أكل رمانة حتى يستوفيها أذهب الله عزوجل الشيطان عن إثارة قلبه مائة يوم. ومن أكل ثلاثة أذهب الله الشيطان عن إثارة قلبه سنة. ومن أذهب الله عز وجل الشيطان عن إثارة قلبه سنة لم يذنب. ومن لم يذنب دخل الجنة.

عن النبي (ص) قال: الرمان سيد الفاكهة. ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحاً. وكان إذا أكله لا يشركه [فيه] أحد.

عن الصادق، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهم السلام) أنه كان يقول: من أكل رمانة يوم الجمعة على الريق نوَّرت قلبه أربعين صباحاً، فطرد عنه وسوسة الشيطان ومن طرد عنه وسوسة الشيطان لم يعص الله عزوجل. ومن لم يعص الله أدخله الجنة.

عن مرجانة مولاة صفية قالت: رأيت علياً (ع) يأكل رماناً فرأيته يلتقط مما يسقط منه.

عن أمير المؤمنين (ع) قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: من أكل رمانة حتى يستتمها نوَّر الله قلبه أربعين ليلة.

وقال النبي (ص): خُلق آدم والنخلة والعنب والرمانة من طينة واحدة.

عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله (ص) قال: كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرست الشيطان.

من إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي عليه الرحمة: أطعموا صبيانكم الرمان، فإنه أسرع لألسنتهم.

(في السفرجل)

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كلوا السفرجل، فإنه يقوي القلب ويشجع الجبان. وفي رواية: كلوا السفرجل، فإن فيه ثلاث خصال، قيل: وما هي يا رسول الله ؟ قال: يجم الفؤاد (1) ويسخي البخيل ويشجع الجبان.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كلوا السفر جل وتهادوه بينكم، فإنه يجلو البصر وينبت

ـــــــــــــــ

(1) يجم الفؤاد أي يجمعه ويكمل صلاحه ونشاطه. وقيل: يريحه. وفي بعض النسخ " يجم الوداد ".

[ 171 ]

المودة في القلب. وأطعموه حبالاكم، فإنه يحسن أولادكم، وفي رواية: يحسن أخلاق أولادكم.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: السفرجل قوة القلب وحياة الفؤاد ويشجع الجبان.

عن الصادق (عليه السلام) قال: من أكل السفرجل أجرى الله الحكمة على لسانه أربعين صباحا. وقال (عليه السلام): رائحة السفرجل رائحة الانبياء.

عن أنس بن مالك قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا السفرجل على الريق.

عن الرضا (عليه السلام) قال: أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سفرجلا، فضرب بيده على سفرجلة فقطعها، وكان يحبه حبا شديدا، فأكل وأطعم من بحضرته من أصحابه، ثم قال: عليكم بالسفرجل، فإنه يجلو القلب ويذهب بطخاء الصدر (1).

وعنه (عليه السلام) قال: عليكم بالسفرجل، فإنه يزيد في العقل.

قال (عليه السلام): من أكل السفرجل على الريق طاب ماؤه وحسن وجهه.

من كتاب الجامع لابي جعفر الاشعري، عنه (عليه السلام) قال: ما بعث الله نبيا قط إلا وفي يده سفرجلة أو بيده سفرجلة.

وقال (عليه السلام) أيضا: رائحة الانبياء رائحة السفرجل. ورائحة الحور العين الاس. ورائحة الملائكة الورد. وما بعث الله نبيا إلا أوجد منه ريح السفرجل.

عن الباقر (عليه السلام) قال: السفرجل يذهب بهم الحزين.

عن الصادق (عليه السلام): أنه نظر إلى غلام جميل، فقال: ينبغي أن يكون أبوهذا أكل سفرجلا ليلة الجماع. قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا السفرجل، فإنه يجلو الفؤاد، وما بعث نبيا إلا أطعمه من سفرجل الجنة فيزيد فيه قوة أربعين رجلا. وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا السفرجل، فإنه يزيد في الذهن ويذهب بطخاء الصدر ويحسن الولد. وقال: من أكل سفرجلا ثلاثة أيام على الريق صفا ذهنه وامتلاء جوفه حكما وعلما ووقى من كيد إبليس وجنوده.

ـــــــــــــــ

(1) الطخاء، كسماء: الكرب على القلب، وأصله الظلمة والغيم أي ثقل وغشي وأراد به ذهاب الحزن.

[ 172 ]

(في التفاح)

عن سليمان بن درستويه قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وبين يديه تفاح أخضر، فقلت: جعلت فداك ما هذا ؟ فقال: يا سليمان وعكت البارحة، فبعث إلي هذا الاكلة أستطفئ به الحرارة ويبرد الجوف ويذهب بالحمى. وفي الحديث: أن التفاح يورث النسيان وذلك لانه يولد في المعدة لزوجة.

عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: إنا أهل بيت لا نتداوى إلا بإفاضة الماء البارد للحمى وأكل التفاح. وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا التفاح على الريق، فإنه يصوح المعدة.

عن الرضا (عليه السلام) قال: التفاح نافع من خصال: من السحر والسم واللم ومما يعرض من الامراض والبلغم العارض وليس من شئ أسرع منفعة منه.

عن زياد القندي قال: دخلت المدينة ومعي أخي سيف، فأصاب الناس رعاف شديد، كان الرجل يرعف يومين ويموت، فرجعت إلى منزلي فإذا سيف في الرعاف وهو يرعف رعافا شديدا، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: يا زياد أطعم سيفا التفاح، فأطعمته فبرئ.

(في التين)

عن أبي ذر رحمه الله قال: أهدي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طبق عليه تين، فقال لاصحابه: كلوا، فلو قلت: فاكهة نزلت من الجنة لقلت: هذه، لانها فاكهة بلا عجم، فكلوها، فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس (1).

وعن الرضا (عليه السلام) قال: التين يذهب بالبخر (2) ويشد العظم ويذهب بالداء حتى لا يحتاج معه إلى دواء.

وفي الحديث: من أراد أن يرق قلبه فليدمن من أكل البلس وهو التين.

ـــــــــــــــ

(1) العجم ـ بالتحريك ـ : كل ما كان في جوف مأكول كنوى التمر وغيره. والنقرس ـ بالكسر ـ ورم يحدث في مفاصل القدم وإبهامها.

(2) البخر ـ بالتحريك ـ : الريح المنتن في الفم.

[ 173 ]

عن كعب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا التين الرطب واليابس، فإنه يزيد في الجماع ويقطع البواسير وينفع من النقرس والابردة (1).

(في العنب)

عن الصادق (عليه السلام) قال: إن نوحا شكا إلى الله الغم، فأوحى الله إليه: كل العنب الاسود، فإنه يذهب بالغم.

وعنه (عليه السلام) قال: شكا نبي من الانبياء إلى الله عزوجل الغم، فأوحى الله إليه أن يأكل العنب.

وعنه (عليه السلام) قال: شيئان يؤكلان باليدين: العنب والرمان.

من الفردوس، عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير طعامكم الخبز. وخير فاكهتكم العنب.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم (عليه السلام).

من صحيفة الرضا، عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا العنب حبة حبة فإنه أهنأ وأمرأ. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ربيع امتي العنب والبطيخ.

عن علي بن موسى، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه كان يأكل العنب بالخبز.

وبهذا الاسناد، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: العنب أدم وفاكهة وطعام وحلواء.

وقال الرضا (عليه السلام): كان علي بن الحسين عليهما السلام يعجبه العنب، فأتته جارية له بعنقود عنب فوضعته بين يديه، فجاء سائل، فأمر به فدفع إليه، فوشى غلامه بذلك إلى أم ولد له (2)، فأمرته فاشتراه من السائل، ثم أتته به فوضعته بين يديه، فجاء سائل فسأل، فأمر به فدفع إليه، ففعلت ذلك ثلاثا، فلما كانت الرابعة أكله.

ـــــــــــــــ

(1) الابردة ـ بالكسر ـ : علة معروفة من غلبة الرطوبة وهي برد في الجوف.

(2) الوشاية: السعاية.

[ 174 ]

(في الكمثرى)

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: الكمثرى يجلو القلب ويسكن أوجاع الجوف بإذن الله تعالى.

عن الصادق (عليه السلام) قال: الكمثرى يدبغ المعدة ويقويها هو والسفرجل (1).

(في الاجاص)

عن زيادة القندي قال. دخلت على الرضا (عليه السلام) ويين يديه تور فيه إجاص أسود في إبانه (2)، فقال: إنه هاجت بي حرارة وأرى الاجاص يطفئ الحرارة ويسكن الصفراء. وأن اليابس يسكن الدم [ ويسكن الداء الدوي ] وهو للداء دواء بإذن الله عزوجل

(في الزبيب)

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من أكل كل يوم على الريق إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم يعتل إلا علة الموت.

وعن علي (عليه السلام) قال: من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم يرد في جسده شيئا يكرهه.

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: الزبيب يشد القلب ويذهب بالمرض ويطفئ الحرارة ويطيب النفس.

من إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي في رواية: يذهب بالغم ويطيب النفس.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: عليكم بالزبيب، فإنه يطفئ المرة ويأكل البلغم ويصح الجسم ويحسن الخلق ويشد العصب ويذهب بالوصب (3).

(في العناب)

عن علي (عليه السلام) قال: العناب يذهب بالحمى.

ـــــــــــــــ

(1) الكمثرى ـ بالضم فالتشديد ـ : والاجاص ـ بالكسر ـ والسفرجل: كلها أنواع من جنس واحد. ويدبغ المعدة أي يلينها.

(2) التور ـ بالفتح ـ : إناء صغير، يشرب منه. وإبانه ـ بالكسر فالتشديد ـ أي في حينه أو أوانه.

(3) الوصب ـ بالتحريك ـ : المرض ونحول الجسم. وأيضا: التعب والفتور في البدن.

[ 175 ]

عن أبي الحصين قال: كانت عيني قد أبيضت ولم أكن أبصر بها شيئا، فرأيت عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) في المنام، فقلت: يا سيدي عيني قد آلت إلى ما ترى، فقال: خذ العناب فدقه واكتحل به، فأخذته ودققته بنواه وكحلتها به فانجلت عن عيني الظلمة ونظرت أنا إليها فإذا هي صحيحة.

وقال الصادق (عليه السلام): فضل العناب على الفاكهة كفضلنا على الناس.

(في الغبيراء)

عن صحيفة الرضا، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: حدثني أبي علي بن الحسين عليهما السلام قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو محموم، فأمره أن يأكل الغبيراء (1).

عن ابن بكير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في الغبيراء: إن لحمه ينبت اللحم، وعظمه ينبت العظم، وجلده ينبت الجلد، ومع ذلك فإنه يسخن الكليتين ويدبغ المعدة، وهو أمان من البواسير والتقطير ويقوي الساقين ويقمع عرق الجذام بإذن الله تعالى.

الفصل الحادي عشر

(في البقول)

في الحديث: خضروا موائدكم بالبقل، فإنه مطردة للشيطان مع التسمية. وفي رواية: زينوا موائدكم.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لكل شئ حلية وحلية الخوان البقل.

عن أحمد بن هارون قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) فدعا بالمائدة، فلم يكن عليها بقل، فأمسك يده ثم قال: يا غلام، أما علمت أني لا آكل على مائدة ليس عليها خضراء فائت بها. قال: فذهب وأتى بالبقل، فمد يده فأكل وأكلت معه.

(في الدباء)

عن الصادق (عليه السلام) قال: الدباء (2) يزيد في الدماغ.

ـــــــــــــــ

(1) الغبيراء ـ بالضم فالفتح ممدودا ـ : ثمرة تشبه العناب، يقال بالفارسية: " سنجد ".

(2) الدباء ـ بالضم والمد مشدودة وقد تفتح ـ : القرع، وهو نوع من اليقطين.

[ 176 ]

عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا اليقطين، فلو علم الله أن شجرة أخف من هذه لانبتها على أخي يونس (عليه السلام) إذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء، فإنه يزيد في الدماغ وفي العقل.

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكل الدباء بالعدس رق قلبه عند ذكر الله عزوجل وزاد في جماعه.

من صحيفة الرضا (عليه السلام)، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا طبختم فأكثروا القرع، فإنه يسر القلب الحزين.

عن أنس قال: إن خياطا دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتاه بطعام قد جعل فيه قرعا بإهالة، قال أنس: فرأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل القرع يتتبعه من حوالي الصحفة، قال أنس: فما زال يعجبني القرع منذ رأيته يعجبه (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعجبه الدباء ويلتقطه من الصفحة. وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في دعوة فقدموا إليه قرعا، فكان يتتبع أثار القرع ليأكله.

(في الهندباء (1))

عن الصادق (عليه السلام) قال: من بات وفي جوفه سبع ورقات هندباء أمن من القولنج في ليلته تلك.

وعنه (عليه السلام) قال: من أحب أن يكثر ماله وولده فليكثر من أكل الهندباء، فما من صباح إلا ويقطر عليه قطرة من الجنة، فإذا أكلتموه فلا تنفضوه، وكان أبي ينهانا أن ننفضه.

وعنه عليه السلام قال: من أكل من الهندباء كتب من الامنين يومه ذلك وليلته.

وعنه عليه السلام قال: الهندباء شفاء من ألف داء. وما من داء في جوف الانسان إلا قمعه الهندباء.

عنه (عليه السلام) قال: من أكل سبع ورقات هندباء يوم الجمعة قبل الصلاة دخل الجنة. * (هامش) *

ـــــــــــــــ

(1) الهندباء ـ بالكسر فالقصر أو المد ـ : بقل معروف يؤكل، معتدل نافع للمعدة والكبد.

[ 177 ]

عن الرضا (عليه السلام) قال: الهندباء شفاء من ألف داء وما من داء في جوف الانسان إلا قمعه الهندباء. ودعا به يوما لبعض الحشم وقد كان تأخذه الحمى والصداغ، فأمر بأن يدق ويضمد على قرطاس ويصب عليه دهن بنفسج ويوضع على رأسه، وقال: أما إنه يقمع الحمى ويذهب بالصداغ.

عن السياري (1) يرفعه، قال: عليك بالهندباء، فإنه يزيد في الماء ويحسن الولد وهو جار لين، يزيد في الولد الذكور.

في كتاب الفردوس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من أكل الهندباء ونام عليه لم يؤثر فيه سم ولا سحر ولم يقربه شئ من الدواب حية ولا عقرب.

عن أنس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الهندباء من الجنة. والهندبة تذهب بالسمع والبصر.

(في الكراث)

عن الباقر عليه السلام قال: إنا لنأكل الثوم والصل والكراث.

عن موسى بن بكر قال: اشتكى غلام لابي الحسن (عليه السلام)، فقال: أين هو ؟ فقلنا به طحال (2)، فقال: أطعموه الكراث ثلاثة أيام، فأطعمناه فعقد الدم ثم برئ.

روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان يأكل الكراث بالملح الجريش (3).

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لكل شئ سيد، والكراث سيد البقول.

عن الباقر (عليه السلام) قال: في الكراث أربع خصال: يطرد الريح ويطيب النكهة ويقطع البواسير وهو أمان من الجذام لمن أدمن.

عن موسى بن بكر قال: أتيت إلى أبي الحسن (عليه السلام)، فقال لي، أراك مصفرا كل الكراث، فأكلته فبرئت.

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: فضل الكراث على سائر البقول كفضل الخبز على سائر الاشياء.

ـــــــــــــــ

(1) هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سيار الكاتب البصري، كان من كتاب آل طاهر في زمن العسكري (عليه السلام) وكان من رجاله. ويعرف بالسياري نسبة إلى جده، وله كتب.

(2) الطحال ـ بالضم ـ : داء يصيب الطحال، بالكسر.

(3) الجريش:، الذي لم ينعم دقه. وملح جريش: لم يطيب.

[ 178 ]

(في الباذروج) (1)

عن الصادق (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعجبه الباذروج.

عن الصادق، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: ذكر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحوك وهو الباذروج، فقال: بقلتي وبقلة الانبياء قبلي، وإني لاحبها وأكلها وإني أنظر إلى شجرتها نابتة في الجنة.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعجبه الحوك.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحوك بقلة الانبياء. أما إن فيه ثمان خصال: يمرئ الطعام ويفتح السدد ويطيب النكهة ويشهي الطعام ويسهل الدم وهو أمان من الجذام وإذا استقرت في جوف الانسان فمع الداء كله، ثم قال: إنه يزين به أهل الجنة موائدهم.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحوك بقلة طيبة كأني أراها نابتة في الجنة والجرجير (2) بقلة خبيثة كأني أراها نابتة في النار.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكل من بقلة الباذروج أمر الله عزوجل الملائكة يكتبون له الحسنات حتى يصبح.

عن أيوب بن نوح قال: حدثني من حضر أبا الحسن الاول (عليه السلام) معه على المائدة، فدعا بالباذروج وقال: إني أحب أن أستفتح به الطعام، فإنه يفتح السدد ويشهي الطعام ويذهب بالسل. وما أبالي إذا إفتتحت به بما أكلت بعده من الطعام، فإني لا أخاف داء ولا غائلة. قال: فلما فرغنا من الغذاء دعا به، فرأيته يتتبع ورقه من المائدة ويأكله ويناولني ويقول: اختم به طعامك، فإنه يمرئ ما قبله ويشهي ما بعده ويذهب بالثقل ويطيب الجشاء (3) والنكهة.

ـــــــــــــــ

(1) الباذروج ـ بفتح الذال المعجمة ـ : نبت معروف يؤكل، يقوي القلب. والمشهور أنه الريحان الجيلي وهو شبيه بالريحان البستاني إلا أن ورقه أعرض. والحوك ـ بالفتح ـ : نبات كالحبق وهو بالتحريك: نبات طيب الرائحة.

(2) الجرجير: بقلة معروفة تنبت على الماء وتؤكل.

(3) الجشاء ـ بالضم ـ : ريح مع الصوت يخرج من الفم عند الشبع. والنكهة: ريح الفم.

[ 179 ]

(في الفرفخ) (1)

عن الصادق (عليه السلام) قال: لاينبت على وجه الارض بقلة أنفع ولا أشرف من الفرفخ وهي بقلة فاطمة عليها السلام.

وعنه (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالفرفخ، فإنه إن كان شئ يزيد في العقل فهي.

(في الجرجير)

عن الصادق (عليه السلام) قال: من أكل الجرجير بالليل ضرب عليه عرق الجذام من أنفه. وعنه (عليه السلام) قال: أكل الجرجير بالليل يورث البرص.

(في الكرفس)

عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) في أشياء وصاحبها: كل الكرفس، فإنها بقلة إلياس ويوشع بن نون عليهما السلام (2).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الكرفس بقلة الانبياء. ويذكر أن طعام الخضر وإلياس الكرفس والكمأة (3).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): العجوة من الجنة، فيها شفاء من السم والكمأة من المن وماءها شفاء للعين.

(في السداب)

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: السداب جيد لوجع الاذن (4).

عن الرضا (عليه السلام) قال: السداب يزيد في العقل غير أنه ينثر ماء الظهر.

ـــــــــــــــ

(1) الفرفخ: الرجلة وهي بقلة الحمقاء، لانها لا تنبت إلا بالمسيل.

(2) الكرفس ـ بفتحتين ـ : بقل معروف يؤكل، عظيم المنافع، مدر، محلل للرياح والنفخ، منقي للكلي والكبد والمثانة، مفتح سددها، مقو للباه.

(3) الكما والكمأة: نبات أبيض يميل إلى الغبرة مثل الشحم، يوجد في الربيع في الارض وهو أصل مستدير لا ساق له ولا عرق. ويقال أيضا " شحم الارض ".

(4) السداب ـ بالفتح والمشهور أنه بالذال ـ : وهو نبات ورقه كالصعتر ورائحته كريهة.

[ 180 ]

في كتاب الفردوس، عن عائشة، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من أكل السداب ونام عليه نام آمنا من الدبيلة وذات الجنب (1).

(في السلق)

قال الرضا (عليه السلام): عليكم بالسلق، فإنه ينبت على شاطئ نهر في الفردوس. وفيه شفاء من كل داء وهو يشد العصب ويطفئ حرارة الدم ويغلظ العظام. ولولا أنه تمسه أيد خاطئة لكانت الورقة تستر رجلا، قال رجل: فقلت: جعلت فداك كان أحب البقول إلي، قال: فأحمد الله على معرفتك.

روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: أكل السلق يؤمن من الجذام.

وعنه (عليه السلام) قال: إن الله تعالى رفع عن اليهود الجذام بأكلهم السلق ورميهم العروق.

وعن الرضا (عليه السلام) قال: أطعموا مرضاكم السلق، فإنه فيه شفاء ولا داء فيه ولا غائلة ويهدأ نوم المريض.

وعنه (عليه السلام) قال: السلق يقمع عرق الجذام. وما دخل جوف المبرسم (2) مثل ورق السلق.

وعنه (عليه السلام) أيضا قال: لا تخلون جوفك من الطعام. وأقل من شرب الماء. ولا تجامع إلا من شبق (3). ونعم البقلة السلق.

(في الشلجم)

عن الصادق (عليه السلام) قال: عليكم بالشلجم فكلوه واغذوه واكتموه إلا عن أهله، فما من أحد إلا وبه عرق الجذام فأذيبوه بأكله (4).

(في الفجل)

من كتاب الفردوس، عن ابن مسعود قال: قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أكلتم الفجل

ـــــــــــــــ

(1) الدبيلة ـ كجهينة ـ : الطاعون أو خراج ودمل يظهر في الجوف.

(2) المبرسم: الذي أصيب بالبرسام ـ وهو بالكسر ـ التهاب في الحجاب الذي بين الكبد والقلب.

(3) الشبق ـ بالتحريك ـ : اشتداد الشهوة وشدة الميل إلى الجماع.

(4) الشلجم والسلجم: اللفت وهو نبات معروف يؤكل.

[ 181 ]

وأردتم أن لا يوجد له ريح فاذكروني عند أول قضمة.

عن الروضة، عن حنان بن سدير قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) على المائدة فناولني فجلة وقال لي: يا حنان كل الفجلة، فإن فيه ثلاث خصال: ورقه يطرد الرياح ولبه يسهل البول وأصوله تقطع البلغم.

من إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: الفجل أصله يقطع البلغم ويهضم الطعام وورقه يحدر البول.

(في الثوم)

عن الباقر (عليه السلام) قال: إنا لنأكل الثوم والبصل والكراث.

وسئل الصادق (عليه السلام) عن أكل الثوم ؟ قال: لا بأس بأكله بالقدر، ولكن إذا كان كذلك فلا يخرج إلى المسجد.

ومن الفردوس، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا الثوم وتداووا به، فإن فيه شفاء من سبعين داء.

عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي كل الثوم، فلولا أني أناجي الملك لاكلته.

وعنه صلوات الله عليه قال: لا يصلح أكل الثوم إلا مطبوخا.

(في البصل)

عن الباقر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا دخلتم بلادا فكلوا من بصلها يطرد عنكم وباءها.

عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن أكل البصل ؟ فقال: لا بأس به توابلا (1) في القدر. ولا بأس أن تتداوى بالثوم، ولكن إذا أكلت ذلك فلا تخرج إلى المسجد.

وعنه (عليه السلام) قال: البصل يذهب بالنصب ويشد العصب ويزيد في الماء ويزيد في الخطى ويذهب بالحمى.

وعنه (عليه السلام) قال: البصل يطيب الفم ويشد الظهر ويرق البشرة.

ـــــــــــــــ

(1) التوابل، جمع تابل: أبزار الطعام أي ما يطيب به الاكل كالفلفل وغيره.

[ 182 ]

وقال (عليه السلام): في البصل ثلاث خصال: يطيب النكهة ويشد اللثة ويزيد في الجماع.

(في الخس)

قال الصادق (عليه السلام): عليك بالخس، فإنه يقطع الدم.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل الخس، فإنه يورث النعاس ويهضم الطعام.

(في الباقلى)

من الفردوس، عن أنس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كان طعام عيسى (عليه السلام) الباقلى حتى رفع. ولم يأكل عيسى (عليه السلام) [ غيره حتى رفع ولم يأكل عيسى (عليه السلام) ] شيئا غيرته النار.

من الفردوس قال (عليه السلام): من أكل فولة بقشرها أخرج الله عزوجل منه من الداء مثلها.

عن الرضا (عليه السلام) قال: الباقلى يمخخ الساقين ويولد الدم الطري. وقال: كلوا الباقلى بقشره، فإنه يدبغ المعدة.

قال الصادق (عليه السلام): كلوا الباقلى، فإنه يمخخ الساقين ويزيد في الدماغ ويولد الدم الطري.

وقال (عليه السلام) الباقلى يذهب بالداء ولا داء فيه.

(في الباذنجان)

قال الصادق (عليه السلام): الباذنجان جيد للمرة السوداء.

وقال أبوالحسن الثالث (عليه السلام) لبعض قهارمته (1): استكثر لنا من الباذنجان، فإنه حار في وقت الحرارة وبارد في وقت البرودة، معتدل في الاوقات كلها، جيد على كل حال.

وقال الصادق (عليه السلام): عليكم بالباذنجان البوراني فهو شفاء يؤمن من البرص

ـــــــــــــــ

(1) القهارمة: جمع قهرمان وهو أمين الدخل والخرج أو الوكيل.

[ 183 ]

وكذا المقلي بالزيت.

من الفردوس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا الباذنجان، فإنها شجرة رأيتها في جنة المأوي، شهدت لله بالحق ولي بالنبوة ولعلي بالولاية، فمن أكلها على أنها داء كانت داء. ومن أكلها على أنها دواء كانت دواء.

عن أنس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا الباذنجان وأكثروا منها، فإنها أول شجرة آمنت بالله عزوجل.

عن الصادق (عليه السلام) قال: أكثروا من الباذنجان عند جذاذ النخل (1)، فإنه شفاء من كل داء ويزيد في بهاء الوجه ويلين العروق ويزيد في ماء الصلب.

عن الصادق (عليه السلام) قال: روي أنه كان بين يدي علي بن الحسين عليهما السلام باذنجان مقلو بالزيت وعينه رمدة وهو يأكل منه، قال الراوي: قلت له: ياابن رسول الله تأكل من هذا وهو نار ؟ ! فقال: اسكت، إن أبي حدثني، عن جدي قال: الباذنجان من شحمة الارض وهو طيب في كل شئ يقع فيه.

(في الجزر)

عن داود بن فرقد قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وبين يديه جزر، قال: فناولني جزرة وقال: كل، فقلت: إنه ليس لي طواحن، فقال أما لك جارية قلت: بلى، قال: مرها أن تسلقه لك وكله، فإنه يسخن الكليتين ويقيم الذكر.

وقال (عليه السلام): الجزر أمان من القولج والبواسير ويعين على الجماع.

(في البطيخ)

من الفردوس، عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: تفكهوا بالبطيخ، فإن ماءه رحمة وحلاوته من حلاوة الجنة. وفي رواية اخرى أنه اخرج من الجنة، فمن أكل لقمة من البطيخ كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة.

عن الكاظم (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل البطيخ بالسكر ويأكله بالرطب.

ـــــــــــــــ

(1) الجذاذ ـ بالتثليث ـ : ما تكسر من الشئ. والظاهر أن يكون جدادا ـ بالدال ـ .

[ 184 ]

وقال الصادق (عليه السلام): أكل البطيخ على الريق يورث الفالج.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): البطيخ شحمة الارض لاداء ولا غائلة فيه. وقال (عليه السلام): فيه عشر خصال: طعام وشراب وفاكهة وريحان وأدم وحلواء واشنان (1) وخطمي وبقل ودواء.

عن الروضة [ وفي رواية ]، عن الصادق (عليه السلام) قال: كلوا البطيخ، فإن فيه عشر خصال مجتمعة: وهو شحمة الارض لا داء فيه ولا غائلة وهو طعام وشراب وفاكهة وريحان وهو اشنان وأدم ويزيد في الباه ويغسل المثانة ويدر البول. وفي حديث آخر: يذيب الحصى في المثانة.

للرضا صلوات الله عليه:

أهدت لنا الايام بطيخة * من حلل الارض ودار السلام

تجمع أوصافا عظاما وقد * عددتها موصوفة بالنظام

كذاك قال المصطفى المجتبى * محمد جدي (عليه السلام)

ماء وحلواء وريحانة * فاكهة حرض (2) طعام إدام

تنقي المثانة وتصفي الوجوه * تطيب النكهة عشر تمام

وعن الرضا (عليه السلام) قال: البطيخ على الريق يورث الفالج. وفي رواية: القولنج.

(في القثاء)

عن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل القثاء بالملح. وقال: إذا أكلتم القثاء فكلوه من أسفله، فإنه أعظم للبركة.

(في الشونيز)

عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن هذه الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء إلا السام، قلت: وما السام ؟ فقال: الموت، قلت: وما الحبة السوداء ؟ قال: الشونيز، قلت: وكيف أصنع ؟ قال: تأخذ إحدى وعشرين حبة فتجعلها في خرقة فتنفعها في الماء ليلة، فإذا أصبحت قطرت في المنخر الايمن قطرة وفي الايسر قطرة،

ـــــــــــــــ

(1) الاشنان ـ بالضم والكسر ـ : ما تغسل به الايدي والمراد أنه يغسل البطن. والخطمي ـ بكسر الخاء وفتحها لغة ـ : نبات ورقه معروف يغسل به الرأس.

(2) الحرض ـ بالضم ـ : الاشنان.

[ 185 ]

فإذا كان اليوم الثاني قطرت في الايمن قطرتين وفي الايسر قطرة، فإذا كان اليوم الثالث قطرت في الايمن قطرة وفي الايسر قطرتين تخالف بينهما ثلاثة أيام. قال سعد: وتجدد الحب في كل يوم.

عن الصادق (عليه السلام) قال: الحبة السوداء شفاء من كل داء وهي حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقيل له: إن الناس يزعمون أنها الحرمل، قال: لا، هي الشونيز، فلو أتيت أصحابه فقلت: أخرجوا إلي حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأخرجوا إلي الشونيز.

عن محمد بن ذريح قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إني أجد في بطني وجعا وقراقر ؟ فقال (عليه السلام): ما يمنعك من الشونيز ؟ ففيه شفاء من كل داء.

عن المفضل قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام): إني ألق من البول شدة ؟ فقال: خذ من الشونيز في آخر الليل.

وعنه (عليه السلام) قال: إن في الشونيز شفاء من كل داء، فأنا آخذه للحمى والصداع والرمد ولوجع البطن ولكل ما يعرض لي من الاوجاع فيشفيني الله عزوجل به.

(في الحرمل)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أنبت الحرمل شجرة ولا ورقة ولا زهرة إلا وملك موكل بها حتى تصل إلى من تصل إليه أو تصير حطاما، وإن في أصلها وفرعها نشرة (1) وفي حبها شفاء من اثنين وسبعين داء.

عن محمد بن الحكم قال: شكا نبي إلى الله عزوجل جبن أمته، فأوحى الله عز وجل إليه: مر أمتك بأكل الحرمل وفي رواية: مرهم فليسفوا الحرمل، فإنه يزيد الرجل شجاعة.

سئل الصادق (عليه السلام) عن الحرمل واللبان ؟ فقال (عليه السلام): أما الحرمل فإنه ما تغلغل له عرق في الارض (2) ولا ارتفع له فرع في السماء إلا وكل الله عزوجل به ملكا حتى يصير حطاما أو يصير إلى ما صار إليه، فإن الشيطان ليتنكب سبعين دارا دون الدار التي فيها الحرمل، وهو شفاء من سبعين داء، أهونها الجذام فلا يفوتنكم.

ـــــــــــــــ

(1) النشرة ـ بضم فسكون ففتح ـ في اللغة: هي حرز او رقية يعالج بها المجنون والمريض، سميت نشرة لانها ينشر بها عنه ما خامره من الداء الذي يكشف ويزال.

(2) الغلغل ـ بالفتح ـ : عرق الشجر إذا أمعن في الارض. وتغلغل: دخل عرق الشجر في الارض.

[ 186 ]

 قال (عليه السلام): وأما اللبان فهو مختار الانبياء عليهم السلام من قبلي، وبه كانت تستعين مريم عليها السلام. وليس دخان يصعد إلى السماء أسرع منه وهي مطردة الشياطين ومدفعة للعاهة فلا يفوتنكم.

الفصل الثاني عشر

(في الحبوب وما يتبعها)

(في الماش)

سأل بعض أصحاب الرضا عنه (عليه السلام) عن البهق (1) ؟ قال: فأمرني أن أطبخ الماش وأتحساه وأجعله طعامي، ففعلت أياما، فعوفيت.

وعنه (عليه السلام) أيضا قال: خذ الماش الرطب في أيامه، ودقه مع ورقه واعصر الماء واشربه على الريق واطله على البهق، قال: ففعلت، فعوفيت.

(في الحلبة)

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالحلبة ولو تعلم أمتي ما لها في الحلبة لتداووا بها ولو بوزنها ذهبا (2).

(في النانخواه)

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنه دعا بالهاضوم (3) والسعتر والحبة السوداء فكان يستفها إذا أكل البياض وطعاما له غائلة. وكان يجعله مع الملح الجريش ويفتتح به الطعام. ويقول: ماأبالي إذا تغاديته ما أكلت من شئ. ويقول: هو يقوي المعدة ويقطع البلغم وهو أمان من اللقوة (4).

(في الحمص)

عن الصادق (عليه السلام) أنه ذكر عنده الحمص، فقال: هو جيد لوجع الظهر.

ـــــــــــــــ

(1) البهق ـ بالتحريك ـ : بياض في الجسد لا من برص. أتحساه أي أشربه شيئا بعد شئ.

(2) الحلبة ـ بالضم ـ : نبت له حب أصفر يؤكل.

(3) النانخواه: حبة معروفة. والهاضوم: الذي يقال له: الجوارش وهو نوع يهضم الطعام.

(4) اللقوة ـ بالفتح ـ : داء يصيب الوجه يميله ويعوجه.

[ 187 ]

(في العدس)

عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس في مصلاه إذ جاءه عبد الله بن التيهان، فقال له: يا رسول الله إني لاجلس إليك كثيرا وأسمع منك كثيرا فما يرق قلبي ولا تسرع دمعتي، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا ابن التيهان عليك بالعدس وكله، فإنه يرق القلب ويسرع الدمعة ويذهب الكبرياء وهو طعام الابرار وقد بارك فيه سبعون نبيا.

من الفردوس قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): شكا نبي من الانبياء إلى الله عزوجل قساوة قلوب قومه، فأوحى الله عزوجل إليه وهو في مصلاه: أن مر قومك أن يأكلوا العدس، فإنه يرق القلب ويدمع العين ويذهب الكبرياء وهو طعام الابرار.

من صحيفة الرضا (عليه السلام) عنه، عن آبائه عليهم السلام أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالعدس، فإنه مبارك مقدس. وإنه يرق القلب ويكثر الدمعة. وإنه قد بارك فيه سبعون نبيا أخرهم عيسى بن مريم عليهما السلام.

(في السنا)

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالسنا فتداووا به فلو دفع الموت شئ دفعه السنا.

وعنه (عليه السلام) قال: لو علم الناس ما في السنا لقابلوا كل مثقال منه بمثقالين من ذهب، أما، إنه أمان من البهق والبرص والجذام والجنون والفالج واللقوة. ويؤخذ مع الزبيب الاحمر الذي لا نوى له ويجعل معه هليلج كابلي وأصفر وأسود (1) أجزاء سواء، يؤخذ على الريق مقدار ثلاثة دراهم وإذا أويت إلى فراشك مثله. وهو سيد الادوية.

(في بزر القطونا)

عن الصادق (عليه السلام) قال: من حم فشرب في تلك الليلة وزن درهمين من بزر القطونا أو ثلاثة أمن من البرسام (2) في تلك الليلة.

ـــــــــــــــ

(1) الهليلج والهليلجة: ثمر ذو أنواع، منه أصفر ومنه أسود ومه كابلي وله نفع.

(2) البرسام ـ بالكسر ـ : التهاب في الحجاب الذي بين القلب والكبد.

[ 188 ]

الفصل الثالث عشر

(في نوادر الاطعمة وغيرها)

(في الجبن والجوز)

قال الصادق (عليه السلام): الجبن والجوز في كل واحد منهما شفاء، وإذا افترقا كان في كل واحد منهما داء.

وعنه (عليه السلام) قال: الجبن يهضم ما قبله ويشهي ما بعده.

وعنه (عليه السلام) قال: أكل الجوز في شدة الحر ويهيج القروح في الجسد. وأكله في الشتاء يسخن الكليتين ويدفع البرد.

(في الملح)

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيته لعلي (عليه السلام): يا علي إبدأ بالملح واختم بالملح، فإن في الملح شفاء من سبعين داء، منها الجنون والجذام والبرص ووجع الحلق ووجع الاضراس ووجع البطن.

عن الصادق (عليه السلام) قال: من ذر على أول لقمة من طعامه الملح ذهب بنمش الوجه (1). سأل الرضا (عليه السلام) أصحابه: أي الادام أجود ؟ فقال بعضهم: اللحم. وقال بعضهم: السمن. وقال بعضهم: الزيت فقال: لا، هو الملح خرجنا إلى نزهة لنا فنسي الغلام الملح، فما انتفعنا بشئ حتى انصرفنا.

من الفردوس، عن عائشة، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكل الملح قبل كل شئ وبعد كل شئ رفع الله عنه ثلاثمائة وثلاثين نوعا من البلاء، أهونها الجذام.

(في الخل)

عن أنس قال: قال (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكل الخل قام على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ. وقال: الملح من الماعون والماء والبرمة. ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أم سلمة رضي الله عنها فقدمت إليه كسرا، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هل عندكم إدام ؟ فقالت: يا رسول الله ما عندي إلا خل، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم الادام الخل وما افتقر بيت فيه خل.

ـــــــــــــــ

(1) النمش ـ بالتحريك ـ : نقط بيض وسود تقع في الجلد تخالف لونه.

[ 189 ]

عن الصادق (عليه السلام) قال: إنا نبدأ بالخل عندنا كما تبدؤن بالملح عندكم، فإن الخل يشد العقل.

وعنه (عليه السلام) قال: نعم الادام الخل، يكسر المرار ويحيي القلب.

وعنه (عليه السلام) قال: عليك بخل الخمر، فإنه لا يبقي في جوفك دابة إلا قتلها.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم الادام الخل، اللهم بارك لنا في الخل، فإنه إدام الانبياء قبلي. ومن صحيفة الرضا (عليه السلام) عنه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: كلوا من خل الخمر ما فسد ولا تأكلوا ما أفسدتموه أنتم.

(في المرى) (1)

عن الصادق (عليه السلام) قال: إن يوسف (عليه السلام) لما كان في السجن شكا إلى الله عزوجل من أكل الخبز وحده وسأله ما يتأدم به ؟ وكان يكثر عنده الخبز اليابس، فأمر أن يجعل الخبز اليابس في خابية (2) ويصب عليه الماء والملح فصار مريا فجعل يتأدم به.

(في الزيت)

من صحيفة الرضا (عليه السلام) عنه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالزيت، فإنه يكشف المرة ويذهب بالبلغم ويشد العصب ويذهب بالاعياء (3) ويحسن الخلق ويطيب النفس ويذهب بالغم.

وقال (عليه السلام): نعم الطعام الزيت، يطيب النكهة ويذهب بالبلغم ويصفي اللون ويشد العصب ويذهب بالوصب ويطفئ الغضب (4).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) في وصيته: يا علي كل الزيت وادهن به، فإنه من أكل الزيت وادهن به لم يقربه الشيطان أربعين صباحا.

ـــــــــــــــ

(1) المرى، كدرى: إدام يؤتدم به كالكامخ.

(2) الخابية ـ وربما تستعمل الخابئة بالهمزة ـ : الحب والجرة الضخمة.

(3) الاعياء: الكل والعجز. ويحتمل أن يكون كما في بعض النسخ " الاعباء " جمع العب ء أي الثقل.

(4) الوصب ـ بالتحريك ـ : الوجع.

[ 190 ]

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة.

وقال (عليه السلام): الزيت دهن الابرار وطعام الاخيار.

(في السعتر والنانخواه والملح والجوز)

عن الصادق (عليه السلام) قال: أربعة أشياء تجلو البصر وتنفع ولا تضر، فقيل له: ما هي ؟ فقال: السعتر والملح والنانخواه والجوز إذا اجتمعن، فقيل له: ولاي شئ تصلح هذه الاربعة إذا اجتمعن ؟ فقال: النانخواه والجوز يحرقان البواسير ويطردان الريح ويحسنان اللون ويخشنان المعدة ويسخنان الكلى. والسعتر والملح يطردان الرياح عن الفؤاد ويفتحان السدد ويحرقان البلغم ويدران الماء ويطيبان النكهة ويلينان المعدة ويذهبان الرياح الخبيثة من الفم ويصلبان الذكر.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الثفاء (1) دواء لكل داء ولم يداو الورم والضربان بمثله. (الثفاء: النانخواه. ويقال الخردل: ويقال: حب الرشاد).

(في السعد)

عن إبراهيم بن نظام قال: أخذني اللصوص وجعلوا في فمي الفالوذج الحار (2) حتى نضج، ثم حشوه بالثلج بعد ذلك فتخلخلت أسناني وأضراسي، فرأيت الرضا (عليه السلام) في النوم فشكوت إليه ذلك، فقال: استعمل السعد (3) فإن أسنانك تثبت، فلما حمل إلى خراسان بلغني أنه مار بنا، فاستقبله وسلمت عليه وذكرت له حالي وإني رأيته في المنام وأمرني بإستعمال السعد، فقال: وأنا آمرك به في اليقظة، فاستعملته فقويت أسناني وأضراسي كما كانت.

(في الاشنان)

عن الباقر (عليه السلام) أنه كان إذا توضأ بالاشنان أدخله فاه فيطاعمه، ثم يرمي به وقال: الاشنان ردئ يبخر الفم ويصفر اللون ويضعف الركبتين وأحبه.

ـــــــــــــــ

(1) الثفاء ـ بالضم فالتخفيف أو التثقيل ـ : حب الرشاد وقيل: الخردل ويؤكل في الاضطرار.

(2) الفالوذج: ما تعمل من الدقيق والماء والعسل والسمن. وتخلخلت أي تحركت وتقلقلت.

(3) السعد ـ بالضم ـ : وسعادى ـ كحبارى ـ : طيب معروف وفيه منفعة في إدمال القروح.

[ 191 ]

)في السويق)

قال رجل لابي عبد الله (عليه السلام): يولد لنا المولود فيكون فيه الضعف والعلة فقال ما يمنعك من السويق ؟ فإن ينبت اللحم ويشد العظم.

من أمالي الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: بلوا جوف المحموم بالسويق والعسل ثلاث مرات ويحول من إناء إلى إناء ويسقى المحموم، فإنه يذهب بالحمى الحارة. وإنما عمل بالوحي.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من أفضل سحور الصائم السويق بالتمر.

وقال الرضا (عليه السلام): السويق إذا غسلته سبع مرات وقلبته من إناء إلى إناء يذهب بالحمى وينزل القوة في الساقين والقدمين.

وقال الصادق (عليه السلام): إملؤا جوف المحموم بالسويق، يغسل سبع مرات ثم يسقى. وعنه (عليه السلام) قال: أفضل سحوركم السويق والتمر.

وعنه (عليه السلام) قال: اسقوا صبيانكم السويق في صغرهم، فإن ذلك ينبت اللحم ويشد العظم.

وقال (عليه السلام): من شرب السويق أربعين يوما أمتلات كعبه قوة.

(في سويق الشعير)

سأل سيف التمار (1) في مريض له أبا عبد الله (عليه السلام) ؟ فقال له: اسقه سويق الشعير، فإنه يعافي إن شاء الله تعالى، وهو غذاء في جوف المريض. قال: فما سقيته إلا مرة واحدة حتى عوفي.

(في سويق الجاورس)

عن ابن كثير قال: انطلق بطني، فأمرني أبو عبد الله (عليه السلام) أن آخذ سويق الجاورس بماء الكمون (2)، ففعلت فأمسك بطني وعوفيت.

ـــــــــــــــ

(1) هو أبوالحسن سيف بن سليمان التمار الكوفي من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام)، ثقة وله كتاب.

(2) الكمون ـ بالفتح فالتشديد ـ : حب معروف من نبات، منه بستاني ومنه بري.

[ 192 ]

(في سويق التفاح)

عن أحمد بن يزيد قال: كان إذا لسع أحدا من أهل الدار حية أو عقرب قال: اسقوه سويق التفاح.

وعن ابن بكير (1) قال: رعفت، فسئل أبو عبد الله (عليه السلام) في ذلك ؟ فقال: اسقوه سويق التفاح، فسقيته فانقطع الرعاف.

(في سويق العدس)

عن الصادق (عليه السلام) قال: سويق العدس يقطع العطش ويقوي المعدة وفيه شفاء من سبعين داء ويطفئ الحرارة ويبرد الجوف. وكان إذا سافر لا يفارقه، وكان إذا هاج الدم بأحد من حشمه يقول: اشربوه من سويق العدس، فإنه يسكن هيجان الدم ويطفئ الحرارة.

عن علي بن مهزيار أن جارية له أصابها الحيض فكان لا ينقطع عنها الدم حتى أشرفت على الموت، فأمر أبوجعفر (عليه السلام) أن تسقى سويق العدس، فسقيت فانقطع عنها.

(في اللبن)

عن الحسن (عليه السلام) قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا شرب اللبن قال: " اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ". [ وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ذاك الاطيبان يعني التمر واللبن ]. وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان لما شرب لبنا يتمضمض وقال: إن له لدسما. وفي رواية: قال (عليه السلام): إذا شربتم اللبن فتمضمضوا، فإن له دسما.

وعن الصادق (عليه السلام) قال له رجل: إني أكلت لبنا فأضرني، قال: ما ضر شيئا قط، ولكنك أكلت معه غيره فأضر بك الذي أكلته معه فظننت أنه من اللبن.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ألبان البقر دواء. وسئل عن بول البقر. يشربه الرجل ؟ قال (عليه السلام): إن كان محتاجا يتداوى به فلا بأس.

ـــــــــــــــ

(1) هو أبوعلي عبد الله بن بكير بن أعين بن سنس الشيباني من أصحاب الصادق (عليه السلام)، كان من أجلة الفقهاء والعلماء ومن أصحاب الاجماع وكان فطحي المذهب إلا أنه ثقة وله كتاب.

[ 193 ]

عن الجعفري (1) قال: سمعت أباالحسن (عليه السلام) يقول: أبوال الابل خير من ألبانها وقد جعل الله الشفاء في ألبانها.

عن يحيى بن عبد الله قال: تغذيت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فاتي بسكرجات (2) فأشار بيده نحو واحدة منها وقال: شيراز الاتن (3) اتخذناه لعليل عندنا، فمن شاء فليأكل ومن شاء فليدع. سئل عنه (عليه السلام) عن شرب أبوال الاتن ؟ قال (عليه السلام): لا بأس.

(في مضغ اللبان)

من الفردوس قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أطعموا نساءكم الحوامل اللبان، فإنه يزيد في عقل الصبي.

وقال الصادق (عليه السلام): ما من بخور يصعد إلى السماء إلا اللبان. وما من أهل بيت يبخر فيه باللبان إلا نفى عنهم عفاريت الجن.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: مضغ اللبان يشد الاضراس وينفي البلغم ويقطع ريح الفم.

عن الرضا (عليه السلام) قال: استكثروا من اللبان واستفوه وامضغوه وأحبه ذلك إلي المضغ، فإنه ينزف بلغم المعدة وينظفها ويشد العقل ويمرئ الطعام.

عن الرضا (عليه السلام) قال: أطعموا حبالاكم اللبان، فإن يكن في بطنهن غلام خرج ذكي القلب عالما وشجاعا. وإن يكن جارية حسن خلقها وخلقها وعظمت عجيزتها وحظيت عند زوجها (4).

(في العشاء)

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: عشاء الانبياء بعد العتمة فلا تدعوا العشاء، فإن ترك العشاء خراب البدن.

ـــــــــــــــ

(1) هو أبوهاشم داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب البغدادي، ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة عند الائمة عليهم السلام وكان من أصحاب الامام الثامن ومن بعده عليهم السلام ويروي عنهم، توفي سنة 261.

(2) السكرجة ـ بضم الثلاثة وتشديد الراء ـ : إناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل.

(3) الشيراز، كدينار: اللبن الرائب المستخرج ماؤه أي لبن يغلي حتى يثخن ثم ينشف.

(4) الحظوة ـ بالضم والكسر ـ : المكانة والمنزلة عند الناس.

[ 194 ]

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ترك العشاء ليلة السبت وليلة الاحد متواليتين ذهب عنه ما لا يرجع إليه أربعين يوما.

قال أبوالحسن (عليه السلام): لا تدع العشاء ولو بكعكة، فإن فيه قوة الجسد، ولا أعلمه إلا قال: وصلاح للزواج بل للجماع.

عن الصادق (عليه السلام) قال: لا تدع العشاء ولو بثلاث لقم بملح. وقال (عليه السلام): من ترك العشاء ليلة مات عرق في جسده ولا يحيا أبدا.

(في الكمأة)

عن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين. وقال: عجوة البرني من الجنة وهي شفاء من السم.

(في أكل البصل مع البيض وغيره)

قال أبوالحسن (عليه السلام): من أكل البيض والبصل والزيت زاد في جماعه. ومن أكل اللحم بالبيض كبر عظم ولده.

عن بعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) قال له: جعلت فداك إني أشتري الجواري فاحب أن تعلمني شيئا أتقوى عليهن ؟ قال: خذ بصلا وقطعه صغارا صغارا واقله بالزيت وخذ بيضا فافقصه في صحفة (1) وذر عليه شيئا من الملح، فاذرره على البصل والزيت واقله شيئا ثم كل منه، قال: ففعلت، فكنت لا اريد منهن شيئا إلا وقدرت عليه.

(في اللحم اليابس والجبن والطلع)

عن الصادق (عليه السلام) قال: ثلاث يسمن وهي مما لا يؤكل. وثلاث يهزلن وهي مما يوكل. واثنان ينفعان من كل شئ ولا يضران من شئ. فاللاتي يسمن ولا يؤكلن: استشعار الكتان والطيب والنورة. واللاتي يؤكلن فيهزلن: اللحم اليابس والجبن والطلع.

وفي حديث آخر: الجوز. وقيل: الكسب (2). [ وفي حديث آخر: الكنب ]. واللذان ينفعان من كل شئ ولا يضران من شئ: السكر والرمان.

ـــــــــــــــ

(1) فقص البيضة: كسرها بيده. والصحفة: ما يوضع فيها الاكل. وأيضا: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة. وذر عليه: رش ونثر.

(2) الكسب ـ بالضم فالسكون ـ : عصارة الدهن. وقيل فضلة دهن السمسم. والكنب ككتف: نبت.

[ 195 ]

الباب الثامن

في آداب النكاح وما يتعلق به، عشرة فصول:

الفصل الاول

(في الرغبة في التزويج وبركة المرأة وشومها)

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلا لعل الله أن يرزقه نسمة تثقل الارض بلا إله إلا الله.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بنى بناء في الاسلام أحب إلى الله من التزويج.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان له ما يتزوج به فلم يتزوج فليس منا.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إلتمسوا الرزق بالنكاح.

عن الصادق (عليه السلام) قال: من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بربه، لقوله سبحانه وتعالى: " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " (1).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا شاب تزوج وإياك والزنا، فإنه ينزع الايمان من قلبك.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): تزوجوا النساء، فإنهن يأتين بالمال.

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): تزوجوا، فإني مكاثر بكم الامم يوم القيامة (2) حتى أن السقط ليجئ محبنطئا على باب الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: لا، حتى يدخل أبواي الجنة قبلي.

ـــــــــــــــ

(1) سورة النور: آية 32.

(2) كاثره: غالبة في الكثرة. واحبنطأ: انفتح جوفه وامتلا غيظا. والمحبنطأ: الممتلئ غيظا.

[ 196 ]

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لركعتان يصليهما متزوج أفضل من صلاة رجل عزب يقول ليله ويصوم نهاره.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أراذل موتاكم العزاب.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الشباب من استطاع منكم الباه فليتزوج، [ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ]. ومن لم يستطع فليدمن الصوم، فإن له وجاء (1).

وعن الصادق (عليه السلام) قال: ركعتان يصليهما متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما عزب.

[ عن أبي الحسن (عليه السلام) قال ]: جاء رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال (عليه السلام) له: هل لك من زوجة ؟ قال: لا، فقال أبوجعفر (عليه السلام): لا أحب أن لي الدنيا وما فيها وأن أبيت ليلة وليس لي زوجة، ثم قال: إن ركعتين يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره.

عن الصادق (عليه السلام) قال: العبد كلما ازداد في النساء حبا ازداد في الايمان فضلا.

وعنه (عليه السلام) قال: أكثروا الخير بالنساء.

وعنه (عليه السلام) قال: تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز منه العرش.

وعنه (عليه السلام) قال: تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الله لا يحب الذواقين والذواقات (2).

وعنه (عليه السلام) قال: تزوجوا في الحجز (3) الصالح، فإن العرق دساس.

وعنه (عليه السلام) قال: من أخلاق الانبياء عليهم السلام حب النساء.

وعنه (عليه السلام) قال: ثلاثة أشيام لا يحاسب عليهن المؤمن: طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه.

وعنه (عليه السلام) قال: من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله. إن الله عز وجل يقول: " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ".

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليلقه بزوجة صالحة.

ـــــــــــــــ

(1) الوجاء ـ بالكسر ـ : رض عروق البيضتين حتى تنفضخا من غير إخراج فيكون شبيها بالخصاء لانه يكسر الشهوة

(2) المراد بالذواقين والذواقات: الذين يكثرون الزواج والطلاق من الرجال والنساء.

(3) الحجز ـ بالكسر والضم ـ : العشيرة. العفيف. الطاهر.

[ 197 ]

قال علي بن الحسين عليهما السلام: من تزوج لله عزوجل ولصلة الرحم توجه الله تاج الملك.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من كان موسرا ولم ينكح فليس مني.

وروى محمد بن حمران، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام) قال: من تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى. وروي أنه يكره التزويج في محاق الشهر (1).

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من بركة المرأة قلة مؤونتها وتيسير ولادتها. ومن شؤمها شدة مؤونتها وتعسير ولادتها.

وعنه (عليه السلام) قال: الشؤم في ثلاثة أشياء: في الدابة والمرأة والدار. فأما المرأة فشؤمها غلاء مهرها وعسر ولادتها. وأما الدابة فشؤمها قلة حبلها وسوء خلقها. وأما الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها. وروي أن من بركة المرأة قلة مهرها. ومن شؤمها كثرة مهرها.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تزوجوا الرزق، فإن فيهن البركة.

وقال (عليه السلام): الشؤم في المرأة والفرس والدار.

ـــــــــــــــ

(1) المحاق ـ مثلثة والضم أكثر ـ : ثلاث ليال من آخر الشهر لا يكاد يرى القمر فيه لخفائه.

الصفحة التالية

حقوق الطبع محفوظة لشبكة أهل البيت للأخلاق الإسلامية©

المملكة العربية السعودية1999-2000

 الصفحة السابقة