مكارم الاخلاق

اسم الكتاب

الحسن بن الفضل الطبرسي

المؤلف
الفهرسة

الفصل الرابع: في آداب الشرب وما يتصل به

الفصل الخامس: في آداب الخلال

الفصل السادس: فيما جاء في الخبز

الفصل السابع: في منافع المياه

الفصل الثامن: في اللحوم وما يتعلق بها

الفصل التاسع: في الحلاوى

 

عن الصادق (عليه السلام) إنه أكل فقال: " الحمد لله الذي أطعمنا في جائعين وسقانا في ظمآنين وكسانا في عارين [ وهدانا في ضالين وحملنا في راجلين وآوانا في ضاحين (1) وأخدمنا في عانين ] وفضلنا على كثير من العالمين ".

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا رفعت المائدة فقل: " الحمد لله رب العالمين، اللهم اجعلها نعمة مشكورة ".

ومن كتاب النجاة، الدعاء عند الطعام " الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ويجير ولا يجار عليه ويستغني ويفتقر إليه. اللهم لك الحمد على ما رزقتني من طعام وإدام في يسر وعافية من غير كد مني ولا مشقة. بسم الله خير الاسماء رب الارض والسماء. [ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه سم ولا داء ]. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ وهو السميع العليم. اللهم اسعدني في مطعمي هذا بخيره وأعذني من شره وانفعني بنفعه وسلمني من ضره ". والدعاء عند الفراغ منه " الحمد لله الذي أطعمني فأشبعني، وسقاني فأرواني، وصانني وحماني. الحمد لله الذي عرفني البركة واليمن بما أصبته وتركته منه. اللهم اجعله هنيئا مريئا لا وبيا ولا دويا، وأبقني بعده سويا قائما بشكرك محافظا على طاعتك، وارزقني رزقا دارا وأعشني عيشا قارا واجعلني ناسكا بارا واجعل ما يتلقاني في المعاد مبهجا سارا برحمتك يا أرحم الراحمين ".

من كتاب البصائر، عن محمد بن جعفر بن العاصم، عن أبيه، عن جده قال: حججت ومعي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا غلام لابي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) على حمار له أخضر يتبعه الطعام. فنزلنا بين النخل وجاء هو فنزل. وأتي بالطست والماء فبدأ وغسل يديه وأدير الطست عن يمينه حتى بلغ آخرنا. ثم أعيد من يساره حتى أتي على آخرنا. ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، ثم ثنى بالخل. ثم أتي بكتف مشوي، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ثم أتي بالخل والزيت، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحمن، فإن هذا طعام كان يعجب فاطمة

ـــــــــــــــ

(1) الضاحي من كل شئ: البارز الظاهر الذي لا يستر حائط ولا غيره.

[ 144 ]

(عليها السلام). ثم أتي بالسكباج (1)، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين (عليه السلام). ثم أتي بلحم مقلو فيه باذنجان، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي عليهما السلام. ثم أتي بلبن حامض قد ثرد، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي عليهما السلام. ثم أتي بأضلاع باردة فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين (عليهما السلام). ثم أتي بجبن مبزر (2)، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليهما السلام. ثم أتي بتور فيه بيض كالعجة (3)، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب أبي جعفر (عليه السلام). ثم أتي بحلواء، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام يعجبني. ورفعت المائدة فذهب أحدنا ليلتقط ما كان تحتها فقال: مه إنما ذلك في المنازل تحت السقوف، فأما في مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير والبهائم (4). ثم أتي بالخلال، فقال: من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك فما أجابك تبتلعه وما امتنع تحركه بالخلال، ثم تخرجه فتلفظه. وأتي بالطست والماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل، ثم غسل من على يمينه حتى أتي على آخرهم. ثم قال: يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتبار ؟ فقال: على أفضل ما كان عليه أحد. فقال: أيأتي أحدكم منزل أخيه عند الضيقة فلا يجده فيأمر بإخراج كيسه فيخرج فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته فلا ينكر عليه ؟ قال: لا. قال: لستم على أفضل ما كان أحد عليه من التواصل. (والضيقة: الفقر).

من طب الائمة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تأكل وأنت تمشي إلا أن تضطر إلى ذلك.

ـــــــــــــــ

(1) السكباج ـ بالكسر ـ : مرق يعمل من اللحم والخل.

(2) الجبن: ما جمد من اللبن، والمبزر: المطيب بالبزور.

(3) التور ـ بفتح فسكون، معرب ـ : إناء صغير يشرب فيه، والعجة ـ بضم فتشديد ـ : طعام يعمل من بيض ودقيق وسمن او زيت.

(4) العافية والعافي: الوارد، وكل طالب فضل او رزق.

[ 145 ]

عن عمر بن أبي شعبة قال: ما رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يأكل متكئا، ثم ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ما أكل متكئا حتى مات.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): كل ما يسقط من الخوان، فإنه شفاء من كل داء لمن أراد أن يستشفي به.

من كتاب الفردوس، عن أنس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكل ما يسقط من المائدة عاش ما عاش في سعة من رزقه وعوفي في ولده وولد ولده من الجذام.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): النفخ في الطعام يذهب بالبركة.

ورأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا أيوب الانصاري يلتقط نثارة المائدة (1)، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): بورك لك وبورك عليك وبورك فيك. فقال أبوأيوب: يا رسول الله ولغيري ؟ قال: نعم، من أكل ما أكلت فله ما قلت لك. أو قال: من فعل ذلك وقاه الله الجنون والجذام والبرص والماء الاصفر (2) والحمق.

وروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: ثلاثة لا يحاسب عليها المؤمن: طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه ويحرز بها دينه.

عن علي (عليه السلام) قال: أقروا الحار حتى يبرد ويمكن، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرب إليه طعام حار فقال: أقروه حتى يبرد ويمكن، ما كان الله ليطعمنا النار. والبركة في البارد، والحار غير ذي بركة.

وقال (عليه السلام): من لعق قصعة صلت عليه الملائكة ودعت له بالسعة في الرزق وتكتب له حسنات مضاعفة.

وقال (عليه السلام): من أكل الطعام على النقاء وأجاد الطعام تمضغا وترك الطعام وهو يشتهيه ولم يجس الغائط إذا أتى لم يمرض إلا مرض الموت.

عن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أتي بفاكهة حديثة قبلها ووضعها على عينه ويقول: " اللهم كما أريتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية ".

ـــــــــــــــ

(1) النثارة ـ بالضم ـ : ما يتناثر من الشئ أي ما يتساقط متفرقة منه.

(2) وهو الماء الذي يجتمع في البطن ويعتريه داء الاستسقاء.

[ 146 ]

وعنه (عليه السلام) قال: لا ينبغي للشيخ الكبير أن ينام إلا وجوفه ممتلئ من الطعام، فإنه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عجبا لمن يحتمي من الطعام مخافة من الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة من النار.

من كتاب تهذيب الاحكام، عن الصادق (عليه السلام): إذا دعي أحدكم إلى الطعام فلا يستتبعن ولده، فإنه إن فعل أكل حراما ودخل عاصيا.

عنه (عليه السلام) قال: الاكل على الشبع يورث البرص.

عنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أطولكم جشاءا (1) أطولكم جوعا يوم القيامة.

عنه (عليه السلام) قال: إذا حضرت المائدة وسمى رجل من القوم أجزأ عنهم أجمعين. عنه (عليه السلام) قال: إذا وضع الخوان فقل: بسم الله "، فإذا أكلت فقل: " بسم الله على أوله وآخره "، فإذا رفع فقل: " الحمد لله ".

عنه (عليه السلام) قال: إذا اختلفت الانية فسم عند كل إناء. قلت: فإن نسيت ؟ قال: تقول: " بسم الله على أوله وآخره ".

عن الرضا (عليه السلام) قال: إذا أكلت فاستلق على قفاك وضع رجلك اليمنى على اليسرى.

وقال الصادق (عليه السلام): كثرة الاكل مكروهة.

عنه (عليه السلام) قال: من أكل طعاما لم يدع إليه فكأنما أكل قطعة من النار.

من كتاب زهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: توقوا الذنوب فما من بلية أشد وأفظع منها. ولا يحرم الرزق إلا بذنب حتى الخدش والنكبة والمصيبة (2)، قال الله عز وجل: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " (3). أكثروا

ـــــــــــــــ

(1) الجشاء ـ كغراب ـ : صورت مع ريح يخرج من الفم عند الشبع.

(2) الخدش: تفرق اتصال في الظفر أو الجلد ونحو ذلك وإن لم يخرج الدم. والنكبة: الجرحة بحجر أو شوكة.

(3) سورة الشورى: آية 29.

[ 147 ]

ذكر الله على الطعام ولا تطغوا، فإنها نعمة من نعم الله ورزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره وحمده. أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها، فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها. من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل. إياكم والتفريط فتقع الحسرة حين لا ينتفع بالحسرة. إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام وأكثروا ذكر الله عزوجل ولا تولوهم الادبار فتسخطوا الله وتستوجبوا غضبه. من أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عندالله فلينظر كيف منزلة الله منه عند ارتكاب الذنوب، فإن كانت منزلة الله عنده عظيمة تمنعه منها فكذلك منزلته عندالله.

من كتاب تهذيب الاحكام، عن مروك بن عبيد مرفوعا، عن الصادق (عليه السلام) قال: قلت له: الرجل يمر على قراح الزرع (1) فيأخذ منه السنبلة. قال: لا. قلت: أي شئ سنبلة ؟ قال: لو كان كل من يمر به يأخذ منه سنبلة لا يبقى منه شئ.

من مجموع في الاداب لمولاي أبي طول الله عمره، روى عن الفضل بن يونس قال: إني في منزلي يوما فدخل علي الخادم فقال: إن بالباب رجلا يكنى أباالحسن يسمى موسى بن جعفر عليهما السلام، فقلت: يا غلام إن كان الذي أتوهم فأنت خر لوجه الله. قال: فبادرت إليه فإذا أنا به (عليه السلام)، فقلت: انزل يا سيدي. فنزل ودخل المجلس. فذهبت لارفعه في صدر البيت، فقال لي: يا فضل صاحب المنزل أحق بصدر البيت إلا أن يكون في القوم رجل [ يكون ] من بني هاشم. فقلت: فأنت إذا جعلت فداك، ثم قلت: جعلني الله فداك إنه قد حضر طعام لاصحابنا [ فإن رأيت أن تحضر إلينا فذاك إليك ]. فقال يا فضل إن الناس يقولون: إن هذا طعام الفجأة وهم يكرهونه، أما إني لا أرى به بأسا. فأمرت الغلام فأتى بالطست فدنا منه فقال: " الحمد لله الذي جعل لكل شئ حدا ". فقلت: جعلت فداك فما حد هذا ؟ فقال: أن يبدأ رب البيت لكي ينشط الاضياف، فإذا وضع الطست سمى وإذا رفع حمد الله. ثم أتى بالمائدة، فقلت: ما حد هذا ؟ قال: أن يسمى إذا وضع ويحمد الله إذا رفع. ثم أتى بالخلال، فقلت: ما حد هذا ؟ قال: أن تكسر رأسه لئلا يدمي اللثة. فأتى

ـــــــــــــــ

(1) القراح: المزرعة التي ليس عليها بناء ولا فيها شجر.

[ 148 ]

بإناء الشراب، فقلت: فما حده ؟ قال: أن لا تشرب من موضع العروة ولامن موضع كسر إن كان به، فإنه مجلس الشيطان، فإذا شربت سميت وإذا فرغت حمدت الله. وليكن صاحب البيت يا فضل إذا فرغ من الطعام وتوضأ القوم آخر من يتوضأ. ثم قال: إن أمير المؤمنين أمرك لبني فلان بعشرة آلاف درهم فأنا أحب أن تنفذها إليهم. فقلت: جعلت فداك إن خرج عني لم يعد إلي درهم أبدا. فقال: اخرج إليهم فلا يصل إليهم او يعود إليك إن شاء الله. قال: فلا والله ما وصلت إليهم حتى عادت إلى العشرة آلاف [ تمام الخبر ].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الاكل في السوق دناءة.

سأل رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، قال: لعلكم تفترقون عن طعامكم، فاجتمعوا عليه واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا وضعت المائدة بين يدي الرجل فليأكل مما يليه. ولا يتناول مما بين يدي جليسه. ولا يأكل من ذروة القصعة، فإن من أعلاها تأتي البركة. ولا يرفع يده وإن شبع، فإنه إذا فعل ذلك خجل جليسه وعسى أن يكون له في الطعام حاجة.

عن أنس قال: ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خوان ولا في سكرجة (1) ولا من خبز مرقق. فقيل لانس: على ماذا كانوا يأكلون ؟ قال: على السفرة.

ومن كتاب روضة الواعظين روي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن أبي جحيفة (2) قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا أتجشأ فقال: يا أبا جحيفة أخفض جشاءك، فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: نور الحكمة الجوع. والتباعد من الله الشبع. والقربة إلى الله حب المساكين والدنو منهم.

ـــــــــــــــ

(1) السكرجة ـ كقنفذة ـ : الصفحة التي يوضع فيها الاكل.

(2) بتقديم الجيم على الحاء مصغرا، هو وهب بن عبد الله من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) بل من خواصه.

[ 149 ]

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلوب تموت كالزروع إذا كثر عليه الماء.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تشبعوا فيطفأ نور المعرفة من قلوبكم. ومن بات يصلي في خفة من الطعام باتت الحور العين حوله.

وسئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أكثر ما يدخل النار ؟ ! قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الاجوفان البطن والفرج.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكل الحلال قام على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ من أكله.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كل ملك في السماوات وفي الارض. وما دامت اللقمة في جوفه لا ينظر الله إليه. ومن أكل اللقمة من الحرام فقد باء بغضب من الله، فإن تاب تاب الله عليه وإن مات فالنار أولى به.

الفصل الرابع

(في آداب الشرب وما يتصل به)

من كتاب من لا يحضره الفقيه قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): آنية الذهب والفضة متاع الذين لا يوقنون.

عن الصادق (عليه السلام) قال: لا ينبغي الشرب في آنية الذهب والفضة ولا الاكل فيهما.

عن الباقر (عليه السلام) قال: لا تأكل في آنية الذهب والفضة.

عن أبي عبد الله قال: إنه كره الشرب في الفضة والقدح المفضض. وكره أن يدهن من مدهن مفضض والمشط كذلك. فمن لم يجد بدأ من الشرب في الفضة والقدح المفضض عدل بفمه عن موضع الفضة.

وروي أنه استسقى ماءا فاتي بقدح من صفر فيه ماء. فقال له بعض جلسائه: إن عباد البصري يكره الشرب في الصفر (1). قال (عليه السلام): فاسأله ذهب أم فضة.

ـــــــــــــــ

(1) الصفر ـ بالضم ـ النحاس الاصفر.

[ 150 ]

سئل عن الصادق (عليه السلام) عن الشرب بنفس واحد ؟ فقال: إذا كان الذي يناول الماء مملوكا لك فاشرب بثلاثة أنفاس. وإن كان حرا فاشربه بنفس واحد. اخرى ـ وهي الاصح ـ عنه قال: ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من الشرب بنفس واحد. وكان يكره أن يشبه بالهيم وهي الابل (1).

(الدعاء المروي عند شرب الماء)

" الحمد لله منزل الماء من السماء، مصرف الامر كيف يشاء، بسم الله خير الاسماء ". عن الصادق (عليه السلام) قال: أتى أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة، فقالوا له: زعمت أن لكل شئ حدا ينتهي إليه ؟ فقال لهم أبي: نعم. قال: فدعا بماء ليشربوا، فقالوا: يا أبا جعفر هذا الكوز من الشئ ؟ قال: نعم، قالوا: فما حده ؟ قال: حده أن تشرب من شفته الوسطى وتذكر الله عليه وتتنفس ثلاثا، كلما تنفست حمدت الله ولا تشرب من أذن الكوز، فإنه مشرب الشيطان، ثم تقول: " الحمد لله الذي سقاني ماءا عذبا ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبي "، وبرواية مثله بزيادة " الحمد لله الذي سقاني فأرواني وأعطاني فأرضاني وعافاني وكفاني. اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتسعده بمرافقته برحمتك يا أرحم الراحمين ".

عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتنفس في الاناء ثلاثة أنفاس، يسمي عند كل نفس ويشكر الله في آخرهن.

عن أنس، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن الشرب قائما، قيل له: فالاكل ؟ قال: هو أشر. وفي رواية عنه، أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) شرب قائما.

وقيل للصادق (عليه السلام): ما طعم الماء ؟ فقال (عليه السلام): طعم الحياة.

وقال (عليه السلام): إذا شرب أحدكم فليشرب في ثلاثة أنفاس يحمد الله في كل منها: الاول شكر للشربة، والثاني مطردة للشيطان، والثالث شفاء لما في جوفه.

عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرب الماء فتنفس مرتين.

عن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه سئل عن حد الاناء ؟ فقال: حده أن

ـــــــــــــــ

(1) الهيم: الابل العطاش.

[ 151 ]

لا تشرب من موضع كسر إن كان به، فإنه مجلس الشيطان. وإذا شربت سميت وإذا فرغت حمدت الله.

وعن عمرو بن قيس قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام بالمدينة وبين يديه كوز موضوع، فقلت له: ما حد هذا الكوز ؟ فقال: اشرب مما يلي شفته وسم الله عز وجل، وإذا رفعته من فيك فاحمد الله، وإياك وموضع العروة أن تشرب منها، فإنه مقعد الشيطان، فهذا حده.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الاخر شفاء وإنه يغمس بجناحه الذي فيه الداء، فليغمسه كله ثم لينزعه.

الفصل الخامس

(في آداب الخلال)

من كتاب من لا يحضره الفقيه، عن وهب بن عبد ربه قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يتخلل، فنظرت إليه، فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتخلل وهو طيب الفم. وفي خبر آخر إن من حق الضيف إن يعد له الخلال.

وقال (عليه السلام): ما أدرت عليه لسانك فأخرجته فابلعه. وما أخرجته بالخلال فارم به.

عن الفضل بن يونس أن سأل الكاظم (عليه السلام) عن حد الخلال ؟ قال: أن تكسر رأسه لئلا يدمي اللثة.

عن الصادق (عليه السلام) قال: الكحل يطيب الفم، والخلال يزيد في الرزق.

من كتاب الفردوس، عن سعد بن معاذ قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنقوا أفواهكم بالخلال، فإنها مسكن الملكين الحافظين الكاتبين وإن مدادهما الريق وقلمهما اللسان، وليس شئ أشد عليهما من فضل الطعام في الفم.

من روضة الواعظين، عن علي (عليه السلام) قال: التخلل بالطرفاء (1) يورث الفقر.

من كتاب طب الائمة، عن الرضا (عليه السلام) قال: لا تخللوا بعود الرمان ولا بقضيب

ـــــــــــــــ

(1) الطرفاء: إسم شجر.

[ 152 ]

الريحان، فإنهما يحركان عرق الجذام. قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتخلل بكل ما أصاب إلا الخوص والقصب (1).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام.

روي عن الكاظم (عليه السلام) أنه قال: ينادي مناد من السماء: " اللهم بارك في الخلالين والمتخللين ". والخل بمنزلة الرجل الصالح يدعو لاهل البيت بالبركة. قلت له: جعلت فداك ما الخلالون وما المتخللون ؟ قال: الذين في بيوتهم الخل والذين يتخللون. وقال (عليه السلام): الخلال نزل به جبريل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع اليمين والشاهد من السماء.

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تخللوا على أثر الطعام، فإنه مصحة للفم والنواجذ ويجلب الرزق على العبد.

من صحيفة الرضا قال الرضا، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: حدثني أبي أن الحسين بن علي عليهما السلام قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يأمرنا إذا تخللنا أن لا نشرب الماء حتى نتمضمض ثلاثا.

وروي عن محمد بن الحسن الداري يرفع الحديث أنه قال: من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة سبعة أيام.

عن الصادق (عليه السلام) قال: لا تخللوا بالقصب، فإن كان ولا محالة فلتنزع الليطة (2).

نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتخلل بالرمان والقصب وقال: هما يحركان عرق الاكلة.

عن الكاظم (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تخللوا، فإنه ليس شئ أبغض إلى الملائكة من أن يروا في أسنان العبد طعاما.

عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: حبذا المتخلل من أمتي.

قال (صلى الله عليه وآله وسلم): من استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج. ومن اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن فلا فلا حرج. من أكل فما تخلل فلا يأكل، وما لاث بلسانه فليبلع.

ـــــــــــــــ

(1) الخوص، بالضم: ورق النخل. والقصب، بالتحريك: كل نبات يكون ساقه أنابيب وكعوبا.

(2) الليطة، بالكسر: قشر القصبة التي تليط بها أي تلزق بها.

[ 153 ]

وقد انتخب من كتاب طب الائمة فصولا تليق الباب وألحقها بهذا الموضع على ترتيب الكتاب كما يأتي ذكره.

الفصل السادس

(في ما جاء في الخبز)

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أكرموا الخبز، فإن الله عزوجل أنزله من بركات السماء وأخرجه من بركات الارض. قيل: وما إكرامه ؟ قال: لا يقطع ولا يوطأ. وعنه (عليه السلام) قال: أكرموا الخبز، فإن الله عزوجل أنزله من بركات السماء. قيل: وما إكرامه ؟ قال: إذا حضر لم ينتظر به غيره.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " اللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه " فلولا الخبز ما صلينا ولا صمنا ولا أدينا فرض الله.

عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: أكرموا الخبز، فإنه عمل فيه ما بين العرش والارض وما بينهما.

وعنه (عليه السلام) قال: بني الجسد على الخبز.

(في خبز الشعير)

عن الصادق (عليه السلام) قال: كان قوت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الشعير، وحلواه التمر، وإدامه الزيت.

عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: فضل خبز الشعير على البر كفضلنا على الناس. ما من نبي إلا وقد دعا لاكل الشعير وبارك عليه. وما دخل جوفا إلا وأخرج كل داء فيه. وهو قوت الانبياء عليهم السلام وطعام الابرار، أبى الله أن يجعل قوت الانبياء للاشقياء.

عن الصادق (عليه السلام) قال: لو علم الله في شئ شفاء أكثر من الشعير ما جعله غذاء الانبياء عليهم السلام.

(في خبز الارز)

عنه (عليه السلام) قال: ما دخل جوف المسلول مثله، إنه يسل الداء سلا (1). وقال

ـــــــــــــــ

(1) السل ـ بالفتح ـ : إنتزاع الشئ وإخراجه في رفق.

[ 154 ]

(عليه السلام): نعم الدواء الارز، بارد، صحيح، سليم من كل داء.

عن الرضا، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيد طعام الدنيا والاخرة اللحم والارز.

عن ابن أبي نافع وغيره يرفعونه، قال: من من شئ أنفع ولا أبقى في الجوف من غدوة إلى الليل إلا خبز الارز.

(في خبز الجاورس)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أما إنه ليس فيه ثقل وهو باللبن ألين وأنفع في المعدة.

الفصل السابع

(في منافع المياه)

عن الصادق (عليه السلام) قال: سيد شراب أهل الجنة الماء.

عن أبي طيفور المتطبب قال: دخلت على أبي الحسن الماضي (عليه السلام)، فهيته عن شرب الماء، فقال: وأي بأس بالماء ؟ وهو يذيب الطعام في المعدة ويذهب بالصفراء ويسكن الغضب ويزيد في اللب ويطفئ الحرارة.

وعن ياسر الخادم قال: قال الرضا (عليه السلام): لا بأس بكثرة شرب الماء على الطعام ثم قال: أرأيت لو أن رجلا يأكل مثل ذا طعاما ـ وجمع يديه كلتيهما ولم يجمعهما ولم يفرقهما ـ ثم لم يشرب عليه الماء لم يكن يتسق (1) بطنه ؟ !

(في ماء زمزم)

عن الصادق (عليه السلام) قال: ماء زمزم شفاء من كل داء.

وعنه (عليه السلام) قال: ماء زمزم شفاء لما شرب له. وروي في حديث آخر: ماء زمزم شفاء من كل داء، وأمان من كل خوف.

ـــــــــــــــ

(1) اتسق الشئ: استوى وانتظم. وأيضا امتلاء وفي بعض النسخ " ينتسق ". وانتسق الشئ: انتظم.

[ 155 ]

(في ماء الميزاب)

عن صارم (1) قال: اشتكى رجل من أصحابنا حتى سقط للموت. فلقيت أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: يا صارم ما فعل فلان ؟ قلت: تركته للموت، جعلت فداك، أما إني لو كنت في مكانك لسقيته ماء الميزاب، فطلبناه عند كل أحد فلم نجده، فبينا نحن كذلك إذا ارتفعت سحابة، فأرعدت وأبرقت فأمطرت، فجئت إلى بعض من في المسجد، فأعطيته درهما وأخذت منه قدحا من ماء الميزاب، فجئته به، فأسقيته له فلم نبرح من عنده حتى شرب سويقا وبرئ.

(في ماء السماء)

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اشربوا ماء السماء، فإنه طهور للبدن ويدفع الاسقام قال الله تبارك وتعالى: " وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام " (2).

(في ماء الفرات)

عن خالد بن جرير قال: قال أبو عبد الله: لو أني عندكم لاتيت الفرات كل يوم فاغتسلت، وأكلت من رمان سوري في كل يوم رمانة (3).

(في ماء نيل مصر)

قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): ماء نيل مصر يميت القلب ولا تغسلوا رؤسكم من طينها، فإنه يورث الزمانة.

(في الماء البارد)

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صبوا على المحموم الماء البارد، فإنه يطفئ حرها.

عن الصادق (عليه السلام) قال: الماء البارد يطفئ الحرارة ويسكن الصفراء ويذيب الطعام في المعدة، ويذهب بالحمى.

ـــــــــــــــ

(1) هو صارم بن علوان الجوخي من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام).

(2) سورة الانفال: آية 11.

(3) سورى ـ كطوبى ـ : موضع بالعراق من أرض بابل، وموضع من أعمال بغداد.

[ 156 ]

من صحيفة الرضا (عليه السلام)، عنه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال في قول الله تبارك وتعالى: " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " (1) قال: الرطب والماء البارد.

(في الماء المغلي)

عنه (عليه السلام) قال: الماء المغلي ينفع من كل شئ ولا يضر من شئ.

وعنه (عليه السلام) قال: إذا دخل أحدكم الحمام فليشرب ثلاثة أكف ماءا حارا، فإنه يزيد في بهاء الوجه ويذهب بالالم من البدن.

عن الرضا (عليه السلام) قال: الماء المسخن إذا غليته سبع غليات وقلبته من إناء إلى إناء فهو يذهب بالحمى، وينزل القوة في الساقين والقدمين.

(في النهي عن إكثار شرب الماء)

عن الصادق (عليه السلام) قال: إياك والاكثار من شرب الماء، فإنه مادة كل داء. وقال (عليه السلام): لو أنهم أقلوا من شرب الماء لا ستقامت أبدانهم. قال: وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أكل دسما أقل من شرب الماء، فقيل له: يا رسول الله إنك لتقل من شرب الماء ؟ فقال: إنه أمرأ للطعام.

(في شرب الماء من قيام)

قال الباقر (عليه السلام): شرب الماء من قيام أمرأ وأصح.

عن الصادق (عليه السلام) قال: شرب الماء [ من قيام ] بالنهار يمرئ الطعام. وشرب الماء [ من قيام ] بالليل يورث الماء الاصفر. ومن شرب الماء بالليل وقال ثلاث مرات: " يا ماء عليك السلام "، من ماء زمزم وماء الفرات لم يضره الماء بالليل.

(في النهي عن العب)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا، فإنه يأخذ منه الكباد (2).

عن علي (عليه السلام): نهى عن العبة الواحدة في الشرب، قال: ثلاثة أو اثنتين.

ـــــــــــــــ

(1) سورة التكاثر: آية 8.

(2) العب: شرب الماء بلا تنفس وغير مص. والمص: شرب الماء مع جذب نفس. والكباد بالضم ـ : وجع الكبد. وفي بعض النسخ (فإنه يورث الكباد).

[ 157 ]

الفصل الثامن

(في اللحوم وما يتعلق بها)

من صحيفة الرضا (عليه السلام)، عنه، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وقد ذكر عنده اللحم والشحم ـ : ليس منه بضعة تقع في المعدة إلا أنبتت في مكانها شفاءا وأخرجت من مكانها داء.

عنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا طبخت شيئا من لحم فأكثر المرقة، فإنها أحد اللحمين واغرفه للجيران، فإن لم يصيبوا من اللحم يصيبوا من المرق.

عن علي (عليه السلام) قال: اللحم سيد الطعام في الدنيا والاخرة.

عن زرارة قال: تغذيت مع أبي جعفر (عليه السلام) أربعة عشر يوما بلحم في شعبان.

عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نحن معاشر الانبياء قوم لحميون.

عن أديم (1) قال: قلت للصادق (عليه السلام): بلغني أن الله عزوجل يبغض القلب اللحم ؟ قال: ذلك البيت الذي يؤكل بالغيبة فيه لحوم الناس. وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحميا يحب اللحم. ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه. ومن ساء خلقه فأطعموه اللحم. ومن أكل من شحمه قطعة أخرجت مثلها من الداء.

قال الصادق (عليه السلام): أحسن اللحموم لحم الظهر.

(في اللحم باللبن)

عن الصادق (عليه السلام) قال: من أصابه ضعف في قلبه أو في بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن. من كتاب زهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن عقبة بن علقمة قال: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) وإذا بين يديه لبن حامض قد أذاني حموضته، وكسرة يابسة، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين أتأكل مثل هذا ؟ قال لي: يا أبا الجنود إني أدركت رسول الله

ـــــــــــــــ

(1) هو أديم بن الحر الخثعمي أو الجعفي، الكوفي، الحذاء، كان من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ثقة وله أصل.

[ 158 ]

(صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل أيبس من هذا ويلبس أخشن من هذا. وإن لم آخذ بما أخد به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خفت أن لا ألحق به.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن نبيا من الانبياء شكا إلى الله عزوجل الضعف في أمته، فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن، ففعلوا فاستبانت القوة في أنفسهم.

(في الشحم)

عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: اللحم ينبت اللحم. ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء.

عن الصادق (عليه السلام) قال: في قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " من أكل لقمة شحم أنزلت مثلها من الداء "، قال: شحمة البقر.

وعنه (عليه السلام): سميت اليهود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الذراع. وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يحب الذراع ويكره الورك (1).

وعنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أتى عليه أربعون يوما لم يأكل لحما فليستقرض على الله تعالى وليأكله.

وعنه (عليه السلام) أنه قيل له: إن الناس يقولون: من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه، قال (عليه السلام): كذبوا، من لم يأكله أربعون يوما ساء خلقه.

(في لحم الضأن)

عن سعد بن سعد قال: قلت لابي الحسن (عليه السلام): إن أهل بيتي لا يأكلون لحم الضأن، قال: ولم ؟ قلت: يقولون: إنه يهيج المرة الصفراء والصداع والاوجاع، قال: يا سعد لو علم الله شيئا أفضل من الضأن لفدى به إسماعيل (عليه السلام).

(في لحم البقر)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لحم البقر داء. وأسمانها شفاء. وألبانها دواء.

عنه (عليه السلام) ـ وذكر لحم البقر عنده ـ قال: ألبانها دواء. وشحومها شفاء. ولحومها داء.

ـــــــــــــــ

(1) الورك: ما فوق الفخذ، كالكتف فوق العضد.

[ 159 ]

عنه (عليه السلام) قال في مرق لحم البقر يذهب بالبياض (1).

عنه (عليه السلام)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن بني إسرائيل شكوا إلى موسى (عليه السلام) ما يلقون من البرص. وشكا ذلك إلى الله عزوجل، فأوحى الله تعالى إليه: مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق.

عن الصادق (عليه السلام) قال: في الشاة عشرة أشياء لا تؤكل: الفرث والدم والنخاع والطحال والغدد والقضيب والانثيان والرحم والحياء (2) والادواج. وقال: عشرة من الميتة ذكية: القرن والحافر والعظم والسن والانفحة (3) واللبن والشعر والصوف والريش والبيض.

من الفردوس، عن معاذ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: عليكم بأكل لحوم الابل فإنه لا يأكل لحومها إلا كل مؤمن مخالف لليهود [ أعداء الله ].

(في لحم الجزر)

عن إبراهيم السمان قال: من تمام الاسلام حب لحم الجزر (4).

(في لحم القديد)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة تهدم البدن وربما قتلن: أكل القديد الغاب ودخول الحمام على الدوام. ونكاح العجائز. وزاد فيه أبوإسحاق، الغشيان على الامتلاء (5).

(في لحم الدجاج)

عن جابر بن عبد الله قال: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الاغنياء بإتخاذ الغنم والفقراء بإتخاذ الدجاج (6).

ـــــــــــــــ

(1) البياض: داء يحدث في الجسم قشرا أبيض.

(2) الحياء ـ بالمد ـ : الفرج.

(3) الانفحة ـ بكسر الهمزة وسكون النون وفتح الفاء، كرش الحمل أو الجدي مادام رضيعا ولم يطعم غير اللبن وهي شئ يستخرج من بطنه فيعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن.

(4) الجزر ـ بالتحريك ـ : كل شئ مباح للذبح. والشاة السمينة واحدته.

(5) القديد: اللحم المقدد، أي المقطوع. وقدد اللحم: جعله قطعا وجففه. والغاب: اللحم المنتن.

(6) الدجاج ـ بتثليث الدال ـ : طائر معروف.

[ 160 ]

(في لحم القبج)

عن أبي الحسن الاول (عليه السلام) قال: أطعموا المحموم لحم القبج، فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمى طردا (1).

(في لحم القطا)

عن علي بن مهزيار قال: تغذيت مع أبي جعفر (عليه السلام) فاتي بقطا، فقال: إنه مبارك. وكان يعجبه. وكان يقول: اطعموا الصاحب اليرقان، يشوي له (2).

(في لحم الحباري)

عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: لا أرى بأكل لحم الحبارى (3) بأسا، لانه جيد للبواسير ووجع الظهر وهو مما يعين على الجماع.

(في لحم الدراج)

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل لحم الدراج (4).

عن أبي عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا وجد أحدكم غما أو كربا لا يدري ما سببه فليأكل لحم الدراج، فإنه يسكن عنه إن شاء الله.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من سره أن يقل غيظه فليأكل لحم الدراج.

(في السمك)

عن الصادق (عليه السلام) قال: أكل لحم الحيتان يورث السل.

عنه (عليه السلام) قال: أكل سمك الطري يذيب الجسد.

ـــــــــــــــ

(1) القبج ـ بفتح فسكون وقيل بالتحريك ـ : الحجل، أو طائر يشبه الحجل.

(2) القطا: ضرب من الحمام، ذوات أطواق يشبه القمري، واحدته القطاة.

(3) الحبارى ـ بضم الحاء وفتح الراء: طائر معروف أكبر من الدجاج كبير العنق، برأسه وبطنه حبرة.

(4) الدراج ـ بالضم فالتشديد ـ : طائر شبيه بالحجل وأكبر منه، قصير المنقار ولونه مشوب بسواد وبياض.

[ 161 ]

عنه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أكل السمك قال: " اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه ".

عن الحميري (1) قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أشكو إليه: أن بي دما صفراء فإذا احتجمت هاجت الصفراء وإذا أخرت الحجامة أضر بي الدم، فما ترى في ذلك ؟ فكتب (عليه السلام) إلي: احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا. فأعدت عليه المسألة، فكتب إلي: احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا بماء وملح، فاستعملت ذلك، فكنت في عافية وصار ذلك غذائي.

(في الاسقنقور)

عن أحمد بن إسحاق قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) سألته عن الاسقنقور يدخل في دواء الباءة، له مخاليب وذنب، أيجوز أن يشرب ؟ فقال: إن كان له قشور فلا بأس (2).

(في الجراد)

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن عليا (عليه السلام) كان يقول. الجراد ذكي والحيتان. وما مات في البحر فهو ميتة. عنه (عليه السلام) أيضا قال: الحيتان والجراد ذكي كله.

(رقية الجراد)

روي عن أبي الحسن (عليه السلام) أنه قال: تفرقوا وكبروا، ففعلوا ذلك، فذهب الجراد.

(في البيض)

عن علي بن محمد بن اشيم قال: شكوت إلى الرضا (عليه السلام) قلة استمرائي الطعام ؟ فقال: كل مح البيض، قال: ففعلت، فانتفعت به (3)

ـــــــــــــــ

(1) هو أبوالعباس عبد الله بن جعفر الحميري، شيخ القميين ووجههم، ثقة من أصحاب أبي محمد العسكري (عليه السلام)، صاحب قرب الاسناد. قدم الكوفة وسمع أهلها منه فأكثروا وصنف كتبا كثيرا.

(2) الاسقنقور ـ بكسر الهمزة وفتح القاف ـ : نوع من الزحافات ذو حياتين يكون في البلاد الحارة، قصير الذنب، أكبر من العطاءة وأضخم، ويوجد كثيرا منه على شواطئ نهر النيل بمصر.

(3) استمرأ الطعام: استطيبه ووجده أوعده مريئا أي هنيئا وساغ من غير غصص. والمح ـ بضم فتشديد ـ : صفرة البيض وخالص كل شئ.

[ 162 ]

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه.

عن علي (عليه السلام) قال: إن نبيا من الانبياء شكا إلى ربه قلة النسل في أمته ؟ فأمر الله عزوجل أن يأمرهم بأكل الخبز بالبيض.

(في الهريسة)

قال الباقر (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شكا إلى ربه وجع ظهره ؟ فأمره أن يأكل اللحم بالبر يعني الهريسة.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نزل علي جبريل (عليه السلام)، فأمرني بأكل الهريسة، لاشد ظهري وأقوي بها على عبادة ربي.

(في المثلثة)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أغنى عن الموت شئ لاغنت المثلثة. قيل: يا رسول الله وما المثلثة ؟ قال: الحسو باللبن (1).

وقال الصادق (عليه السلام) للوليد بن صبيح: أي شئ تطعم عيالك في الشتاء ؟ قال: قلت: اللحم، قال: إن لم يكن اللحم ؟ قال: قلت: السمن، قال: ما يمنعك من الكواكب ؟ فإنه أقوى في الجسد كله يعني المثلثة وهي قفيز أرز وقفيز حمص وقفيز باقالاء أو غيره يدق جميعا ويطبخ ويتحسى به كل غداة (2).

(في الرؤوس)

عن علي بن سليمان قال: أكلنا عند الرضا (عليه السلام) رؤوسا، فدعا بالسويق، فقلت: إني قد امتلات، فقال: إن قليل السويق يهضم الرؤوس وهو دواؤه (3).

عن الصادق (عليه السلام): الرأس موضع الذكاة وهو أقرب من المرعى وأبعد من الاذى.

ـــــــــــــــ

(1) الحسو ـ بالفتح على زنة مفعول ـ : طعام يعمل من الدقيق والماء أو اللبن.

(2) يتحسى: يتجرع ويشرب شيئا بعد شئ.

(3) السويق: دقيق منضوج يعمل من الحنطة او الشعير.

[ 163 ]

(في الكباب)

عن يونس بن بكر، قال الرضا (عليه السلام): ما لي أراك مصفارا ؟ قال: قلت: وعك أصابني، قال: كل اللحم، فأكلته، ثم رآني بعد جمعة على حالي مصفارا، قال: ألم آمرك بأكل اللحم ؟ قلت: ما أكلت غيره منذ أمرتني، فقال: كيف أكلته ؟ قلت: طبيخا، قال: كله كبابا، ثم أرسل إلي بعد جمعة، فإذا الدم قد عاد في وجهي، فقال لي: نعم.

(فيما يحل من الطير والبيض)

عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما يؤكل من الطير ؟ فقال: كل ما دف ولا تأكل ما صف (1). قال: قلت: البيض في الاجام ؟ قال: ما استوى طرفاه فلا تأكله. وما اختلفت طرفاه فكله. قلت: فطير الماء ؟ قال: ما كانت له قانصة فكل وما لم تكن له قانصة فلا تأكل. وفي حديث آخر أنه قال: إن كان الطير يصف ويدف وكان دفيفه أكثر من صفيفه أكل. وإن كان صفيفه أكثر من دفيفه لا يؤكل. ويؤكل من صيد الماء ما كانت له قانصة وصيصية. ولا يؤكل ما ليست له قانصة ولا صيصية (2).

(في الثريد)

قال الصادق (عليه السلام): عليكم بالثريد، فإني لم أجد شيئا أرفق منه.

عن غياث بن إبراهيم يرفعه، قال: لا تأكلوا رأس قصعة الثريد وكلوا من حولها، فإن البركة في رأسها.

ـــــــــــــــ

(1) دف الطائر: حرك جناحيه في طيرانه نقيض صف الطائر أي بسط جناحيه في الطيران ولم يحركهما. والاجام: جمع أجمة كقصبة وقيل: هي جمع الجمع. وهي الشجر الكثير الملتف.

(2) القانصة للطير كالمعدة للانسان. الصيصية والصيصية: الشوكة التي في رجل الطائر في موضع العقب.

[ 164 ]

الفصل التاسع

(في الحلاوي)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا وضعت الحلواء فأصيبوا منها ولا تردوها.

(في العسل)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعجبه العسل. وقال (عليه السلام): عليكم بالشفائين، من العسل والقرآن.

وعنه (عليه السلام) قال: لعق العسل شفاء من كل داء. قال الله عزوجل: " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " (1).

عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من تغير عليه ماء ظهره ينفع له اللبن الحليب بالعسل. وفي رواية: اللبن الحليب.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما استشفى الناس بمثل لعق العسل.

من الفردوس، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من شرب العسل في كل شهر مرة يريد ما جاء به القرآن عوفي من سبع وسبعين داء.

وعنه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من أراد الحفظ فليأكل العسل.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم الشراب العسل، يرعى القلب ويذهب برد الصدر.

من صحيفة الرضا (عليه السلام)، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: قراءة القرآن والعسل واللبان (2).

وباسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن يكن في شئ شفاء ففي شرطة الحجام أو شربة عسل.

وروى البرقي (3) عن بعض أصحابنا قال: دفعت إلي امرأة غزلا وقالت لي:

ـــــــــــــــ

(1) سورة النحل: آية 71. واللعق: اللحس.

(2) اللبان ـ بالضم ـ : الكندر.

(3) هو أبوجعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي، صاحب كتاب المحاسن، أصله كوفي، ثقة في نفسه، إلا أنه يروي عن الضعفاء، توفي سنة 274.

[ 165 ]

ادفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة، فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم، فلما صرت إلى المدينة دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك، إن امرأة دفعت إلي غزلا، وحكيت له ما قالت، فقال: إشتر به عسلا وزعفرانا وخذ من طين قبر الحسين (عليه السلام) واعجنه بماء السماء واجعل فيه شيئا من عسل وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: العسل شفاء من كل داء ولا داء فيه، يقل البلغم ويجلو القلب.

عن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عزوجل جعل البركة في العسل. وفيه شفاء من الاوجاع وقد بارك عليه سبعون نبيا.

من الفردوس: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس يذهبن بالنسيان ويزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: السواك والصيام وقراءة القرآن والعسل واللبان.

(في طين قبر الحسين (عليه السلام))

عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء وإن أخذ على رأس ميل.

وعنه (عليه السلام) قال: طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء، فإذا أخذته فقل: " بسم الله اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاءا من كل داء إنك على كل شئ قدير ". عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن طين قبر الحسين (عليه السلام) مسكة مباركة، من أكله من شيعتنا كانت له شفاء من كل داء. ومن أكله من عدونا ذاب كما يذوب الالية، فإذا أكلت من طين قبر الحسين (عليه السلام) فقل: " اللهم إني أسألك بحق الملك الذي قبضها وبحق النبي الذي خزنها وبحق الوصي الذي هو فيها أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لى فيه شفاءا من كل داء وعافية من كل بلاء وأمانا من كل خوف برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وسلم ". وتقول أيضا: " اللهم إني أشهد أن هذه التربة تربة وليك. وأشهد أنها شفاء من كل داء وأمان من كل خوف لمن شئت من خلقك ولي برحمتك. وأشهد أن كل ما قيل فيهم وفيها هو الحق من عندك وصدق المرسلون ".

[ 166 ]

وسئل عنه (عليه السلام) يأخذ إنسان من طين قبر الحسين (عليه السلام) فينتفع به ويأخذه غيره ولا ينتفع به ؟ قال: والله الذي لا إله إلا هو ما أخذه أحد وهو يرى أن الله عز وجل ينفعه به إلا ينفعه.

سئل عن أبي عبد الله (عليه السلام) من كيفية تناوله ؟ قال: إذا تناول التربة أحدكم فليأخذ بأطراف أصابعه وقدره مثل الحمصة (1)، فليقبلها وليضعها على عينيه وليمرها على سائر جسده وليقل: " اللهم بحق هذه التربة وبحق من حل فيها وثوى فيها وبحق جده وأبيه وأمه وأخيه والائمة من ولده وبحق الملائكة الحافين إلا جعلتها شفاءا من كل داء وبراءا من كل آفة وحرزا مما أخاف وأحذر "، ثم استعملها.

وعنه (عليه السلام) أنه يقول عند الاكل: " بسم الله وبالله اللهم رب هذه التربة المباركة الطاهرة ورب النور الذي أنزل فيه، ورب الجسد الذي يسكن فيه رب الملائكة الموكلين اجعله لي شفاءا من داء كذا وكذا ". ويجرع من الماء جرعة خلفه ويقول: " اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاءا من كل داء وسقم، إنك على كل شئ قدير ".

وعنه (عليه السلام) قال: طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء. وهو الدواء الاكبر.

سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن طين الارمني، فيؤخذ للكسير والمبطون، أيحل أخذه ؟ قال: لا بأس به، أما أنه من طين قبر ذي القرنين. وطين قبر الحسين (عليه السلام) خير منه.

وعنه (عليه السلام) قال: الطين حرام كلحم الخنزير. ومن أكل الطين فمات لم أصل عليه إلا طين قبر الحسين (عليه السلام)، فمن أكله بغير شهوة لم يكن عليه فيه شئ.

(في السكر)

عن الصادق (عليه السلام) قال: ليس شئ أحب إلي من السكر.

وعنه (عليه السلام) في علة يجدها بعض أصحابه قال: أين هو من المبارك ؟ فقيل له:

ـــــــــــــــ

(1) الحمصة ـ واحدة الحمص ـ : حب معروف. وأراد بها صغرها وقلتها

[ 167 ]

وما المبارك ؟ قال: السكر، قيل: أي السكر ؟ قال: سليمانيكم هذا. وشكا واحد إليه الوجع ؟ فقال: إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين، قال: ففعلت، فبرئت.

عن علي بن يقطين قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: من أخذ سكرتين عند النوم كانت له شفاء من كل داء إلا السام.

عنه (عليه السلام) قال: لو أن رجلا عنده ألف درهم فاشترى بها سكر لم يكن مسرفا.

عنه (عليه السلام) قال: تأخذ للحمى وزن عشرة دراهم سكرا بماء بارد على الريق.

عنه (عليه السلام) قال: ثلاثة لا تضر كثيرا من الناس: العنب الرازقي، وقصب السكر، والتفاح.

وعنه (عليه السلام) قال: قصب السكر يفتح السدود ولا داء فيه ولا غائلة (1).

(في التمر)

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كلوا التمر، فإن فيه شفاء من الادواء.

عن محمد بن إسحاق يرفعه، قال: من أكل التمر على شهوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يضره.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العجوة أم التمر وهي التي أنزلها آدم من الجنة.

وعنه (عليه السلام) قال: العجوة من الجنة وفيها شفاء من السحر.

وعنه (عليه السلام) قال: من أكل في يوم سبع تمرات عجوة على الريق من تمر العالية (2) لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ولا شيطان.

وعنه (عليه السلام) قال: من أكل سبع تمرات عجوة قتلت الديدان في بطنه.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من تصبح بعشر تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سحر ولا سم.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بيت لا تمر فيه جياع أهله.

ـــــــــــــــ

(1) السدود السداود السدة: داء في الانف يمنع تنشم الريح. أو انسداد في العروق أو الامعاء وغيرها.

(2) العالية والعوالي: قرى بظاهر المدينة مما يلي نجدا والحجاز وما والاها.

[ 168 ]

عن ابن عباس قال: قال (صلى الله عليه وآله وسلم): كلوا التمر على الريق، فإنه يقتل الدود. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نزل علي جبريل بالبرني من الجنة (1).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أطعموا المرأة ـ في شهرها التي تلد فيه ـ التمر، فإن ولدها يكون حليما نقيا.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالبرني، فإنه يذهب بالاعياء ويدفأ من القر ويشبع من الجوع، وفيه اثنان وسبعون بابا من الشفاء.

من صحيفة الرضا (عليه السلام): عنه، عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أكل التمر يطرح النوى على ظهر كفه ثم يقذف به. وقال أيضا: من أكل التمر البرني على الريق ذهب عنه الفالج.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أطعموا نساءكم التمر البرني في نفاسهن، تجملوا أولادكم.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصف البرني، قال: فيه تسع خصال: يقوي الظهر، ويخبل الشيطان، ويمرئ الطعام، ويطيب النكهة، ويزيد في السمع والبصر، ويقرب من الله عزوجل، ويباعد من الشيطان، ويزيد في المباضعة ويذهب بالداء.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا وضعت الحلواء فأصيبوا منها ولا تردوها. وكان أحب الشراب إليه الحلو البارد.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) إني لاحب الرجل التمري.

عن الحسين بن علي، عن أبيه عليهما السلام قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يبتدئ طعامه إذا كان صائما بالتمر.

(في الفالوذج)

روي أن الحسين بن علي عليهما السلام رأى رجلا يعيب الفالوذج (2)، فقال (عليه السلام): لعاب البر بلعاب النحل بخالص السمن ما عاب هذا مسلم.

ـــــــــــــــ

(1) البرني: نوع من أجود التمر.

(2) الفالوذج: حلو يعمل من الدقيق والسمن والماء والعسل.

[ 169 ]

الفصل العاشر

(في الفواكه)

من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه، عن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه، ثم قال: " اللهم كما أريتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية ".

عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكل الفاكهة وبدأ لم يضره.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لما أخرج آدم من الجنة زوده الله تعالى من ثمار الجنة، وعلمه صنعة كل شئ، فثماركم من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير.

(في الرمان)

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من رمانة إلا وفيها حبة من رمان الجنة، فإذا تبدد منها شئ فخذوه، ما وقعت وما دخلت تلك الحبة معدة امرئ مسلم إلا أنارتها أربعين صباحا.

وعنه (عليه السلام) أنه كان يأكل الرمان في كل ليلة جمعة.

عنه (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كلوا الرمان بشحمه. فإنه دباغ المعدة (1). وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلا أنارتها ونفت الشيطان والوسوسة عنها أربعين صباحا.

وعنه (عليه السلام) [ أنه ] كان إذا أكل الرمان بسط تحته منديلا، فإذا سئل عن ذلك ؟ قال: إن فيه حبات من الجنة، فقيل: يا أمير المؤمنين إن اليهود والنصارى وما سوى ذلك يأكلونه، فقال: إذا أرادوا أكلها بعث الله عزوجل ملكا فينتزعها منها، لئلا يأكلوها.

قال الصادق (عليه السلام): خمسة من فاكهة الجنة في الدنيا: الرمان الامليسي والتفاح السفساني ـ يروى أنه الشامي ـ والعنب والسفرجل والرطب المشان (2).

ـــــــــــــــ

(1) دبغ المعدة دباغا: لينها وأزال ما فيها.

(2) الامليسي: منسوب إلى الامليس أي الفلاة التي لا نبات فيها. وفي بعض نسخ الحديث (والتفاح اللبناني). والمشان ـ بالكسر والضم ـ : نوع من الرطب أو هو من أطيبه

[ 170 ]

وعنه (عليه السلام) أيضا قال: أيما مؤمن أكل رمانة حتى يستوفيها أذهب الله عزوجل الشيطان عن إثارة قلبه مائة يوم. ومن أكل ثلاثة أذهب الله الشيطان عن إثارة قلبه سنة. ومن أذهب الله عزوجل الشيطان عن إثارة قلبه سنة لم يذنب. ومن لم يذنب دخل الجنة.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الرمان سيد الفاكهة. ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحا. وكان إذا أكله لا يشركه [ فيه ] أحد.

عن الصادق، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام أنه كان يقول: من أكل رمانة يوم الجمعة على الريق نورت قلبه أربعين صباحا، فطرد عنه وسوسة الشيطان ومن طرد عنه وسوسة الشيطان لم يعص الله عزوجل. ومن لم يعص الله أدخله الجنة.

عن مرجانة مولاة صفية قالت: رأيت عليا (عليه السلام) يأكل رمانا فرأيته يلتقط مما يسقط منه.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من أكل رمانة حتى يستتمها نور الله قلبه أربعين ليلة.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): خلق آدم والنخلة والعنب والرمانة من طينة واحدة.

عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرست الشيطان.

من إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي عليه الرحمة: أطعموا صبيانكم الرمان، فإنه أسرع لالسنتهم.

الصفحة التالية

حقوق الطبع محفوظة لشبكة أهل البيت للأخلاق الإسلامية©

المملكة العربية السعودية1999-2000

 الصفحة السابقة