مكارم الاخلاق

اسم الكتاب

الحسن بن الفضل الطبرسي

المؤلف
الفهرسة

الفصل الرابع: في نوادر من الصلوات

 

 

(في الصلاة على النبي وآله عليه وعليهم السلام)

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا ذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأكثروا الصلاة عليه، فإنه من صلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة واحدة صلى الله عليه في ألف صف من الملائكة ولم يبق شئ مما خلق الله عزوجل إلا صلى على ذلك العبد لصلاة الله عليه وصلوات ملائكته، فمن لا يرغب في هذا فهو جاهل مغرور قد برئ الله منه ورسوله [ وأهل بيته ].

عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا عند الميزان يوم القيامة، فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة علي حتى اثقل بها حسناته. عن الحارث الاعور، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كل دعاء محجوب من السماء حتى يصلى على محمد وآله.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: وجدت في بعض الكتب من صلى على محمد نبيه كتب الله له مائة حسنة. ومن قال: صلى الله على محمد وأهل بيته كتب الله له ألف حسنة. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي.

وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات.

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إرفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب بالنفاق.

[ 312 ]

(في الاستغفار والبكاء)

عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: العجب ممن يقنط ومعه النجاة، قيل: وما هي ؟ قال: الاستغفار.

من الفردوس، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة أصوات يحبها الله عزوجل: صوت الديك وصوت الذي يقرأ القرآن وصوت المستغفرين بالاسحار.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال: " أستغفر الله " مائة مرة حين ينام بات وقد تحاتت الذنوب عنه [ كلها ] كما يتحات الورق عن الشجر ويصبح وليس عليه ذنب (1).

وعنه (عليه السلام) قال: من إستغفر الله عزوجل بعد العصر سبعين مرة غفر الله له ذلك اليوم سبعمائة ذنب، فإن لم يكن له فلابيه، فإن لم يكن لابيه فلامه، فإن لم يكن لامه فلاخيه، فإن لم يكن لاخيه فلاخته، فإن لم يكن لاخته فللاقرب.

عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام): علمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والاخرة ؟ قال: فكتب بخطه، أعرفه: أكثر من قراءة " إنا أنزلناه " ورطب شفتيك بالاستغفار.

عن جعفر ين محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب " أستغفر الله ".

قال الصادق (عليه السلام): إذا أكثر العبد من الاستغفار رفعت صحيفته وهي تتلالا.

وعنه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يقوم من مجلس وإن خف حتى يستغفر الله خمسا وعشرين مرة وكان من أيمانه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا وأستغفر الله.

قال الصادق (عليه السلام): التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو يستغفر كالمستهزئ.

عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار

ـــــــــــــــ

(1) يقال: حت الورق عن الشجر: سقط. وتحات الورق عنه: تناثر.

[ 313 ]

فهو الاستدراج. وكان من أيمانه لا وأستغفر الله (1).

وقال (عليه السلام): من أذنب من المؤمنين ذنبا أجل من غدوة إلى الليل فإن إستغفر لم يكتب عليه.

وقال (عليه السلام): إن المؤمن ليذكره الله الذنب بعد بضع وعشرين سنة حتى يستغفر الله منه فيغفر له.

وعنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الاستغفار " وقول " لا إله إلا الله " خير العبادة، قال الله تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله وأستغفر لذنبك " (2).

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لقائل بحضرته " أستغفر الله ": ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار ؟ إن الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان: أولها: الندم على مضى، والثاني: العزم على ترك العود إليه أبدا، والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة، والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت من السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: " أستغفر الله ".

من كتاب روضة الواعظين، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): في الارض أمانان من عذاب الله سبحانه وقد رفع أحدهما فدونكم الاخر فتمسكوا به، أما الامان الذي رفع فهو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأما الامان الباقي فهو الاستغفار، قال الله عزوجل " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " (3). ولا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنبا فهو يتداركها بالتوبة ورجل يسارع إلى الخيرات، ومن أعطى التوبة لم يحرم القبول ومن أعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة، وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله

ـــــــــــــــ

(1) الاستدارج: الارتقاء من درجة إلى درجة والمراد هنا أن العبد كلما جدد خطيئة جدد الله له نعمة فأنساه الاستغفار فيأخذه قليلا قليلا.

(2) سورة محمد: آية 21.

(3) سورة الانفال: آية 33.

[ 314 ]

يجد الله غفورا رحيما " (1)، وقال تعالى: " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما (2). وعن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستغفر كل يوم سبعين مرة، قيل: وكيف كان يقول ؟ قال (عليه السلام): كان يقول: " أستغفر الله " سبعين مرة ويقول: " أتوب إليه " سبعين مرة.

عن الحسن بن حماد، عن الصادق (عليه السلام) قال: من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن يثنى رجليه (3): " أستغفر الله [ العظيم ] الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذا الجلال والاكرام وأتوب إليه " ثلاث مرات غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. وفي خبر آخر من قاله في كل يوم غفر الله له أربعين كبيرة.

(في البكاء)

من الروضة: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله من عيون الاخبار: عن الرضا عليه السلام قال: من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون.

من كتاب روضة الواعظين، قال الصادق (عليه السلام): البكاؤون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، فأما آدم (عليه السلام) فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الاودية. وأما يعقوب (عليه السلام) فبكى على يوسف (عليه السلام) حتى ذهب بصره وحتى قيل له: " تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين ". وأما يوسف (عليه السلام) فبكى على يعقوب (عليه السلام) حتى تأذى منه أهل السجن فقالوا: إما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل وإما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار فصالحهم على واحد منهما. وأما فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فبكت على أبيها حتى تأذى منها أهل المدينة وقالوا لها: قد أذيتنا بكثرة

ـــــــــــــــ

(1) سورة النساء: آية 110.

(2) سورة النساء: آية 21.

(3) ثنى الشئ ـ كرما ودعا ـ : عطفه وطواه ورد بعضه على بعض.

[ 315 ]

بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف. وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين (عليه السلام) عشرين سنة أو أربعين وما وضع طعام بين يديه إلا بكى حتى قال مولى له: جعلت فداك ياابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: " إنما أشكو بثي (1) وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون "، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة.

قال موسى (عليه السلام): يا إلهي ما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك ؟ قال: يا موسى أقي وجهه من حر النار وأؤمنه من الفزع الاكبر.

وقال الصادق (عليه السلام): لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام الوفاة بكى، فقيل: يا ابن رسول الله تبكي ومكانك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أنت به وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيك ما قال، وقد حججت عشرين حجة ماشيا وقد قاسمت ربك ما لك ثلاث مرات حتى النعل والنعل، فقال (عليه السلام): إنما أبكي لخصلتين: لهول المطلع وفراق الاحبة.

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من بكى على ذنبه حتى تسيل دموعه على لحيته حرم الله ديباجة وجهه على النار.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من خرج من عينيه مثل الذباب من الدمع من خشية الله آمنه الله به يوم الفزع الاكبر.

من كتاب زهد الصادق (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى موسى (عليه السلام): إن عبادي لم يتقربوا إلي بشئ أحب إلي من ثلاث خصال، قال موسى (عليه السلام): وما هي ؟ قال: يا موسى، الزهد في الدنيا والورع عن المعاصي والبكاء من خشيتي، فقال موسى (عليه السلام): يا رب فما لمن صنع ذلك ؟ فأوحى الله إليه: يا موسى أما الزاهدون فاحكمهم في الجنة، وأما البكاؤون من خشيتي ففي الرفيق الاعلى، وأما الورعون عن المعاصي فإني أناقش الناس ولا أناقشهم.

عنه (عليه السلام) قال: بكى يحيى بن زكريا عليهما السلام حتى ذهب لحم خديه من

ـــــــــــــــ

(1) البث: أشد الحزن الذي لا يصبر عليه صاحبه حتى يبثه.

[ 316 ]

الدموع فوضع على العظام لبودا تجري عليها الدموع (1)، فقال له أبوه: يا بني إني سألت الله تعالى أن يهبك لي لتقر عيني بك، فقال: يا أبت إن على نيران ربنا معاثر (2) لا يجوزها إلا البكاؤون من خشية الله وأتخوف أن آتيه فيها فأزل، فبكى زكريا عليه السلام حتى غشي عليه.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء، ولو أن عبدا بكى في أمة لرحم الله تعالى تلك الامة لبكاء ذلك العبد.

وقال (عليه السلام): إذا لم يجئك البكاء فباك، فإن خرج من عينك مثل رأس الذباب فبخ بخ.

عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ما من شئ إلا وله كيل ووزن إلا الدموع فإن العين إذا اغر ورقت بمائها حرمها الله على النار، فإن سالت على الخد لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة أبدا، وإن القطرة من الدموع تطفئ أمثال البحار من النار، ولو أن رجلا بكى في أمة لرحموا.

وقال إبراهيم (عليه السلام): إلهي ما لمن بل وجهه بالدمع من مخافتك ؟ قال: جزاؤه مغفرتي ورضواني.

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: اطلب الاجابة عند اقشعرار الجلد وعند إفاضة العبرة وعند قطر المطر وإذا كانت الشمس في كبد السماء أو قد زاغت فإنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ويرجى فيها العون من الملائكة والاجابة من الله تبارك وتعالى. وقال: إن التضرع والصلاة من الله تعالى بمكان إذا كان العبد ساجدا لله فإن سالت دموعه فهنالك تنزل الرحمة فاغتنموا في تلك الساعة المسألة وطلب الحاجة، ولا تستكثروا شيئا مما تطلبون فما عند الله أكثر مما تقدرون، ولا تحقروا صغيرا من حوائجكم فإن أحب المؤمنين إلى الله تعالى أسألهم.

ـــــــــــــــ

(1) اللبد ـ بالكسر ـ : كل شعر أو صوف متلبد، والجمع: لبود ـ كفلوس ـ واللبد ـ بالتحريك ـ : مصدر.

(2) لمعاثر، جمع معثر: مواضع العثرة أي السقطة والزلة.

[ 317 ]

ولقد دخل أبوجعفر (عليه السلام) على أبيه زين العابدين (عليه السلام) فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفر لونه من السهر ورمصت عيناه من البكاء (1) ودبرت جبهته وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، فقال أبوجعفر (عليه السلام): فلم أملك حين رأيته بتلك الحالة من البكاء فبكيت رحمة له، وكان يفكر فالتفت إلي بعد هنيئة من دخولي فقال: يا بني: أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي (عليه السلام)، فأعطيته فقرأ فيها يسيرا ثم تركها من يده تضجرا وقال: من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وكان علي بن الحسين عليهما السلام إذا توضأ اصفر لونه، فقيل له: ما هذا الذي يغشاك ؟ فقال: أتدرون من أتأهب للقيام بين يديه ؟ !.

وروي أن الكاظم (عليه السلام) كان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع (2).

الفصل الرابع

(في نوادر من الصلوات)

(في الاستخارة)

قال الصادق (عليه السلام): إذا أردت أمرا فلا تشاور فيه أحدا حتى تشاور ربك، قال: قلت له: وكيف أشاور ربي ؟ قال: تقول " أسخير الله " مائة مرة ثم تشاور الناس، فإن الله يجري لك الخيرة (3) على لسان من أحب.

من كتاب المحاسن، عن الحلبي (4)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المشورة لا تكون إلا بحدودها الاربعة فمن عرفها بحدودها وإلا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها، فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلا، والثاني أن يكون حرا متدينا،

ـــــــــــــــ

(1) رمصت عينه: سال منها الرمص. والرمص ـ بالتحريك ـ : وسخ أبيض يجتمع في موق العين.

(2) خضل ـ كعلم ـ : ندى وابتل. وخضل: نداه وبله.

(3) الخيرة ـ بكسر فسكون أو فتح ـ : الخيار أي الاختيار، وخيرة الشئ أو القوم: أفضله.

(4) هو يحيى بن عمران الاتي ذكره، والرواية قد تكرر ولذا لم يذكر في بعض النسخ هذه الرواية هنا.

[ 318 ]

والثالث أن يكون صديقا مواخيا، والرابع أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك ثم يسر ذلك ويكتمه، فإنه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته، وإذا كان حرا متدينا أجهد نفسه في النصيحة، وإذا كان صديقا مواخيا كتم سرك إذا إطلعته عليه، فإذا اطلعته على سرك فكان علمه كعلمك تمت المشورة وكملت النصيحة.

وعنه (عليه السلام) قال: استشيروا العاقل من الرجال الورع فإنه لا يأمر إلا بخير. وإياك والخلاف فإن خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا.

عنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مشاورة العاقل الناصح يمن ورشد وتوفيق من الله عزوجل، فإذا أشار عليك الناصح العاقل فإياك والخلاف فإن في ذلك العطب (1).

عن الحسن بن الجهم قال: كنا عند الرضا (عليه السلام) فذكرناه أباه، فقال كان عقله لا توازي به العقول وربما شاور الاسود من سودانه (2)، فقيل له: تشاور مثل هذا ؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه، قال: فكانوا ربما أشاروا عليه بالشئ فيعمل به في الضيعة والبستان.

عن الصادق (عليه السلام) قال: قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما الحزم ؟ قال: مشاورة ذوي الرأي واتباعهم.

عنه (عليه السلام) ومما أوصى (صلى الله عليه وآله وسلم) به عليا (عليه السلام) قال: لا مظاهرة أوثق من المشاورة ولا عقل كالتدبير. وقال: إظهار الشئ قبل أن يستحكم مفسدة له.

عن يحيى بن عمران الحلبي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن المشورة محدودة فمن لم يعرفها بحدودها كان ضررها أكثر من نفعها: فأول ذلك أن يكون الذي تستشيره عاقلا، والثاني أن يكون حرا متدينا، والثالث أن يكون صديقا مواخيا، والرابع أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك، قال: ثم فسر ذلك فقال: إنه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته، وإذا كان حرا متدينا أجهد نفسه في النصيحة لك، وإذا كان صديقا مواخيا كتم سرك، وإذا اطلعته على سرك فكان علمه كعلمك به أجهد في النصيحة وكملت المشورة.

ـــــــــــــــ

(1) عطب ـ كعلم ـ عطبا بالتحريك: هلك.

(2) السودان والسود: جمع أسود. والسودان أيضا: جيل من الناس، أسود.

[ 319 ]

عن عثمان بن عيسى، عن بعض من حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: من أحب الخلق إلى الله ؟ قال: أطوعهم لله. قال: قلت: فمن أبغض الخلق إلى الله ؟ قال: من اتهم الله، قلت: أو أحد يتهم الله ؟ قال: نعم، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فيسخط ذلك فهو المتهم لله (تمام الخبر).

وروى حماد بن عثمان عن الصادق (عليه السلام) أنه قال في الاستخارة: أن يستخير الله الرجل في آخر سجدة من ركعتي الفجر مائة مرة ومرة يحمد الله ويصلي على النبي وآله صلى الله عليه وعليهم، ثم يستخير الله خمسين مرة، ثم يحمد الله تعالى ويصلي على النبي وآله صلى الله عليه وعليهم ويتم المائة والواحدة أيضا.

وسأله (عليه السلام) محمد بن خالد القسري عن الاستخارة ؟ فقال (عليه السلام): استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجدمائة مرة ومرة، وقال: كيف أقول ؟ قال: تقول: " أستخير الله برحمته " ثلاث مرات.

وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلي ركعتين ويقول في دبرهما: " أستخير الله " مائة مرة، ثم يقول: " اللهم إني قد هممت بأمر قد علمته فإن كنت تعلم أنه خير لي في ديني ودنياي وآخري فيسره لي وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عني، كرهت نفسي ذلك أم أحبت، فإنك تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب " ثم يعزم.

وروي أن رجلا جاء إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك إني ربما ركبت الحاجة ثم أندم عليها، فقال له: أين أنت من الاستخارة ؟ فقال الرجل: جعلت فداك فكيف الاستخارة ؟ فقال: إذا صليت صلاة الفجر بعد أن ترفع يديك حذاء وجهك: " اللهم إنك تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فصل على محمد وآل محمد وخر لي في جميع ما عزمت به من أموري خيار بركة وعافية " ثم يسجد سجدة يقول فيها مائة مرة: " أستخير الله برحمته أستقدر الله في عافية بقدرته " ثم ائت حاجتك فإنها خير لك على كل حال ولا تتهم ربك فيما تتصرف فيه.

من كتاب تهذيب الاحكام، عن معاوية بن ميسرة، عنه (عليه السلام) أنه قال: ما استخار الله عبد سبعين مرة بهذه الاستخارة إلا رماه الله بالخيرة، يقول: " يا أبصر الناظرين ويا أسمع السامعين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين ويا أحكم الحاكمين صل على محمد وأهل بيته وخر لي في كذا وكذا ".

[ 320 ]

(في صلاة الاستخارة)

سأل الحسين بن الجهم أبا الحسن (عليه السلام) لابن أسباط (1) فقال له: ما ترى [ له ] وابن أسباط حاضر ونحن جميعا نذكر البحر والبر إلى مصر وأخبره بخير طريق البر، فقال له: فائت المسجد في غير وقت صلاة الفريضة فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة، ثم انظر إلى أي شئ يقع في قلبك فاعمل به، فقال له الحسن: البر أحب إلي له، قال: وإلي.

من كتاب المحاسن، عن جابر، عن الباقر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام: إذا هم بأمر حج أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق تطهر ثم صلى ركعتي الاستخارة، يقرأ فيهما سورة " الحشر " و " الرحمن " و " المعوذتين " و " قل هو الله أحد " ثم قال: " اللهم إن كان كذا وكذا خيرا لي في دنياي وآخرتي وعاجل أمري وآجله فيسره لي رب أعزم لي على يسري وإن كرهت ذلك وأبته نفسي ".

عن ناجية (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه كان إذا أراد شراء شئ من العبيد أو الدواب أو الحاجة الخفيفة والشئ اليسير استخار الله وقال فيه سبع مرات، وإن كان أمرا جسيما استخار الله فيه مائة مرة.

(صلاة اخرى)

روي مرازم (3) قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أراد أحدكم شيئا فليصل ركعتين وليحمد الله وليثن عليه، ثم ليصل على محمد وآل محمد وليقل: " اللهم إن كان هذا الامر خيرا لي في ديني ودنياي فيسره لي وقدره، وإن كان هذا الامر على غير ذلك فاصرفه عني "، قال: فسألته: أي شئ أقرأ فيهما ؟ فقال: " اقرأ [ فيهما ] ما شئت وإن شئت قرأت " قل هو الله أحد " و " قل يا أيها الكافرون ".

ـــــــــــــــ

(1) لعل هو علي بن أسباط بن سالم الكندي بياع الزطي كوفي من أصحاب الرضا والجواد عليهما السلام

(2) هو أبوحبيب ناجية بن أبي عمارة الصيداوي الاسدي من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام.

(3) هو مرازم بن حكيم المدائني مولى الازد، من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ثقة له أصل.

[ 321 ]

(صلاة اخرى)

روى إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ربما أردت الامر فتفرق مني فريقان: أحدهما يامرني والاخر ينهاني، فقال (عليه السلام) لي: إذا كنت كذلك فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة ومرة، ثم انظر أحزم الامرين لك فافعله، فإن الخيرة فيه إن شاء الله تعالى، وليكن استخارتك في عافية فإنه ربما خير للرجل في قطع يده وموته وموت ولده وذهاب ماله.

(صلاة اخرى)

روى هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أردت أمرا فخذ ست رقاع فاكتب في ثلاث رقاع منها " بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة افعل "، وفي ثلاث اخرى " خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان ابن فلانة لا تفعل "، ثم ضعها تحت مصلاك ثم صل ركعتين، فإذا فرغت فاسجد سجدة فقل فيها مائة مرة: " أستخير الله برحمته خيرة في عافية "، ثم استو جالسا وقل: " اللهم خر لي في جميع أموري في يسر منك وعافية "، ثم اضرب بيدك على الرقاع فشوشها واخرج واحدة واحدة فإن خرج ثلاث متواليات افعل فافعل الامر الذي تريده، وإن خرج ثلاث متواليات لا تفعل فلا تفعله، وإن خرجت واحدة افعل والاخرى لا تفعل فاخرج من الرقاع إلى خمس فانظر أكثرها فاعمل به ودع السادسة لا تحتاج إليها.

(برواية اخرى)

عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا عزم بحج أو عمرة أو عتق أو شراء عبد أو بيع تطهر وصلى ركعتي الاستخارة وقرأ فيهما سورة " الرحمن " وسورة " الحشر "، فإذا فرغ من الركعتين استخار الله مائتي مرة، ثم قرأ " قل هو الله أحد " و " المعوذتين " ثم قال: " اللهم إني قد هممت بأمر قد علمته فإن كنت تعلم أنه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدره لي وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عني، رب اعزم لي على رشدي وإن كرهت

[ 322 ]

نفسي ذلك أو أحبت ببسم الله الرحمن الرحيم ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل " ثم يمضي ويعزم.

(صلاة اخرى)

روى محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد رفعه، عن بعضهم عليهم السلام أنه قال لبعض أصحابه وقد سأله عن الامر يمضي فيه من لا يجد أحدا يشاوره فكيف يصنع ؟ فقال: شاور ربك، قال: فقال له: كيف ؟ قال: إنو الحاجة في نفسك واكتب رقعتين، في واحدة لا وفي واحدة نعم، واجعلهما في بندقتين من طين (1)، ثم صل ركعتين واجعلهما تحت ذيلك وقل: " يا الله إني أشاورك في أمري هذا وأنت خير مستشار ومشير فأشر علي بما فيه خير وصلاح وحسن عافية "، ثم ادخل يدك واخرج واحدة فإن كان فيها نعم فافعل وإن كان فيها لا فلا تفعل، هكذا تشاور ربك.

(صلاة اخرى)

عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: " اللهم إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الامر (وتسميه) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره وبارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث ما كان ثم رضني به ".

من كتاب المحاسن، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: ليجعل أحدكم مكان قوله: " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك " " اللهم إني أستخيرك برحمتك وأستقدرك الخير بقدرتك عليه "، وذلك لانه في قوله: " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك " للخير والشر فإذا شرطت في قولك كان ذلك شرطك إن إستجيب لك ولكن قل: " اللهم إن أستخيرك برحمتك وأستقدرك

ـــــــــــــــ

(1) البندق ـ كقنفذ ـ واحدته بندقة: جسم صغير كروي من طين أو رصاص يرمي به.

[ 323 ]

الخير بقدرتك عليه إنك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم إن كان هذا الامر الذي أريده خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فيسره لي وإن كان غير ذلك فاصرفه عني واصرفني عنه ".

عن مسعدة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: كان بعض آبائي يقول: " اللهم لك الحمد كله وبيدك الخير كله، اللهم إني أستخيرك برحمتك وأستقدرك الخير بقدرتك عليه إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم فما كان من أمر هو أقرب من طاعتك وأبعد من معصيتك وأرضى نفسك وأقضى لحقك فيسره لي وما كان من غير ذلك فاصرفه عني واصرفني عنه فإنك لطيف لذلك والقادر عليه ". عن عمرو بن حريث قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): صل ركعتين واستخر الله، فوالله ما استخار الله تعالى مسلم إلا خار الله له البتة.

(صلاة القرعة في المصحف)

يصلي صلاة جعفر رضي الله عنه، فإذا فرغ دعا بدعائها، ثم يأخذ المصحف ثم ينوي فرج آل محمد بدءا وعودا، ثم يقول: " اللهم إن كان في قضائك وقدرك أن تفرج عن وليك وحجتك في خلقك في عامنا هذا وشهرنا هذا فأخرج لنا رأس آية من كتابك نستدل بها على ذلك "، ثم يعد سبع ورقات ويعد عشر أسطر من ظهر الورقة السابعة وينظر ما يأتيه في الحادي عشر من السطور ثم يعيد الفعل ثانيا لنفسه، فإنه يتبين حاجته إن شاء الله.

ومن كتاب تهذيب الاحكام عن اليسع القمي (1) قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): أريد الشئ فأستخير الله تعالى فيه فلا يوفق الرأي، أفعله أو أدعه ؟ فقال: انظر إذا قمت إلى الصلاة فإن الشيطان أبعد ما يكون من الانسان إذا قام إلى الصلاة فأي شئ يقع في قلبك فخذ به، وافتح المصحف فانظر إلى أول ما ترى فيه فخذ به إن شاء الله تعالى.

ـــــــــــــــ

(1) الظاهر أن اليسع بن اليسع الاشعري القمي. ويحتمل أن يكون هو أبوعلي اليسع بن عبد الله القمي، كلاهما من أصحاب الصادق (عليه السلام) ورويا عنه.

[ 324 ]

(في طلب الحاجة)

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من خرج من بيته وقلب خاتمه إلى بطن كفه وقرأ: " إنا أنزلناه في ليلة القدر " ثم قال: " آمنت بالله وحده لا شريك له، آمنت بسر آل محمد وعلانيتهم " لم ير في يومه ذلك شيئا يكرهه.

(في صلاة الحاجة)

عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن أحدكم إذا مرض دعا الطبيب وأعطاه، وإذا كانت له حاجة إلى سلطان رشا البواب وأعطاه، ولو أن أحدكم إذا فدحه أمر فزع إلى الله تعالى وتطهر وتصدق بصدقة قلت أو كثرت ثم دخل المسجد فصلى ركعتين فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وأهل بيته، ثم قال: " اللهم إن عافيتني من مرضي أو رددتني من سفري أو عافيتني مما أخاف من كذا وكذا " لاتاه الله ذلك وهي اليمين الواجبة وما جعل الله تعالى عليه في الشكر.

(صلاة اخرى)

إذا إنتصف الليل فاغتسل وصل ركعتين تقرأ في الاولى " فاتحة الكتاب " وسورة " الاخلاص " خمسمائة مرة وفي الثانية مثلها وحين تفرغ من القراءة في الثانية تقرأ آخر الحشر وست آيات من أول الحديد وقل بعد ذلك وأنت قائم: " إياك نعبد وإياك نستعين " ألف مرة ثم تركع وتسجد وتتشهد وتثني على الله تعالى، فإن قضيت الحاجة وإلا ففي الثانية وإلا ففي الثالثة.

(صلاة اخرى)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا حضرت لك حاجة مهمة إلى الله عزوجل فصم ثلاثة أيام متوالية: الاربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة إن شاء الله فاغتسل والبس ثوبا جديدا ثم اصعد إلى أعلى بيت في دارك فصل فيه ركعتين وارفع يديك إلى السماء ثم قل: " اللهم إني حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك وأنه لا قادر على حاجتي غيرك فقد علمت يا رب أنه كلما تظاهرت نعمك علي اشتدت فاقتي إليك وقد طرقني هم كذا وكذا وأنت بكشفه عالم غير معلم، واسع غير متكلف

[ 325 ]

فأسألك باسمك [ المكنون ] الذي وضعته على الجبال فنسفت وعلى السماء فانشقت وعلى النجوم فانتشرت وعلى الارض فسطحت، وأسألك بحق الاسم الذي جعلته عند محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي حاجتي وأن تيسر لي عسيرها وتكفيني مهمها فإن فعلت فلك الحمد وإن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك ولا متهم في قضائك ولا خائف في عدلك " وتلصق خدك بالارض وتقول: " اللهم إن يونس بن متى عبدك دعاك في بطن الحوت [ وهو عبدك ] فاستجبت له وأنا عبدك أدعوك فاستجب لي "، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): لربما كانت لي الحاجة فأدعو بهذا الدعاء فأرجع وقد قضيت.

(صلاة اخرى)

عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: إذا فدحك أمر عظيم فتصدق في نهارك على ستين مسكينا كل مسكين بنصف صاع بصاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تمر أو بر أو شعر، فإذا كان الليل فاغتسل في ثلث الليل الاخير، ثم لبست أدنى ما يلبس من تعول من الثياب إلا أن عليك في تلك الثياب إزار، ثم تصلي ركعتين، تقرأ فيهما بالتوحيد و " قل يا أيها الكافرون "، فإذا وضعت جبينك في الركعة الاخيرة للسجود هللت الله وقدسته وعظمته ومجدته، ثم ذكرت ذنوبك فأقررت بما تعرف منها مسمى وما لم تعرف أقررت به جملة ثم رفعت رأسك، فإذا وضعت جبينك في السجدة الثانية استخرت الله مائة مرة، تقول: " اللهم إني أستخيرك بعلمك "، ثم تدعو الله بما شئت من أسمائه وتقول: " يا كائنا قبل كل شئ ويا مكون كل شئ ويا كائنا بعد كل شئ افعل بي كذا وكذا [ أو أعطني كذا وكذا ] " وكلما سجدت فافض بركبتيك إلى الارض وترفع الازار حتى تكشف عنهما واجعل الازار من خلفك بين أليتيك وباطن ساقيك فإن أرجو أن تقضي حاجتك إن شاء الله، وابدأ بالصلاة على النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين.

(في صلاة الحاجة)

عن الرضا (عليه السلام) قال: إذا حزنك أمر شديد فصل ركعتين، تقرأ في إحديهما الفاتحة وآية الكرسي وفي الثانية الفاتحة و " إنا أنزلناه في ليلة القدر "، ثم خذ المصحف

[ 326 ]

وارفعه فوق رأسك وقل: " اللهم بحق من أرسلته إلى خلقك وبحق كل آية فيه وبحق كل من مدحته فيه عليك وبحقك عليه ولا نعرف أحدا أعرف بحقك منك " " يا سيدي يا الله " عشر مرات، " بحق محمد " عشرا، " بحق علي " عشرا، " بحق فاطمة عشرا، بحق إمام بعد كل إمام بعده عشرا حتى ينتهي إلى إمام حق الذي هو إمام زمانك فإنك لا تقوم من مقامك حتى تقضي حاجتك.

(صلاة اخرى)

عن مقاتل بن مقاتل قال: قلت للرضا (عليه السلام): جعلت فداك، علمني دعاء لقضاء الحوائج ؟ فقال: إذا كانت لك حاجة إلى الله مهمة فاغتسل والبس أنظف ثيابك وتطيب، وابرز تحت السماء فصل ركعتين تفتتح الصلاة وتقرأ فاتحة الكتاب و " قل هو الله أحد " خمس عشرة مرة ثم تركع فتقرأ خمس عشرة مرة على مثال صلاة التسبيح غير أن القراءة خمس عشرة مرة ثم تسجد فتقول في سجودك: " اللهم إن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل سواك فإنك أنت الله الحق المبين اقض لي حاجتي كذا وكذا الساعة الساعة " وتلح فيما أردت، فإذا قضيت حاجتك فصل صلاة الشكر.

روى هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال في صلاة الشكر: إذا أنعم الله عزوجل عليك بنعمة فصل ركعتين، تقرأ في الاولى فاتحة الكتاب و " قل هو الله أحد " وتقرأ في الثانية فاتحة الكتاب و " قل يا أيها الكافرون " وتقول في الركعة الاولى في ركوعك وسجودك: " الحمد لله شكرا شكرا وحمدا حمدا " وتقول في الركعة الثانية في ركوعك وسجودك: " الحمد لله الذي استجاب دعائي وأعطاني مسألتي ".

من الروضة قال الصادق (عليه السلام): العافية نعمة خفية إذا وجدت نسيت وإذا فقدت ذكرت، والعافية نعمة يعجز عنها الشكر.

قال زين العابدين (عليه السلام): من قال: " الحمد لله " فقد أدى شكر كل نعمة لله عزوجل.

[ 327 ]

(صلاة العفو)

إذا أحسست من نفسك بفترة فلا تدع عند ذلك صلاة العفو وهي ركعتان بالحمد و " إنا أنزلناه " مرة واحدة في كل ركعة وتقول بعد القراءة: " رب عفوك عفوك " خمس عشرة مرة ثم تركع وتقولها عشرا وتتم الصلاة كمثل صلاة جعفر رضي الله عنه.

(صلاة لحديث النفس)

عن الصادق (عليه السلام) قال: ليس من مؤمن يمر عليه أربعون صباحا إلا حدث نفسه فليصل ركعتين وليستعد بالله من ذلك.

وعنه (عليه السلام) قال: شكا آدم (عليه السلام) إلى الله عزوجل حديث النفس فنزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: قل: " لا حول ولا قوة إلا بالله "، فقالها فذهب عنه، قال: فهذا أصل " لا حول ولا قوة إلا بالله ".

وعن الباقر (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه الوسوسة وحديث النفس ودينا قد فدحه والعيلة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قل: " توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " وكررها مرارا، فما لبث أن عاد إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله قد أذهب الله عني الوسوسة وأدي عني الدين وأغناني من العيلة.

(صلاة الاستغفار)

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إذا رأيت في معاشك ضيقا وفي أمرك التياثا (1) فانزل حاجتك بالله عزوجل ولا تدع صلاة الاستغفار وهي ركعتان تفتتح الصلاة وتقرأ " الحمد " و " إنا أنزلناه " مرة واحدة في كل ركعة ثم تقول بعد القراءة: " أستغفر الله " خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها عشرا على هيئة صلاة جعفر رضي الله عنه يصلح الله لك شأنك كله.

ـــــــــــــــ

(1) الالتياث: الالتفات والاختلاط.

[ 328 ]

(صلاة الكفاية)

عن الصادق (عليه السلام) قال: تصلي ركعتين وتسلم وتسجد وتثني على الله تعالى وتحمده وتصلي على النبي محمد وآله، وتقول: " يا محمد يا جبرئيل، يا جبرئيل يا محمد اكفياني مما أنا فيه فإنكما كافيان، احفظاني بإذن الله فإنكما حافظان " مائة مرة.

(صلاة لمن أصابه غم أو همّ)

عن الرضا (عليه السلام): يصلي ركعتين، يقرأ في كل واحدة منهما " الحمد " مرة و " إنا أنزلناه " ثلاث عشرة مرة، فإذا فرغ سجد وقال: " اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم ومجيب دعوة المضطرين ورحمن الدنيا ورحيم الاخرة، صل على محمد وآل محمد وارحمني رحمة تطفئ بها عني غضبك وسخطك وتغنيني بها عمن سواك "، ثم يلصق خده الايمن بالارض ويقول: " يا مذل كل جبار عنيد ويا معز كل ذليل وحقك قد بلغ المجهود مني في أمر كذا ففرج عني "، ثم يلصق خده الايسر بالارض ويقول مثل ذلك، ثم يعود إلى سجوده على جبهته ويقول مثل ذلك، فإن الله سبحانه يفرج غمه ويقضي حاجته.

(صلاة الفرج)

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: تصلي ركعتين، تقرأ في الاولى " الحمد لله " و " قل هو الله أحد " ألف مرة وفي الثانية " الحمد لله " و " قل هو الله أحد " مرة واحدة ثم تتشهد وتسلم وتدعو بدعاء الفرج، فتقول: " اللهم يا من لا تراه العيون ولا تخالطا الظنون، يا من لا يصفه الواصفون، يا من لا يغيره الدهور، يا من لا يخشى الدوائر، يا من لا يذوق الموت، يا من لا يخشى الفوت، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة، يا من يعلم مثاقيل الجبال وكيل البحور وعدد الامطار وورق الاشجار ودبيب الذر ولا يواري منه سماء سماءا ولا أرض أرضا ولا بحر ما في قعرة ولا جبل ما في وعره تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار باسمك المخزون المكنون الذي في علم الغيب عندك اخصصت به لنفسك وشققت منه اسمك فإنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وبإسمك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وأسألك بحق أنبيائك المرسلين وبحق حملة عرشك وبحق ملائكتك المقربين وبحق جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وبحق محمد وآله وعترته صلواتك عليهم

[ 329 ]

أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل خير عمري آخره وخير أعمالي خواتيمها وأسألك مغفرتك ورضوانك يا أرحم الراحمين ".

(صلاة المكروب)

تصلي ركعتين وتأخذ الصحف فترفعه إلى الله تعالى وتقول: " اللهم إني أتوجه إليك بما فيه وفيه اسمك الاكبر وأسماؤك الحسنى وما به تخاف وترجى، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وتقضي حاجتي " وتسميها.

(صلاة الاستغاثة بالبتول)

تصلي ركعتين، ثم تسجد وتقول: " يا فاطمة " مائة مرة، ثم تضع خدك الايمن على الارض وقل مثل ذلك وتضع خدك الايسر على الارض وتقول مثله ثم اسجد وقل ذلك مائة وعشر دفعات وقل: " يا آمنا من كل شئ وكل شئ منك خائف حذر، أسألك بأمنك من كل شئ وخوف كل شئ منك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعطيني أمانا لنفسي وأهلي ومالي وولدي حتى لا أخاف أحدا ولا أحذر من شئ أبدا إنك على كل شئ قدير ".

(صلاة الاستغاثة)

إذا هممت بالنوم في الليل فضع عند رأسك إناءا نظيفا فيه ماء طاهر وغطه بخرقة نظيفة فإذا انتبهت لصلاتك في آخر الليل فاشرب من الماء ثلاث جرع ثم توضأ بباقيه وتوجه إلى القبلة وأذن وأقم وصل ركعتين، تقرأ فيهما ما تيسر من القرآن فإذا فرغت من القراءة قلت في الركوع: " يا غياث المستغيثين " خمسا وعشرين مرة ثم ترفع رأسك فتقول مثل ذلك، ثم تسجد وتقول مثل ذلك، ثم تجلس وتقوله وتسجد وتقوله وتجلس وتقوله وتنهض إلى الثانية فتفعل كفعلك في الاولى وتسلم وقد أكملت ثلاثمائة مرة ما تقوله، ثم ترفع رأسك إلى السماء وتقول ثلاثين مرة: " من العبد الذليل إلى المولى الجليل " وتذكر حاجتك، فإن الاجابة تسرع بإذن الله.

(صلاة الغياث)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كانت لاحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصل

[ 330 ]

ركعتين ثم يسجد ويقول: " يا محمد يا رسول الله، يا علي يا سيد المؤمنين والمؤمنات بكما أستغيث إلى الله تعالى، يا محمد يا علي أستغيث بكما يا غوثاه بالله وبمحمد وعلي وفاطمة ـ وتعد الائمة ـ بكم أتوسل إلى الله تعالى "، فإنك تغاث من ساعتك إن شاء الله تعالى.

(صلاة الضر والفقر)

تصلي ركعتين تحسنهما وتسجد وتقول: " يا ماجد يا واحد يا أحد يا كريم أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ورب كل شئ أسألك يا الله أن تصلي على محمد وآله وأسألك أن تنفحني نفحة من نفحاتك فتحا يسيرا ورزقا واسعا ألم به شعثي وأقضي به ديني وأستعين به على عيالي ".

(صلاة المكروب)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من نزل به كرب فليغتسل وليصل ركعتين، ثم يضطجع ويضع خده الايمن على يده اليمنى فيقول: " يا معز كل ذليل، يا مذل كل عزيز وحقك لقد شق علي كذا وكذا " ويسمي الامر الذي نزل به.

(صلاة الاستعداء (1))

عن الصادق (عليه السلام) قال: تسبغ الوضوء أي وقت أحببت، ثم تصلي ركعتين تتم ركوعهما وسجودهما، فإذا فرغت مرغت خديك على الارض وقلت: " يا رباه " حتى ينقطع النفس ثم قلت: " يا من أهلك عادا الاولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى إن كان فلان بن فلان ظالما فيما ارتكبني به فاجعل عليه منك وعدا ولا تجعل له في حلمك نصيبا يا أقرب الاقربين ".

(صلاة الظلامة)

تفيض عليك الماء، ثم تصلي ركعتين وترفع رأسك إلى السماء وتبسط يديك

ـــــــــــــــ

(1) الاستعداء: طلب التقوية والنصرة، يقال استعدى الرجل أي استنصره واستعان به.

[ 331 ]

وتقول: " اللهم رب محمد وآل محمد، صل على محمد وآل محمد وأهلك عدوهم، اللهم إن فلان بن فلان قد ظلمني ولا أجد من أصول به غيرك (1) فاستوف لي منه ظلامتي الساعة الساعة بحق من جعلت له عليك حقا وبحقك عليهم إلا فعلت ذلك، يا مخفف الاحكام والاخذ، يا مرهوب البطش، يا مالك الفضل ".

(صلاة الانتصار من الظالم)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إذا طلبت بمظلمة فلا تدع على صاحبك، فإن الرجل يكون مظلوما فلا يزال يدعو حتى يكون ظالما ولكن إذا ظلمت فاغتسل وصل ركعتين في موضع لا يحجبك عن السماء ثم قل: " اللهم إن فلان بن فلان ظلمني وليس لي أحد أصول به غيرك فاستوف لي ظلامتي الساعة الساعة بالاسم الذي سألك به المضطر فكشفت ما به من ضر ومكنت له في الارض وجعلته خليفتك على خلقك فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تستوفي لي ظلامتي الساعة الساعة " فإنك لا تلبث حتى ترى ما تحب.

(صلاة اخرى)

عن يونس بن عمار قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) رجلا كان يؤذيني، فقال (عليه السلام): ادع عليه، قلت: دعوت عليه، قال: ليس هكذا ولكن اقلع عن الذنوب وصم وصل وتصدق فإذا كان آخر الليل فاسبغ الوضوء ثم قم فصل ركعتين، ثم قل وأنت ساجد: " اللهم إن فلا بن فلان قد آذاني، اللهم اسقم بدنه واقطع أثره وانقص أجله وعجل له ذلك في عامه هذا "، قال: ففعلت فما لبث أن هلك.

(صلاة العسر)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا عسر عليك أمر فصل عند الزوال ركعتين، تقرأ في الاولى فاتحة الكتاب و " قل هو الله أحد " و " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ـ إلى قوله ـ : وينصرك الله نصرا عزيزا " وفي الثانية فاتحة الكتاب و " قل هو الله أحد " و " ألم نشرح لك صدرك " وقد جرب.

ـــــــــــــــ

(1) صال عليه: سطا ووثب عليه وقهره. الظلامة ـ بالضم ـ ظلما وما احتملته من الظلم.

[ 332 ]

(صلاة في المهمات)

عن الحسين بن علي عليهما السلام: تصلي أربع ركعات تحسن قنوتهن وأركانهن، تقرأ في الاولى " الحمد " مرة و " حسبنا الله ونعم الوكيل " سبع مرات، وفي الثانية " الحمد " مرة وقوله: " ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا " سبع مرات، وفي الثانية " الحمد " مرة وقوله: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " سبع مرات، وفي الرابعة " الحمد " مرة و " أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " سبع مرات، ثم تسأل حاجتك.

(صلاة لمن أصابته مصيبة)

يصلي أربع ركعات بفاتحة الكتاب مرة والاخلاص سبع مرات وآية الكرسي مرة فإذا سلم يقول: " صلى الله على النبي الامي وآله "، ثم يسبح ويحمد ويهلل ويكبر، فيعطيه الله تعالى ما وعد.

(صلاة الرزق)

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن جبرئيل (عليه السلام): يصلي ركعتين، يقرأ في الاولى " الحمد " مرة و " إنا أعطيناك الكوثر " ثلاث مرات والاخلاص ثلاث مرات، وفي الثانية " الحمد " مرة والمعوذتين كل واحدة ثلاث مرات.

(صلاة الفقر)

روى ميسر بن عبد العزيز قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه بعض أصحابنا فقال: جعلت فداك إني فقير، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): استقبل يوم الاربعاء فصمه واتله بالخميس والجمعة ثلاثة أيام فإذا كان ضحى يوم الجمعة فزر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أعلى سطحك أو في فلاة من الارض حيث لا يراك أحد ثم صل مكانك ركعتين ثم أجث على ركبتيك (1) وأنت متوجه إلى القبلة ويدك اليمنى فوق اليسرى وقل: " اللهم أنت أنت انقطع الرجاء إلا منك وخابت الامال إلا فيك، يا ثقة من لا ثقة له لا ثقة لي غيرك اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث أحتسب ومن

ـــــــــــــــ

(1) جثا ـ كدعا ورمى ـ : جلس على ركبته أو قام على أطراف أصابعه.

[ 333 ]

حيث لا أحتسب "، ثم اسجد على الارض وقل: " يا مغيث اجعل لي رزقا من فضلك "، فلن يطلع عليك نهار يوم السبت إلا برزق جديد.

كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أصابت أهله خصاصة نادى أهله: يا أهلاه صلوا صلوا.

(صلاة الوالد لولده)

أربع ركعات: يقرأ في الاولى " الحمد " مرة، وعشر مرات " ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم " (1)، وفي الثانية " الحمد " مرة وعشر مرات " رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب " (2)، وفي الثالثة " الحمد " مرة وعشر مرات " ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعينم واجعلنا للمتقين إماما " (3)، وفي الرابعة " الحمد " مرة وعشر مرات " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين " (4)، فإذا سلم قال عشرا: " ربنا هب لنا " الاية (5).

(صلاة الولد لوالديه)

ركعتان: الاولى بفاتحة الكتاب وعشر مرات " رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب "، وفي الثانية الفاتحة وعشر مرات " رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات " (6)، فإذا سلم يقول عشر مرات: " رب ارحهما كما ربياني صغيرا " (7).

ـــــــــــــــ

(1) سورة البقرة: آية 122.

(2) سورة إبراهيم: آية 42 و 43.

(3) سورة الفرقان: آية 74.

(4) سورة الاحقاف: آية 14.

(5) سورة الفرقان: آية 74.

(6) سورة نوح: آية 29.

(7) سورة بني إسرائيل: آية 25.

[ 334 ]

(صلاة اخرى)

ركعتان: يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وعشرين مرة " رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " فإذا فرغ سجد ويقولها عشرة أخرى.

(صلاة الغنية (1))

ركعتان في كل ركعة الفاتحة وعشر مرات قل: " اللهم مالك الملك " الاية (2) فإذا سلم يقول عشرا: " رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين "، وعشر مرات: " اللهم صل على محمد وآل محمد "، ثم يسجد ويقول: " رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك أنت الوهاب ".

(صلاة اخرى)

ركعتان في كل ركعة الفاتحة وخمس عشر مرة سورة قريش وبعد التسليم يصلي ـ عشر مرات: على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم يسجد ويقول عشر مرات: " اللهم أغنني بفضلك عن خلقك ".

(صلاة اخرى)

أربع ركعات: يقرأ في الاولى الفاتحة مرة والفلق عشر مرات، وفي الثانية الفاتحة مرة و " قل يا أيها الكافرون " عشر مرات وآية الكرسي عشر مرات و " آمن الرسول " إلخ  (3) عشر مرات، فإذا سلم في الركعتين يقول عشر مرات: " سبحان الله أبد الابد، سبحان الله الواحد الاحد سبحان الله الفرد الصمد، سبحان الله الذي رفع السموات بغير عمد، المتفرد بلا صاحبة ولا ولد "، وفي الثالثة الفاتحة مرة و " ألهاكم " ثلاث مرات، وفي الرابعة الفاتحة مرة و " إنا أنزلناه " و " إذا زلزلت " ثلاث مرات، فإذا فرغ سجد ويقول في سجوده سبع مرات: " اللهم إني أسألك

ـــــــــــــــ

(1) الغناء ـ ككلام ـ الاكتفاء واليسار، والامم منه الغنية ـ بالضم والكسر ـ : الاكتفاء واليسار أيضا.

(2) سورة آل عمران: آية 25.

(3) سورة البقرة: الاية 285 و 286.

[ 335 ]

التيسير في كل عسير فإن تيسير العسير عليك يسير "، ثم يرفع رأسه ويقول عشر مرات: " فلله الحمد رب السموات ورب الارض ـ تمام السورة ـ " (1).

(صلاة الدين)

اربع ركعات: يقرأ في الاولى " الحمد " مرة والمعوذتين عشر مرات و " قل هو الله أحد " عشر مرات، وفي الثانية " الحمد " وآية الكرسي عشر مرات و " قل يا أيها الكافرون " عشر مرات، و " آمن الرسول " عشر مرات فإذا سلم سبح كما هو مثبت، وفي الركعة الثالثة " الحمد " مرة و " ألهاكم التكاثر " ثلاث مرات [ و " العصر " ثلاث مرات و " إنا أعطيناك الكوثر " ثلاث مرات ]، وفي الركعة الرابعة " الحمد " مرة و " إنا أنزلناه " ثلاث مرات و " إذا زلزلت " ثلاث مرات، فإذا سلم سجد ويقول في سجوده كما هو مثبت ما تقدم.

(صلاة الجائع)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان جائعا فصلى ركعتين وقال: " رب أطعمني فإني جائع " أطعمه الله من ساعته.

عن (عليه السلام) قال: دعاء الرجل لاخيه بظهر الغيب يجر إليه الرزق ويدفع عنه البلاء.

وعنه (عليه السلام) قال: جاءت فاطمة عليها السلام إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكت الجوع، فقال لها: قولي: " يا مشبع الجوعة ويا رافع الوضعة لا تجع فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) " وأمرها أن تدعو به.

(صلاة في استجلاب الرزق)

جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله إني ذو عيال وعلي دين وقد اشتد حالي فعلمني دعاءا أدعو الله عزوجل به يرزقني ما أقضى به ديني وأستعين به على عيالي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عبد الله توضأ واسبغ وضوءك، ثم صل ركعتين تتم الركوع والسجود ثم قل: " يا ماجد يا واحد يا كريم أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ورب كل شئ، وأسألك اللهم

ـــــــــــــــ

(1) سورة الجاثية: الاية 35 و 36.

[ 336 ]

أن تصلي على محمد وأهل بيته وأسألك نفحة كريمة من نفحاتك وفتحا يسيرا ورزقا واسعا ألم به شعثي وأقضي به ديني وأستعين به على عيالي ".

(صلاة اخرى للحاجة)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا مضى ثلث الليل فقم وصل ركعتين بسورة الملك وتنزيل السجدة ثم ادعه وقل: " يا رب قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت الحي القيوم لا تأخذك سنة ولا نوم، لن يواري عنك ليل داج ولا سماء ذات أبراج ولا أرض ذات مهاد ولا بحر لجي ولا ظلمات بعضها فوق بعض، يا صريخ الابرار وغياث المستغيثين برحمتك أستغيث فصل على محمد وآل محمد واقض لي حاجة كذا وكذا ولا تردني خائبا ولا محروما يا أرحم الراحمين " فإنها في قضاء الحاجات كآخذ باليد.

(صلاة الشدة)

قال الكاظم (عليه السلام): تصلي ما بدا لك، فإذا فرغت فالصق خدك وجبينك بالارض وقل: " يا قوة كل ضعيف، يا مذل كا جبار قد وحقك بلغ الخوف مجهودي ففرج عني " ثلاث مرات، ثم ضع خدك الايمن على الارض وقل: " يا مذل كل جبار يا معز كل ذليل قد وحقك أعيا صبري ففرج عني " ثلاث مرات، ثم تقلب خدك الايسر وتقول مثل ذلك ثلاث مرات، ثم تضع جبهتك على الارض وتقول: " أشهد أن كل معبود من تحت عرشك إلى قرار أرضك باطل إلا وجهك، تعلم كربتي ففرج عني " ثلاث مرات، ثم اجلس وأنت مسترسل وقل: " اللهم أنت الحي القيوم العلي العظيم الخالق البارئ المحيي المميت البدئ البديع لك الكرم ولك الحمد ولك المن ولك الجود، وحدك لا شريك لك، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد كذلك الله ربي " ثلاث مرات " صل [ اللهم ] على محمد وآل محمد الصادقين وافعل بي كذا وكذا ".

(صلاة المظلوم)

تصلي ركعتين بما شئت من القرآن وتصلي على محمد وآله ما قدرت عليه، ثم تقول: " اللهم إن لك يوما تنتقم فيه للمظلوم من الظالم لكن هلعي وجزعي لا يبلغان

[ 337 ]

بي الصبر على أناتك وحلمك وقد علمت أن فلانا ظلمني واعتدى علي بقوته على ضعفي، فأسألك يا رب العزة [ وقاسم الارزاق ] وقاصم الجبابرة وناصر المظلومين أن تريه قدرتك أقسمت عليك يا رب العزة الساعة الساعة ".

(صلاة اخرى)

محمد بن الحسن الصفار يرفعه قال: قلت له: إن فلانا ظالم لي، فقال: أسبغ الوضوء وصل ركعتين وأثن على الله تعالى وصل على محمد وآله ثم قل: " اللهم إن فلانا ظلمني وبغى علي فابله بفقر لا تجبره وبسوء لا تستره "، قال: ففعلت فأصابه الوضح (1). وفي رواية اخرى قال: ما من مؤمن ظلم فتوضأ وصلى ركعتين ثم قال: " اللهم إني مظلوم فانتصر " وسكت إلا عجل الله تعالى له النصر.

(صلاة اخرى للمهمات)

روي أن علي بن الحسين عليهما السلام كان إذا حزنه أمر لبس أنظف ثيابه وأسبغ الوضوء وصعد أعلى سطحه فصلى أربع ركعات، يقرأ في الاولى " الحمد " و " إذا زلزلت "، وفي الثانية " الحمد " و " إذا جاء نصر الله "، وفي الثالثة " الحمد " و " قل يا أيها الكافرون "، وفي الرابعة " الحمد " و " قل هو الله أحد " ثم يرفع يديه إلى السماء ويقول: " اللهم إني أسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على مغالق أبواب السماء للفتح انفتحت وإذا دعيت بها على مضائق الارضين للفرج انفرجت وأسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على أبواب العسر لليسر تيسرت وأسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على القبور للنشور انتشرت، صل على محمد وآل محمد واقلبني بقضاء حاجتي "، قال علي ابن الحسين عليهما السلام: إذا والله لا يزول قدمه حتى تقضى حاجته إن شاء الله تعالى.

(صلاة اخرى)

عن الصادق (عليه السلام) قال: تصلي ركعتين كيف شئت، ثم تقول: " اللهم أثبت رجاءك في قلبي واقطع رجاء من سواك عني حتى لا أرجو إلا إياك ولا أثق إلا بك ".

ـــــــــــــــ

(1) الوضح ـ بالتحريك ـ : البرص.

[ 338 ]

(صلاة طلب الولد)

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إذا أردت الولد فتوضأ وضوءا سابغا وصل ركعتين وحسنهما واسجد بعدهما سجدة وقل: " أستغفر الله " إحدى وسبعين مرة، ثم تغش امرأتك وقل: " اللهم ارزقني ولدا لاسميه باسم نبيك [ محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ] "، فإن الله يفعل ذلك ولا تشك في ذلك فإني أمرتك بالطهور وقد قال الله تعالى: " ويحب المتطهرين " (1) وأمرتك بالصلاة وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " أقرب ما يكون العبد من ربه إذا رآه ساجدا وراكعا "، وأمرتك بالاستغفار وقد قال الله تعالى: " أستغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين " (2). وقال تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " فأمرتك أن تزيد على السبعين.

(صلاة الخوف من الظالم)

قال: اغتسل وصل ركعتين واكشف عن ركبتيك واجعلهما مما يلي المصلى وقل مائة مرة: " يا حي يا قيوم [ يا حي ] لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث فصل على محمد وآل محمد وأغثني الساعة الساعة "، فإذا فرغت من ذلك فقل: " أسألك اللهم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تلطف لي وأن تغلب لي وأن تمكر لي وأن تخدع لي وأن تكيد لي وأن تكفيني مؤنة فلان بن فلان "، فإن هذا كان دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أحد.

(صلاة الكفاية)

عن أبي عبد الله الحسين بن محمد البزوفري مرفوعا (3) قال: من كانت له حاجة إلى الله تعالى يغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل ويأتي مصلاه ويصلي ركعتين، يقرأ في الركعة الاولى: " الحمد " فإذا بلغ " إياك نعبد وإياك نستعين " يكررها مائة مرة ويتم في المائة إلى آخره ويقرأ سورة " التوحيد " مرة واحدة ثم يركع ويسجد ويسبح

ـــــــــــــــ

(1) سورة القرة: آية 222.

(2) سورة نوح: الايات 9 و 10 و 11.

(3) هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان بن خالد البزوفري ثقة جليل من أصحابنا وله كتب فلعل ما في الكتاب من كونه ابن محمد سهو من النساخ.

[ 339 ]

فيها سبعة سبعة ويصلي الركعة الثانية على هيئة ويدعو بهذا الدعاء، فإذا فعل ذلك قضى الله حاجته ألبتة كائنة ما كانت إلا أن تكون في قطيعة رحم. والدعاء: " اللهم إن أطعتك فالمحمدة لك وإن عصيتك فالحجة لك، منك الروح ومنك الفرج سبحان من أنعم وشكر، سبحان من قدر وغفر، إلهي إن كنت قد عصيتك فإني قد أطعتك في أحب الاشياء إليك وهو الايمان بك لم أتخذ لك ولدا ولم أدع لك شريكا منا منك به علي لا منا مني به عليك وقد عصيتك يا إلهي على غير وجه المكابرة ولا الخروج عن عبوديتك ولا الجحود لربوبيتك ولكن أطعت هواي وأزلني الشيطان فلك الحجة علي والبيان فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم وإن تغفر لي وترحمني فإنك جواد كريم، يا كريم يا كريم يا كريم " حتى ينقطع النفس، ثم يقول: " يا آمنا من كل شئ وكل شئ منك خائف حذر أسألك بأمنك من كل شئ وخوف كل شئ منك أن تصلي على محمد وآله وأن تعطيني أمانا لنفسي وأهلي وولدي وسائر ما أنعمت به علي حتى لا أخاف أحدا ولا أحذر من شئ أبدا إنك على كل شئ قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل، يا كافي إبراهيم نمرود ويا كافي موسى فرعون أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكفيني شر فلان بن فلان " ويستكفي شر من يخاف شره فإنه يكفي بإذن الله تعالى، ثم يسجد ويسأل الله حاجته ويتضرع إلى الله، فإنه روي أنه ما من مؤمن ولا مؤمنة صلى هذه الصلاة ودعا بهذا الدعاء خالصا إلا فتحت له أبواب السماء للاجابة وأجيب في وقته وذلك من فصل الله علينا وعلى الناس.

(صلاة الذكاء وجودة الحفظ)

عن سدير يرفعه إلى الصادقين عليهما السلام قال: تكتب بزعفران " الحمد " وآية الكرسي و " إنا أنزلناه " و " يس " و " الواقعة " و [ سبح ] الحشر و " تبارك " و " قل هو الله أحد " والمعوذتين في إناء نظيف، ثم تغسل ذلك بماء زمزم أو بماء المطر أو بماء نظيف ثم تلقى عليه مثقالين لبانا (1) وعشرة مثاقيل سكرا وعشرة مثاقيل عسلا، ثم تضعه تحت السماء بالليل وتضع على رأسه حديدة، ثم يصلي آخر الليل ركعتين،

ـــــــــــــــ

(1) اللبان ـ بالضم ـ : الكندر.

[ 340 ]

تقرأ في كل ركعة " الحمد " و " قل هو الله أحد " خمسين مرة فإذا فرغت من صلاتك شربت الماء على ما وصفته، فإنه جيد مجرب للحفظ إن شاء الله تعالى.

(صلاة لحفظ القرآن)

صل ليلة الجمعة أو يومها أربع ركعات، [ تقرأ في ] الاولى فاتحة الكتاب و " يس " والثانية حم الدخان، والثالثة حم السجدة، والرابعة تبارك الملك، فإذا سلمت فاحمد الله واثن عليه وصل على النبي وآله ـ صلى الله عليهم ـ واستغفر للمؤمنين مائة مرة، ثم قل: " اللهم ازجرني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني وارحمني من أن أتكلف طلب ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والارض يا ذاالجلال والاكرام والعزة التي لا ترام يا الله يا رحمن [ رحيم ] أسألك بجلالك وبنور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك المنزل على رسولك وترزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السموات والارض، ذاالجلال والاكرام والعز الذي لا يرام، يا الله يا رحمن أسألك بجلالك وبنور وجهك أن تنور بكتابك بصري وتطلق به لساني وتفرح به قلبي وتشرح به صدري وتستعمل به بدني وتقويني على ذلك وتعينني عليه فإنه لا يعين على الخير غيرك ولا يوفق له إلا أنت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".

(صلاة الضالة ودعاؤها)

روى جابر الانصاري: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علم عليا وفاطمة عليهما السلام هذا الدعاء وقال لهما: إن نزلت بكما مصيبة أو خفتما جور سلطان أو ضلت لكما ضالة فاحسنا الوضوء وصليا ركعتين وارفعا أيديكما إلى السماء وقولا: " يا عالم الغيب والسرائر يا مطاع يا عليم يا الله يا الله يا الله، يا هازم الاحزاب لمحمد، يا كائد فرعون لموسى، يا منجي عيسى من أيدي الظلمة، يا مخلص قوم نوح من الغرق، يا راحم عبده يعقوب، يا كاشف ضر أيوب، يا منجي ذي النون من الظلمات، يا فاعل كل خير، يا هاديا إلى كل خير، يا دالا على كل خير، يا آمر بكل خير، يا خالق الخير ويا أهل الخير أنت الله رغبث إليك فيما قد علمت وأنت علام الغيوب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد "، ثم سلا الحاجة تجابان إن شاء الله تعالى.

[ 341 ]

(ما يتعبد عند رؤية الهلال)

تكتب على يدك اليسرى بسبابة يمينك " الله محمد علي فاطمة الحسن الحسين " إلى آخرهم، وتكتب " قل هو الله أحد " إلى آخرها، ثم تقول: " اللهم إن الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم إلى وجوه بعض ويتبرك بعضهم ببعض وإني نظرت إلى أسمائك واسم نبيك ووليك وأوليائك وإلى كتابك فاعطني كل الذي أحب أن تعطينيه من الخير واصرف عني كل الذي احب أن تصرفه عني من الشر وزدني من فضلك ما أنت أهله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".

(نسخة رقعة)

تكتب بقلم لا شئ فيه بين سطور الكتاب أو الرقعة المشتملة على الحاجة حتى لا يخلو سطر منها من حرف من هذه الحروف: " محمد وعلي والخضر أبوتراب، بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحق المبين إن الله وعد الصابرين مخرجا مما يكرهون ورزقا من حيث لا يحتسبون إن الله هو السميع العليم، جعلنا الله وإياكم من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ـ إلى أن تقول ـ والحجة والخلف القائم المنتظر صلوات الله عليهم وسلم تسليما أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تيسر أمري وتسهله لي وتغلبه لي وترزقني خيره وتصرف عني شره برحمتك يا أرحم الراحمين ".

(كلمات تقال عند ختم القرآن)

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن: " اللهم إني أسألك إخبات المخبتين (1) وإخلاص الموقنين ومرافقة الابرار واستحقاق حقائق الايمان والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ووجوب رحمتك وعزائم مغفرتك والفوز بالجنة والنجاة من النار ".

ـــــــــــــــ

(1) الاخبات: الخضوع والخشوع. قال الله تعالى: " وبشر المخبتين ".

[ 342 ]

 

الصفحة التالية

حقوق الطبع محفوظة لشبكة أهل البيت للأخلاق الإسلامية©

المملكة العربية السعودية1999-2000

 الصفحة السابقة