مكارم الاخلاق

اسم الكتاب

الحسن بن الفضل الطبرسي

المؤلف
الفهرسة

الفصل الخامس: في نوادر من الادعية

الباب الحادي عشر: في آداب المريض وعلاجه وما يتعلق بهما

الفصل الاول: في آداب المريض والعائد وعلاجه

الفصل الثاني: في الاستشفاء بالقرآن

 

 

الفصل الخامس

(في نوادر من الادعية)

(في الدعاء عند أخذ المصحف)

كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا قرأ القرآن قال قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف: " اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله وكلامك الناطق على لسان نبيك جعلته هاديا منك إلى خلقك وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك، اللهم إني نشرت عهدك وكتابك، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقراءتي فيه فكرا وفكري فيه اعتبارا واجعلني ممن أتعظ ببيان مواعظك فيه وأجتنب معاصيك ولا تطبع عند قراءتي على قلبي ولا على سمعي ولا تجعل على بصري غشاوة ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها، بل اجعلني أتدبر آياته وأحكامه آخذا بشرائع دينك ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا قراءتي هذرا إنك أنت الرؤف الرحيم ".

(في الدعاء عند الفراغ من قراءة القرآن)

" اللهم إني قد قرأت ما قضيته من كتابك الذي أنزلت على نبيك الصادق (عليه السلام) فلك الحمد ربنا، اللهم اجعلني ممن يحل حلاله ويحرم حرامه ويؤمن بمحكمه ومتشابهه واجعله لي آنسا في قبري وآنسا في حشري واجعلني ممن ترقيه بكل آية قرأها درجة في أعلى عليين آمين رب العالمين ". وإذا سمعت شيئا من عزائم القرآن يجب عليك السجود وتسجد بغير تكبير وتقول: " لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا، لا إله إلا الله عبودية ورقا، لا مستنكفا ولا مستكبرا بل أنا عبد ذليل ضعيف خائف مستجير "، ثم ترفع رأسك وتكبر.

قال الصادق (عليه السلام): من قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال سبع مرات: " يا الله "، فلو دعا على الصخور فلقها.

(دعاء فيه اسم الله الاكبر)

عن معاذ بن جبل قال: أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم إلى عبد الله بن سلام وعنده جماعة من أصحابه فحضر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عبد الله أخبرني عن عشر كلمات

[ 343 ]

علمهن الله عزوجل إبراهيم (عليه السلام) يوم قذف به في النار أتجدهن في التوراة مكتوبا ؟ فقال عبد الله: يا رسول الله بأبي أنت وأمي هل أنزل عليك فيهن شئ ؟ فإني أجد ثوابها في التوراة ولا أجد الكلمات وهي عشر دعوات فيهن اسم الله الاعظم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هل علمهن الله تعالى موسى (عليه السلام) ؟ فقال: ما علمهن الله تعالى غير إبراهيم الخليل (عليه السلام)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وما تجد ثوابها في التوراة ؟ قال عبد الله: يا رسول الله ومن يستطيع أن يبلغ ثوابها غير أني أجد في التوراة مكتوبا " ما من عبد من الله عليه وجعل هؤلاء الكلمات في قلبه إلا جعل النور في بصره واليقين في قلبه وشرح صدره للايمان وجعل له نورا من مجلسه إلى العرش يتلالا ويباهي به ملائكته في كل يوم مرتين ويجعل الحكمة في لسانه ويرزقه حفظ كتابه وإن لم يكن حريصا عليه ويفقهه في الدين ويقذف المحبة له في قلوب عباده ويؤمنه من عذاب القبر وفتنة الدجال ويؤمنه من الفزع الاكبر يوم القيامة ويحشره في زمرة الشهداء ويكرمه الله ويعطيه ما يعطي الانبياء بكرامته ولا يخاف إذا خاف الناس ولا يحزن إذا حزن الناس ويكتب عند الله صديقا ويحشر يوم القيامة وقلبه ساكن مطمئن وهو ممن يتسامع مع إبراهيم (عليه السلام) يوم القيامة ولا يسأل بتلك الدعوات شيئا إلا أعطاه الله ولو أقسم على الله لابر قسمه ويجاور الرحمن في دار الجلال وله أجر كل شهيد استشهد منذ يوم خلقت الدنيا، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وما دار الجلال يابن سلام ؟ قال: جنة عدن وهو موضع عرش الرحمن رب العزة وهو في جوار الله، قال ابن سلام: فعلمنا يا رسول الله، ومن علينا كما من الله عليك ؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): خرو لله سجدا، قال: فخروا سجدا، فلما رفعوا رؤوسهم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قولوا: " يا الله يا الله يا الله أنت المرهوب منك جميع خلقك يا نور النور أنت الذي احتجبت دون خلقك فلا يدرك نورك نور، يا الله يا الله يا الله أنت الرفيع الذي ارتفعت فوق عرشك من فوق سمائك فلا يصف عظمتك أحد من خلقك، يا نور النور قد استنار بنورك أهل سمائك واستضاء بضوئك أهل أرضك، يا الله يا الله يا الله أنت الذي لا إله غيرك تعاليت عن أن يكون لك شريك وتعاظمت عن أن يكون لك ولد وتكرمت عن أن يكون لك شبيه وتجبرت عن أن يكون لك ضد، فأنت الله المحمود بكل لسان وأنت المعبود في كل مكان وأنت المذكور في كل أوان وزمان، يا نور النور كل نور خامد لنورك، يا ملك، كل ملك يفني غيرك، يا دائم، كل

[ 344 ]

حي يموت غيرك، يا الله يا الله يا الله الرحمن الرحيم ارحمني رحمة تطفئ بها غضبك وتكف بها عذابك وترزقني بها سعادة من عندك وتحلني بها دارك التي تسكنها خيرتك من خلقك يا أرحم الراحمين، يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة (1) ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى ويا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا رباه يا سيداه ويا أملاه ويا غاية رغبتاه أسألك يا الله يا الله يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار (2) [ وأن تغفر لي ولوالدي برحمتك وأن تعطيني خير الدنيا والاخرة أنت على كل شئ قدير وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ] قال: يا رسول الله وما ثواب من قال هذه الكلمات ؟ قال: هيهات هيهات انقطع العلم لو إجتمع ملائكة سبع سموات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة لما وصفوا من [ كل ] ألف [ ألف ] حزء جزء واحدا.

وذكر (صلى الله عليه وآله وسلم) لهذه الكلمات ثوابا وفضائل كثيرة لا يحتمل ذكرها ههنا اقتصرنا على ذكر المقصود مخافة التطويل.

(في طلب الحاجة)

من أراد الخروج من بيته فليقل عند خروجه: بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله " ويقرأ " الحمد " والمعوذتين و " قل هو الله أحد " وآية الكرسي من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره وفوقه وتحته. وإذا أراد الرجوع إلى بيته فليقل حين يدخل: " بسم الله وبالله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " ثم يسلم على أهله إن كان في البيت أحد، فإن لم يكن في البيت أحد فليقل بعد الشهادتين: " السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين، السلام على الائمة الهادين المهديين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ". وإذا دخل السوق في الحاجة فليقل: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ".

ـــــــــــــــ

(1) الجريرة: الجناية والذنب لانها تجر العقوبة.

(2) شوه الله وجهه بالنار: قبحه بها.

[ 345 ]

(ومن دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحاجة)

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، يا هو، يا من هو هو، يا من ليس هو إلا هو، يا هو، يا من لا هو إلا هو ".

(أيضا في طلب الحاجة)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي إذا ألمت به حاجة يسجد من غير قراءة ولا ركوع، ثم يقول: " يا أرحم الراحمين " سبع مرات. وما قالها مؤمن إلا قال الله جل جلاله: ها أنا ذا أرحم الراحمين سل حاجتك.

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي: إذا خرجت من منزلك تريد حاجة فاقرأ آية الكرسي، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله.

وعن الصادق (عليه السلام) قال: من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم تقض حاجته فلا يلومن إلا نفسه.

من كتاب عيون الاخبار، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله: آخر سورة آل عمران وآية الكرسي وسورة " إنا أنزلناه في ليلة القدر " وأم الكتاب، فإن فيها قضاء حوائج الدينا والاخرة.

(في المهمات)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أصاب الرجل كربة أو شدة فليكشف عن ركبتيه وذراعيه وليلصقهما بالارض ويلصق جؤجؤه (1) بالارض ثم يدعو.

(آخر)

قال علي (عليه السلام) لابنه: إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا فتوضأ وارفع يديك وقل: " يا الله " سبع مرات، ثم سل حاجتك، فإنه يستجاب لك.

(آخر)

عن أبي الحسن الاول (عليه السلام) قال: ما من أحد دهمه أمر يغمه أو كربته كربة

ـــــــــــــــ

(1) الجؤجؤ ـ كهدهد ـ : الصدر.

[ 346 ]

فرفع رأسه إلى السماء ثم قال ثلاث مرات: " بسم الله الرحمن الرحيم " إلا فرج الله كربته وأذهب غمه إن شاء الله تعالى.

(في الدين)

عن الحسين بن خالد قال: لزمني دين ببغداد ثلاثمائة ألف وكان لي دين عند الناس أربعمائة ألف فلم يدعني غرمائي أخرج لاستقضي مالي على الناس وأعطيهم، قال: فحضر الموسم فخرجت مستترا وأردت الوصول إلى أبي الحسن (عليه السلام) فلم أقدر فكتبت إليه أصف له حالي وما علي وما لي، فكتب إلي في عرض كتابي قل في دبر كل صلاة: " اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن ترحمني بلا إله إلا أنت، اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن ترضى عني بلا إله إلا أنت، اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن تغفر لي بلا إله إلا أنت " أعد ذلك ثلاث مرات في دبر كل صلاة فريضة، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله، قال الحسين: فأدمتها فوالله ما مضت بي إلا أربعة أشهر حتى أقتضيت ديني وقضيت ما علي واستفضلت مائة ألف درهم.

(في الدعاء على الظالم)

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا خفت أمرا فأردت أن تكفي أمره وشره فاعتمد طلبة الهلال في أول الشهر فإذا رأيته فقم قائما على قدميك وقل كأنك تؤمني إليه بالخطاب: " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " (1) وتؤمي بهذه الكلمة نحو دار الرجل الذي تخافه ثم تقول: " فاحترقت فاحترقت فاحترقت، اللهم طمه بالبلاء طما (2) وغمه بالغماء غما وارمه بحجارة من سجيل وطيرك الابابيل يا علي يا عظيم "، ثم تقول مثل ذلك في الليلة الثانية من الشهر وفي الليلة الثالثة، فإن نجح وبلغت ما تريد في الشهر الاول وإلا فعلت [ ذلك ] في الشهر

ـــــــــــــــ

(1) البقرة: آية 268.

(2) طمت البئر وغيرها: ملاتها بالتراب. وطم الشئ: كثر. الامر: عظم وتفاقم. والغماء: الداهية والحزن والكرب. وفي بعض النسخ (بالعناء).

[ 347 ]

الثاني تلتمس الهلال الليلة الاولى وتقول ما تقدم ذكره والثانية والثالثة، فإن نجح وإلا فمثل ذلك في الشهر الثالث فلن تحتاج بعد ذلك بإذن الله عزوجل.

(آخر)

جاء رجل إلى الصادق (عليه السلام) فشكا إليه ظالما يظلمه فقال له: قل: " يا ناصر المظلوم المبغى عليه إن كان فلان بن فلان ظلمني وبغى علي فابتله بفقر لا تجبره وبلاء لا تستره "، فما دعا الرجل على ظالمه بهذا الدعاء إلا ثلاث مرات حتى أصابه وضح في جبهته ثم افتقر من بعده.

(آخر)

إذا دخلت على سلطان فقل: " خيرك بين عينيك وشرك تحت قدميك وأنا أستعين بالله عليك ".

(آخر)

عن الرضا (عليه السلام) قال: إذا دعا أحدكم على عدوه فليقل: " اللهم اطرقه بليلة (1) لا أخت لها وأبح حريمه، يا من يكفي من كل شئ ولا يكفي منه شئ صل على محمد وآل محمد واكفني مؤنته بلا مؤنة ".

(آخر)

إذا فزعت من رجل فقل: " حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، أمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم وأمتنع برب الفلق من شر ما خلق ما شاء الله لا قوة إلا بالله ".

(في طلب الرزق)

عن الرضا (عليه السلام) قال: شكا رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) الفقر، فقال: أذن إذا سمعت الاذان كما يؤذن المؤذن.

عن الصادق (عليه السلام) قال: " اللهم إن كان رزقي في السماء فانزله وإن كان في الارض فأظهره وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فأعطنيه وإن كان قد أعطيتنيه فبارك لي فيه وجنبني عليه المعاصي والردي.

ـــــــــــــــ

(1) يقال أتانا فلانا طروقا أي ليلا. وأصله: الصك والقرع والدق. وفي بعض النسخ (ببلية) والبلية: شدة الهم والحزن وهو الاظهر.

[ 348 ]

(في الخوف)

قال الصادق (عليه السلام): إذا كنت في سفر أو مفازة (1) فخفت جنيا أو آدميا فضع يمينك على أم رأسك واقرأ برفيع صوتك: " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون " (2). وروي في هذه الاية أنها تقرأ للدابة التي تمنع اللجام، تقرأ في أذنها وتقول: " اللهم سخرها وبارك [ لي ] فيها بحق محمد وآله "، وتقرأ " إنا أنزلناه ".

وقال علي (عليه السلام): ما عثرت دابتي قط، قيل: ولم ذلك ؟ قال: لاني لم أطأ [ بها ] زرعا قط.

(في من خاف الاسد على نفسه وغنمه)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من خاف الاسد على نفسه او على غنمه فليخط عليها بخط وليقل: " اللهم رب دانيال والجب (3) ورب كل أسد مستأسد احفظني واحفظ علي غنمي ".

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعلي (عليه السلام): يا علي، إذا رأيت أسدا واشتد بك الامر فكبر ثلاثا وقل: " الله أكبر وأجل وأعظم من كل شئ، الله أكبر وأعز من خلقه وأقدر، أعوذ بالله من شر ما أخاف وأحذر " تكف شره إن شاء الله تعالى.

(في من يخاف من الكلاب والسباع)

فليقل: " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون " (4)، " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا " (5)، " وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الاولين " (6)

ـــــــــــــــ

(1) المفازة: الفلاة لا ماء فيها، من فوز ـ بالتشديد ـ : إذا مات لانها مظنة الموت.

(2) آل عمران: آية 77.

(3) الجب ـ بالضم فالتشديد ـ : البئر العميقة. وأيضا بئر لم تطؤها فإذا طويت فهي بئر.

(4) سورة الجاثية: آية 13.

(5) سورة بني إسرائيل: آية 48.

(6) سورة الانعام: آية 25.

[ 349 ]

(في الفأل والطيرة)

في الحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة.

وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر من رأى شيئا يكرهه ويتطير منه أن يقول: " اللهم لا يؤتي الخير إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك ".

(فيمن خاف السارق)

يقرأ على الحلق والقفل " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا " إلى آخر السورة.

(في الغضب)

عن الصادق (عليه السلام) قال: أيما رجل غضب وهو قائم فليجلس، فإنه يذهب عنه رجز الشيطان، ومن غضب علي ذي رحم ماسة فليمسه يسكن عنه الغضب.

وعنه (عليه السلام) قال: قل عند الغضب: " اللهم اذهب عني غيظ قلبي واغفر لي ذنبي وأجرني من مضلات الفتن، أسألك برضاك وأعوذ بك من سخطك، أسألك جنتك وأعوذ بك من نارك، أسألك الخير كله وأعوذ بك من الشر كله، اللهم ثبتني على الهدى والصواب واجعلني راضيا مرضيا غير ضال ولا مضل ".

وقال (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى: ياابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق.

وقال أبو عبد الله (عليه السلام): من كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.

(أيضا في الغضب)

يصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقول يذهب غيظ قلوبهم: " اللهم اغفر ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من الشيطان الرجيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".

(دعاء آخر)

دعا به الصادق (عليه السلام) عند دخوله على المنصور وهو في شدة غضبه فسكن غضبه: " يا عدتي عند شدتي ويا غوثي عند كربتي احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام ".

(في الوحشة)

روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شكا إليه رجل الوحشة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر من أن تقول

[ 350 ]

هذه الكلمات، فإن من قالها يذهب الله عنه الوحشة وهي: " سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح، خالق السموات والارض، ذي العزة والجبروت ".

(في الهم والحزن)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من دعاء بهذا الدعاء: " اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " اذهب الله همه وابدله مكان حزنه فرحا.

(في البلاء)

من رآى أحدا من أهل البلاء فليقل سرا: " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به ولو شاء لفعل ".

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه: " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه ولو شاء فعل "، قال: من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا. وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا الله ولا تسمعوهم، فإن ذلك يحزنهم ".

(في الجنازة)

كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا رأى جنازة قال: " الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم " (1). وقال أيضا: " الحمد لله الذي تعزز بالقدرة وقهر عباده بالموت ".

(في الامر المشكل)

روي أن من عرض له مهم وأراد أن يعرف وجه الحيلة فيه فينبغي أن يقرأ حين يأخذ مضجعه هاتين السورتين كل واحدة سبع مرات: " والشمس وضحاها "، " والليل إذا يغشى "، فإنه يرى شخصا يأتيه ويعلمه وجه الحيلة فيه والنجاة منه.

(في العافية)

كان من دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " اللهم إني أسألك العافية وشكر العافية وتمام العافية في الدنيا والاخرة ".

ـــــــــــــــ

(1) السواد: الشخص والشبح. والمخترم: الهالك والمستأصل.

[ 351 ]

من الروضة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من رأى يهوديا أو نصرانيا او مجوسيا او واحدا على غير ملة الاسلام فقال: " الحمد لله الذي فضلني عليك بالاسلام دينا وبالقرآن كتابا وبمحمد ـ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ نبيا وبالمؤمنين إخوانا وبالكعبة قبلة " لم يجمع الله بينه وبينه في النار.

(في عزيمة المسألة)

يستحب للداعي عزيمة المسألة لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يقل أحدكم: " اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت " وليعزم المسألة فإنه لا يكره له. وإذا استجاب الله دعاء الداعي فليقل: " الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات ". وإذا أبطأ عليه الاجابة فليقل: " الحمد لله على كل حال ". ويكره للداعي استبطاء الاجابة. وليكن مواظبا على الدعاء والمسألة ولا يسأم منهما، لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " يستجاب للعبد ما لم يعجل "، يقول: قد دعوت فلم يستجب لي. وإذا أردت حاجة فقل: " اللهم إني أسألك باسمك الاعلى الاكبر الاعز الاجل الاعظم الاكرم أن تفعل بي كذا وكذا "، فإنه لا يرد.

(في الورطة)

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعلي (عليه السلام): إذا وقعت في ورطة فقل: " بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين "، فإن الله تعالى يدفع بها البلاء.

(في اسم الله الاعظم)

روي أن علي بن الحسين عليهما السلام قال: كنت أدعو الله سبحانه سنة عقيب كل صلاة أن يعلمني الاسم الاعظم، فبينا أنا ذات يوم قد صليت الفجر إذ غلبتني عيناي وأنا قاعد وإذا أنا برجل قائم بين يدي يقول لي: سألت الله تعالى أن يعلمك الاسم الاعظم، قلت: نعم، قال: قل: " اللهم إني أسألك باسم الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم "، قال: فوالله ما دعوت لها لشئ إلا رأيت نجحه.

(في الرعد والصواعق)

إذا سمعت صوت الرعد ورأيت الصواعق فقل: " اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ".

[ 352 ]

(في المطر)

وإذا أمطرت السماء فقل: " صيبا هنيئا " (1).

(في الرياح)

عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا هبت الرياح فأكثر من التكبير وقل: " اللهم إني أسألك خير ما هاجت به الرياح وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم اجعلها علينا رحمة وعلى الكافرين عذابا وصلى الله على محمد وآل محمد ".

(في الزرع)

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر بيدك ثم استقبل القبلة وقل: " أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون " (2) ثلاث مرات، ثم قل: " اللهم اجعله حرثا مباركا وارزقنا فيه السلامة والتمام واجعله حبا متراكبا ولا تحرمني خير ما أبتغي ولا تفتني بما متعتني بحق محمو وآله الطيبين الطاهرين "، ثم ابذر القبضة التي في يدك إن شاء الله.

(الدعاء في الوحدة)

" يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك ومن شر ما يحاذر عليك. أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب من ساكن البلد ومن شر والد وما ولد، " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون "، الحمد لله بنعمة وحسن بلائه علينا، اللهم صاحبنا في السفر وأفضل علينا فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله " ثم تقرأ " ألهاكم التكاثر " إلى آخرها، فإنه لا يؤذيك شئ من السباع والهوام والحيات والعقارب إذا قرأت ذلك ولو بت على الحية بإذن الله تعالى.

(في العطاس)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سمع عطسة فحمد الله وأثني عليه وصلى على

ـــــــــــــــ

(1) الصيب ـ كسيد ـ : من صاب يصوب إذا نزل، ويقال للسحاب الصيب أي ذو الصوب.

(2) سورة الواقعة: آية 64.

[ 353 ]

محمد وأهل بيته لم يشتك ضرسه ولا عينه أبدا، ثم قال: وإن سمعها وبينه وبين العاطس البحر فلا يدع أن يقول ذلك.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من قال إذا عطس: " الحمد لله رب العالمين على كل حال " لم يجد وجع الاذنين والاضراس.

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا عطس الرجل ثلاثا، فسمته ثم أتركه بعد ذلك. وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون به، قالت الملائكة عنه: " الحمد لله رب العالمين "، فإن قال: " الحمد لله رب العالمين "، قال الملائكة: " يغفر الله لك ".

عن تسنيم خادم الحسن بن علي عليهما السلام قال: قال لي صاحب الزمان (عليه السلام) وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست، فقال: " يرحمك الله "، قال تسنيم: ففرحت بذلك، فقال: ألا أبشرك بالعطاس ؟ فقلت: بلى، فقال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام.

عن أبي مريم (1) قال: عطس عاطس عند أبي جعفر (عليه السلام)، فقال أبوجعفر (عليه السلام): نعم الشئ العطاس، فيه راحة للبدن ويذكر الله عنده ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: إن محدثي العراق يحدثون أنه لا يصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ثلاث مواضع: عند العطاس وعند الذبيحة وعند الجماع، فقال (عليه السلام): اللهم إن كانوا كذبوا فلا تنلهم شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال إذا سمع عاطسا: " الحمد لله على كل حال ما كان من أمر الدنيا والاخرة وصلى الله على محمد وآله " لم ير في فمه سوءا. عنه (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من سبق العاطس بالحمد عوفي من وجع الضرس والخاصرة.

عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا عطس الانسان فقال: " الحمد لله "، قال الملكان

ـــــــــــــــ

(1) هو عبد الغفار بن القاسم بن قيس، المكنى بأبي مريم الانصاري، ثقة من أصحاب الصادقين (عليهما السلام).

[ 354 ]

الموكلان به: " رب العالمين كثيرا لا شريك له "، فإن قالها العبد، قال الملكان: " وصلى الله على محمد "، فإن قالها العبد، قالا: " وعلى آل محمد "، فإن قالها العبد، قال الملكان: " يرحمك الله ".

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في خبر طويل: إذا عطس أحدكم فسمتوه، فإن قال: " يرحمكم الله " فقولوا: " يغفر الله لكم ويرحمكم "، فإن الله تعالى قال: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " (1).

وعن عبد الله بن أبي يعفور قال: حضرت مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) وكان إذا عطس رجل في مجلسه فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " رحمك الله "، قالوا: آمين. فعطس أبو عبد الله (عليه السلام) فخجلوا ولم يحسنوا أن يردوا عليه، قال: فقولوا: أعلى الله ذكرك.

وفي رواية أخرى عنهم عليهم السلام: إذا عطس الانسان ينبغي أن يضع سبابته على قصبة أنفه ويقول: " الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، رغم أنفي لله رغما داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستحسر " وإذا عطس غيره فليسمته وليقل: " يرحمك الله " ـ مرة أو مرتين أو ثلاثا ـ ، فإذا زاد فليقل: " شفاك الله ". وإذا أراد أن يسمت المؤمن فليقل: " يرحمك الله "، وللمرأة: " عافاك الله "، وللصبي: " زرعك الله "، وللمريض: " شفاك الله "، وللذمي: " هداك الله "، وللنبي والامام عليهم السلام: " صلى الله عليك ". وإذا سمته غيره فليرد عليه وليقل: " يغفر الله لنا ولكم ".

روى أبوبصير، عن أبي عبد الله قال: كثرة العطاس يأمن صاحبها من خمسة أشياء: أولها الجذام، والثاني الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس والوجه، والثالث يأمن نزول الماء في العين، والرابع يأمن من شدة الخياشيم (2)، والخامس يأمن من خروج الشعر في العين. وقال: وإن أحببت أن يقل عطاسك فاستعط بدهن المرز نجوش، قلت: مقدار كم ؟ قال: مقدار دانق (3)، قال: ففعلت ذلك خمسة أيام فذهب عني.

ـــــــــــــــ

(1) سورة النساء: آية 88.

(2) الخيشوم ـ وزان فعلول ـ : أقصى الانف والحاجز بين المنخرين وجمعه خياشم، والخياشم أيضا: عروق في بطن الانف.

(3) الدانق: سدس الدرهم.

[ 355 ]

عنه (عليه السلام) قال: من عطس في مرضه كان له أمانا من الموت في تلك العلة. وقال: التثاؤب من الشيطان والعطاس من الله عزوجل (1).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان الرجل يتحدث فعطس عاطس فهو شاهد حق.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): العطاس للمريض دليل على العافية وراحة للبدن.

(في النسيان)

عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أنساك الشيطان شيئا فضع يدك على جبهتك وقل: " اللهم إني أسألك يا مذكر الخير وفاعله والامر به أن تصلي على محمد وآل محمد وتذكرني ما أنسانيه الشيطان الرجيم ".

ـــــــــــــــ

(1) التثاؤب: فترة يعتري الشخص ففتح فاه واسعا من غير قصد.

[ 356 ]

الباب الحادي عشر

(في آداب المريض وعلاجه وما يتعلق بهما، خمسة فصول)

هذا الباب مختار من طب الائمة ومن مجموع دعوات لمولاي أبي طول الله عمره

الفصل الاول

(في آداب المريض والعائد وعلاجه)

(في ثواب المريض)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحمى رائد الموت وسجن الله في أرضه، وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار (1).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رأى في جسمه بثرة (2) عاذ بالله واستكان له وجار إليه، فيقال له: يا رسول الله أهو بأس ؟ فيقول: إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا عظمه وإذا أراد أن يصغر عظيما صغره.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب، وذلك قوله عزوجل في كتابه: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " (3)، ثم قال: وما يعفو الله اكثر مما ياخذ به.

عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: نعم الوجع الحمى يعطي كل عضو قسطه من البلاء ولا خير فيمن لا يبتلى.

عن محمد بن أحمد، عن يوسف بن إسماعيل بإسناده له قال قال: إن المؤمن إذا حم حماة واحدة (4) تناثرت الذنوب منه كورق الشجر، فإن صار على فراشه فأنينه تسبيح

ـــــــــــــــ

(1) الفور: الغليان والاضطراب. وفار فورا: هاج واضطرب.

(2) البثرة ـ كتمرة ـ خراج صغير.

(3) سورة الشورى: آية 29.

(4) حم الرجل ـ بالتشديد ـ : أصابته الحمى. وحم حمه ـ بالتشديد أيضا ـ : قصد قصده.

[ 357 ]

وصياحه تهليل وتقلبه على الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله وإن أقبل يعبدالله عزوجل بين أصحابه كان مغفورا له، فطوبي له إن مات وويله إن عاد. والعافية أحب إلينا.

عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: حمى ليلة كفارة سنة، وذلك لان ألمها يبقى في الجسد سنة.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما بعدها.

عنه (عليه السلام) قال: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة، قال: قلت: وما قبلها بقبولها ؟ قال: صبر على ما كان فيها.

عن الباقر (عليه السلام) قال: سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة.

عن زرارة، عن أحدهما عليهما السلام قال: سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجرا من عبادة سنة.

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: حمى ليلة تعدل عبادة سنة وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة. قال أبوحمزة: قلت: فإن لم يبلغ سبعين سنة ؟ قال: فلابيه وأمه، قال: قلت: فإن لم يبلغا ؟ قال: فلقرابته، قال: قلت: فإن لم تبلغ قرابته ؟ قال: فلجيرانه.

عن الرضا (عليه السلام) قال: المرض للمؤمن تطهير ورحمة. وللكافر تعذيب ولعنة. وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر.

عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): للمريض أربع خصال: يرفع عنه القلم، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته، ويتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه، فإن مات مات مغفورا له وإن عاش عاش مغفورا له.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله إذا أحب عبدا نظر إليه. وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث: إما حمى أو وجع عين أو صداع.

[ 358 ]

عن الكاظم (عليه السلام) قال: إن المؤمن إذا مرض أوحى الله عزوجل إلى أصحاب الشمال: لا تكتبوا على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي، وأوحى إلى أصحاب اليمين: أن اكتبوا لعبدي ما كنتم تكتبونه له في صحته من الحسنات.

(في الصبر على العلة)

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يقول الله عزوجل: إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا من جلده ودما خيرا من دمه، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي وإن عافيته عافيته ولا ذنب عليه.

عن الرضا (عليه السلام) قال: المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تعذيب ونقمة.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن العبد ليصيبه [ من ] المصائب حتى يمشي على الارض وما عليه خطيئة.

عن أبي عبد الله (عليه السلام): عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة، قيل له: ما معنى فقبلها بقبولها ؟ قال: لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما الشكوى أن يقول الرجل: لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد، أو يقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا، وليس الشكوى أن يقول: سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا.

وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا إلا حطه وإنما الاجر بالقول واللسان والعمل باليد والرجل، وإن الله تعالى ليدخل بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة.

(في عيادة المريض)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشيع جنازته.

وعاد (صلى الله عليه وآله وسلم) جارا له يهوديا.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت ؟

[ 359 ]

كيف أصبحت وكيف أمسيت ؟ وتمام تحيتكم المصافحة.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه، فقيل: نعم، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه وهو كيف يؤجر فيهم ؟ فقال: باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات.

قال (عليه السلام): وينبغي لاولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت فيشهدون جنازته ويصلون عليه ويستغفرون له فيكسب لهم الاجر ويكسب لميته الاستغفار.

عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: عاد أمير المؤمنين (عليه السلام) صعصعة بن صوحان ثم قال: يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الامر قد وصل إليك ولا يلهينك الامل.

من كتاب زهد أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن كتاب الجنائز، عن الصادق (عليه السلام) قال: لا عيادة في وجع العين. ولا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام فإذا شئت فيوم ويوم لا، أو يوم ويومين لا وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله.

عنه (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: إن من اعظم العباد أجرا عند الله لمن إذا عاد اخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه ويسأله ذلك.

وقال (عليه السلام): من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على يدى المريض أو على جبهته.

عنه (عليه السلام) أيضا قال: تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعيه وتعجل القيام من عنده، فإن عيادة النوكي (1) أشد على المريض من وجعه.

وروي عنه (عليه السلام) أنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد، العبد إلى الله عز وجل، فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول: يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت ؟ فيقول المؤمن: أنت ربي وأنا عبدك، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب، فيقول عزوجل: من عاد مؤمنا في فقد عادني، ثم يقول له: أتعرف فلان بن فلان ؟

ـــــــــــــــ

(1) النوكي: جمع أنوك: الاحمق، العاجز الجاهل، العيي في كلامه.

[ 360 ]

فيقول: نعم يا رب، فيقول له: ما منعك أن تعوده حين مرض ؟ أما إنك لو عدته لعدتني ثم لوجدتني به وعنده، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها.

وقال أبوالحسن (عليه السلام): إذا مرض أحدكم فليأذن للناس أن يدخلوا، فليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة.

وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال وقد عاد سلمان الفارسي لما أراد أن يقوم: يا سلمان كشف الله ضرك وغفر ذنبك وحفظك في دينك وبدنك إلى منتهى أجلك.

من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه، عن الصادق (عليه السلام) قال: عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال: يا سلمان إن لك في علتك ثلاث خصال: أنت قريب من الله بذكره ودعاؤك مستجاب، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية إلى إنقضاء أجلك.

وعنه (عليه السلام) قال: العيادة ثلاثة والتعزية مرة.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: أيما مؤمن عاد أخاه في مرضه فإن كان حين يصبح شيعه سبعون ألف ملك فإذا قعد عنده غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي، وإن كان مساء كان له مثل ذلك حتى يصبح.

عن الباقر (عليه السلام) قال: كان فيما ناجى به موسى (عليه السلام) ربه أن قال: يا رب ما بلغ من عيادة المريض من الاجر ؟ فقال الله عزوجل: أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره.

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عاد مريضا نادى مناد من السماء باسمه: يا فلان طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة.

وقال (عليه السلام): أعظمكم أجرا في العيادة أخفكم جلوسا.

وقال (عليه السلام): إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء، فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة.

وقال (عليه السلام): من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا إستجاب الله له. عن علي (عليه السلام): في المرض يصيب الصبي ؟ قال: كفارة لوالديه.

عن مولى لجعفر بن محمد عليهما السلام قال: مرض بعض مواليه فخرجنا نعوده ونحن عدة من مواليه فاستقبلنا (عليه السلام) في بعض الطريق، فقال: أين تريدون ؟ فقلنا:

[ 361 ]

نريد فلانا نعوده، فقال: قفوا، فوقفنا، قال: مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة أو لعقة من طيب (1) أو قطعة من عود ؟ فقلنا: ما معنا من هذا شئ، قال: أما علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما ادخل به عليه.

(في معالجة المريض)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تداووا، فإن الله عزوجل لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالاجل، وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر.

وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ما يكون من علة إلا من ذنب، وما يعفو الله عز وجل عنه أكثر.

وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: اثنان عليلان: صحيح محتم وعليل مخلط.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن نبيا من الانبياء مرض فقال: لا اتداوي حتى يكون الذي امرضني هو الذي يشفيني، فأوحى الله عزوجل لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني والدواء مني، فجعل يتداوي فأتى الشفاء.

عن الرضا (عليه السلام) قال: لو أن الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليست الحمية من الشئ تركه إنما الحمية من الشئ الاقلال منه.

عن العالم (عليه السلام) قال: الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء عود بدنا ما تعود.

(في الوصية)

من كتاب روضة الواعظين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما ينبغي لامرئ مسلم أن يبيت ليلة إلا ووصيته تحت رأسه.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروته وعقله.

ـــــــــــــــ

(1) اللعقة ـ بالضم ـ : اسم لما يلعق بالملعقة او بالاصابع.

[ 362 ]

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أوصى ولم يحف ولم يضار كان كمن تصدق به في حياته. وقال: ما أبالي أضررت بورثتي أو سرقتهم ذلك المال.

قال الصادق (عليه السلام): الوصية حق على كل مسلم.

وقال (عليه السلام): من لم يوص عند موته لذوي قرابته ممن لا يرث فقد ختم عمله بمعصية.

الفصل الثاني

(في الاستشفاء بالقرآن)

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله.

وقال الصادق (عليه السلام): من قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال سبع مرات " يا الله "، فلو دعا على الصخور فلقها.

عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: إذا خفت أمرا فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل: " اللهم اكشف عني البلاء " ثلاث مرات.

عن أبي إبراهيم (عليه السلام) أنه قال: من استكفى بآية من القرآن من المشرق إلى المغرب كفى إذا كان بيقين.

وقال العالم (عليه السلام): في القرآن شفاء من كل داء.

(في السور وما جاء فيها)

روي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: من نالته علة فليقرأ عليها أم الكتاب ـ سبع مرات ـ فإن سكنت وإلا فليقرأها سبعين مرة، فإنها تسكن.

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في " الحمد لله " ـ سبع مرات ـ : شفاء من كل داء، فإن عوذ بها صاحبها مائة مرة وكان الروح قد خرج من الجسد رد الله عليه الروح. وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لو قرأت " الحمد " على ميت سبعين مرة ثم رددت فيه الروح ما كان عجبا.

عن الباقر (عليه السلام) قال: إذا كانت بك علة تتخوف على نفسك منها فاقرأ سورة الانعام، فإنه لا ينالك من تلك العلة ما تكره.

[ 363 ]

عنه (عليه السلام) قال: من قرأ سورة النحل في كل شهر كفى المغرم في الدنيا (1) وسبعين نوعا من أنواع البلاء، أهونها الجنون والجذام والبرص. وفي رواية للتحرز من إبليس وجنوده وأشياعه.

وعنه (عليه السلام) قال: من قرأ سورة لقمان في كل ليلة وكل الله عز وجل به في ليلته ملائكة يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يصبح، فإن قرأها بالنهار لم يزالوا يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يمسي.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لكل شئ قلبا وقلب القرآن " يس "، فمن قرأ " يس " قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتى يمسي. ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكل الله به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة، وإن مات في يومه أدخله الله الجنة (تمام الخبر). وفي رواية تقرأ للدنيا والاخرة وللحفظ من كل آفة وبلية في النفس والاهل والمال.

وروي أنه من كان مغلوبا على عقله قرئت عليه " يس " أو كتبه وسقاه فإنه يبرأ، فإن كتبته بماء الزعفران في إناء من زجاج فهو خير فإنه يبرأ.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قرأ سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظا من كل آفة، مدفوعا عنه كل بلية في حياة الدنيا، مرزوقا في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق ولم يصبه الله في ماله ولا ولده ولا بدنه بسوء من شيطان رجيم ولا من جبار عنيد. وفي رواية تقرأ للشرف والجاه والعز في الدنيا والاخرة.

وعنه (عليه السلام) قال: من قرأ سورة الزمر في يومه أو ليلته أعطاه الله شرف الدنيا والاخرة وأعزه بلا عشيرة ولا مال.

ومن قرأ سورة الطور جمع الله عزوجل له خير الدنيا والاخرة.

ومن قرأ سورة الواقعة في كل ليلة جمعة أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا، وهي في أمير المؤمنين وأولاده عليهم السلام.

ومن قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلاة فريضة وأدمنها لم ير في أهله وبدنه وماله

ـــــــــــــــ

(1) المغرم ـ كمكرم ـ : المولع بالشئ. وما يلزمه الانسان من الغرامة.

[ 364 ]

 سوء ولا خصاصة.

عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله امتحن الله قلبه للايمان ونور له بصره ولا يصيبه فقر أبدا ولا جنون في بدنه ولا في ولده. وفي رواية ويكون محمودا عند الناس.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أكثر قراءة " قل أوحي " لم يصبه في حياته الدنيا شئ من أعين الجن [ والانس ولا السخرة ] ولا نفثهم ولا سحرهم ولا كيدهم.

ومن قرأ سورة المزمل في العشاء الاخرة أو في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع السورة [ وأحياه حياة طيبة وأماته ميتة طيبة ].

ومن قرأ سورة " والنازعات " لم يدخله الله الجنة إلا ريان ولا يدركه في الدنيا شقاء ابدا. وروي أنها شفاء لمن سقي سما أو لدغة ذو حمة من ذوات السموم (1).

ومن قرأ على الماء " والسماء ذات البروج " [ وسقاه من سقي سما ] فإنه لا يضره إن شاء الله.

ومن قرأ " إنا أنزلناه " في كل فريضة من الفرائض نادى مناد: يا عبد الله قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل.

ومن قرأ " إذا زلزلت " في نوافله لم تصبه زلزلة أبدا ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا.

ومن قرأ " ويل لكل همزة " في فرائضه نفت عنه الفقر وجلبت إليه الرزق وتدفع عنه ميتة السوء.

ومن قرأ " يا أيها الكافرون " و " قل هو الله أحد " في فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولد وإن كان شقيا محى من ديوان الاشقياء وأثبت في ديوان السعداء وأحياه الله سعيدا وأماته شهيدا وبعثه شهيدا.

عن الرض (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أصاب أحدكم صداع أو غير ذلك فبسط يديه وقرأ فاتحة الكتاب و " قل هو الله أحد " والمعوذتين ومسح بهما وجهه يذهب عنه ما يجده

ـــــــــــــــ

(1) اللدغة: اللسعة. والحمة ـ بالتخفيف وقد تشدد ـ : السم والابرة.

[ 365 ]

روي عن الصادق (عليه السلام) أن الله عزوجل عوض فاطمة عليها السلام من فدك طاعة الحمى لها، فأيما رجل أحبها وأحب ولدها فأصابته الحمى فقرأ ألف مرة " قل هو الله أحد " ثم سأل بحق فاطمة عليها السلام زالت عنه الحمى بإذن الله تعالى.

ومن قرأ " إذا جاء نصر الله " في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته بقل هو الله أحد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت به فهو من أهل النار.

وقال (عليه السلام): من آوى إلى فراشه فقرأ " قل هو الله أحد " إحدى عشرة مرة حفظ في داره وفي دويرات حوله.

(في الاستشفاء بآيات التهليل من القرآن)

(التهليل في القرآن يستشفى به من سائر الامراض)

بسم الله الرحمن الرحيم " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " (1). " الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم " ـ إلى قوله " وهو العلي العظيم " (2). بسم الله الرحمن الرحيم " ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " (3) هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم " (4). " شهد الله أنه لا إله إلا هو " ـ إلى قوله ـ " سريع الحساب " (5). " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شئ حسيبا، الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا " (6). " ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل " (7). " اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين " (8). " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا، الذي له ملك السموات والارض

ـــــــــــــــ

(1) سورة البقرة: الاية 158.

(2) سورة البقرة: الاية 256.

(3) سورة آل عمران: الاية 1.

(4) سورة آل عمران: الاية 4.

(5) سورة آل عمران: الايات 16 و 17.

(6) سورة النساء: الايات 8 و 98.

(7) سورة الانعام: الاية 102.

(8) سورة الانعام: الاية: 106.

[ 366 ]

لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون " (1). " وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " (2). " فإن تولو فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " (3). " حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " (4). " فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون " (5). " قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب " (6). " ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون " (7). " وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى " (8). " إنك بالواد المقدس طوى، وأنا أخترتك فاستمع لما يوحى، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني وأقم الصلاة لذكري، إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى " (9). " إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علما " (10). " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " (11). " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " (12).

ـــــــــــــــ

(1) سورة الاعراف: آية: 157 و 158.

(2) سورة التوبة: آية 31.

(3) سورة التوبة: آية 129.

(4) سورة يونس: آية 90.

(5) سورة هود: آية 14.

(6) سورة الرعد: آية 29.

(7) سورة النحل: آية 2.

(8) سورة طه: آية 6 و 7.

(9) سورة طه: آية 12 إلى 15.

(10) سورة طه: آية 98.

(11) سورة الانبياء: آية 25.

(12) سورة الانبياء: آية 87.

[ 367 ]

" فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم " (1).

" ويعلم ما تخفون وما تعلنون، الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم " (2).

" وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم وإليه ترجعون " (3).

" يا أيها الناس أذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون " (4).

" إنا كذلك نفعل بالمجرمين، إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدق المرسلين " (5).

" غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير " (6). " ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون " (7). " هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين، الحمد لله رب العالمين " (8).

" رب السموات والارض وما بينهما إن كنتم موقنين، لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الاولين " (9).

" فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم، فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم " (10).

" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون، هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم " (11).

ـــــــــــــــ

(1) سورة المؤمنون: آية 117.

(2) سورة النمل: آية 25 و 26.

(3) سورة القصص: آية 71.

(4) سورة فاطر: 3.

(5) سورة الصافات: الايات 33 إلى 37.

(6) سورة المؤمن: آية 3.

(7) سورة المؤمن: آية 64.

(8) سورة المؤمن: آية 65.

(9) سورة الدخان: آية 6 و 7.

(10) سورة محمد: آية 20 و 21.

(11) سورة الحشر: الايات 21 إلى آخر السورة.

[ 368 ]

" فإنما على رسولنا البلاغ المبين، الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون " (1).

" رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا " (2).

عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي أمان لك من الحرق أن تقول: " سبحانك ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ". يا علي أمان لك من الوسواس أن تقول: " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا " (3). يا علي أمان لك من كل سوء تخافه أن تقول: " ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أشهد أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا ولا حول ولا قوة إلا بالله ".

(للحمى والصداع)

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يكتب للحمى والصداع ويعلق على العضد الايمن " بسم الله الرحمن الرحمن الحمد لله رب العالمين " تمام السورة والمعوذتين و " قل هو الله أحد " ـ بتمامها ـ ، بسم الله الرحمن الرحيم رب الناس أذهب البأس واشفه يا شافي فإنه لا شفاء إلا شفاؤك شفاءا لا يغادر سقما، بيدك الخير إنك على كل شئ قدير، " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين "، بسم الله الرحمن الرحيم، " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم "، كذلك صاحب كتابي هذا برحمتك يا أرحم الراحمين، بسم الله الرحمن الرحيم، " وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم "، اسكن أيها الصداع والالم بعزة الله، اسكن بقدرة الله، اسكن بجلال الله، اسكن بعظمة الله، اسكن بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " وذا النون إذا ذهب مغاضبا " إلى قوله " ننجي المؤمنين " (4)، ولا حول ولا قوة إلا

ـــــــــــــــ

(1) سورة التغابن: آية 12 و 13.

(2) سورة المزمل: آية 9.

(3) سورة بني إسرائيل: الايات 47 و 48 و 49.

(4) سورة الانبياء: آية 87 و 88.

[ 369 ]

بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ".

(للحمى وغيرها)

قال أبو عبد الله (عليه السلام) لبعض أصحابه وقد اشتكى وعكا: حل أزرار قميصك وأدخل رأسك في جيبك وأذن وأقم واقرأ " الحمد " سبع مرات، قال: ففعلت فكأنما نشطت من عقال.

(للحمى أيضا)

عنه (عليه السلام) قال: تدخل رأسك في جيبك فتؤذن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب و " قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " كل واحدة ثلاث مرات، وتقول: " أعيذ نفسي بعزة الله وقدرة الله وعظمة الله وسلطان الله وبجمال الله وبجلال الله وبرسول الله وبعترته صلى الله عليه وعليهم [ وبولاة أمر الله ] من شر ما أخاف وأحذر وأشهد أن الله على كل شئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله، اللهم اشفني بشفائك وداوني بدوائك وعافني [ بحق أنبيائك وأوليائك ] من بلائك [ برحمتك يا أرحم الراحمين ] ".

(وفي رواية اخرى)

قال (عليه السلام): تدخل رأسك في جيبك وتؤذن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين وتقرأ " قل هو الله أحد " ـ ثلاث مرات ـ وآخر الحشر ـ ثلاث مرات ـ وتقول: (أعيذ نفسي) (كما سبق).

عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا رجل إليه من حمى قد تطاولت، فقال: اكتب آية الكرسي في إناء ثم دفه بجرعة من ماء فاشربه (1).

(مثله)

عن بعض الصادقين عليهما السلام قال: يؤخذ من تربة الحسين (عليه السلام) وتداف بالماء وتكتب في جام زجاج بقلم حديد وتسقى من به ألم: " سلام قولا من رب رحيم "، حسبي الله ونعم الوكيل، " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى "، " إن الله يمسك

ـــــــــــــــ

(1) داف الشئ بالماء يدوفه: بله وخلطه به.

[ 370 ]

السموات " الاية (1)، يريد الله أن يخفف عنكم "، " الان خفف الله عنكم "، " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم "، ادرأ عن فلان ابن فلانة الحر والبرد والمليلة (2) وجميع الالام والاسقام والاعراض والامراض والاوجاع والصداع، " طسم "، " طس " بأسماء الله، " حمعسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم " ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين وصلواته على [ سيدنا ] محمد النبي وآله الطاهرين، يا من تزول الجبال ولا يزول صل على محمد وآل محمد وأزل كل ما بفلان بن فلانة من مرض وسقم وألم إنك على كل شئ قدير وحسبنا الله وحده وصلاته على محمد النبي وآله أجمعين ".

ـــــــــــــــ

(1) سورة فاطر: آية 39.

(2) المليلة: العمى الباطنة. وأيضا: شدة العطش.

 

الصفحة التالية

حقوق الطبع محفوظة لشبكة أهل البيت للأخلاق الإسلامية©

المملكة العربية السعودية1999-2000

 الصفحة السابقة