الحديث السابع عشر

إن ظاهر الإنسان مع ظاهر العبادات وباطنه مع باطنها، والإنسان الناقص يتعامل مع ظاهر العبادات، أما الإنسان الكامل فإنه يتعامل مع باطنها، وكل إنسان يحشر يوم القيامة بصورة أخلاقه وملكاته النفسية، فإذا كان من أ هل العبادة ووصل إلى أسرارها فيحشر يوم القيامة بوجه نوراني، وإذا كان أحد الأفراد العاديين فيحشر بصورة إنسان وله نور يضيء أمام قدميه فقط، وإذا لم يكن من أهل العبادة فيحشر بصورة الملكات النفسية التي كان عليها ولا يحشر بصورة إنسان.

يحشر الناس يوم القيامة على صور مختلفة، فعند النفخ بالصور يأتي الناس ليوم القيامة جماعات جماعات، (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا)[1].

نقل عن الرسول 0ص) أنه قال: "يحشر بعض الناس يوم القيامة بصورة حيوانات" وذكر أسماءها[2]، والسبب هو أن سرهم في الدنيا حيوانياً وملكاتهم النفسانية كانت حيوانية، "فالصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان"[3].

القيامة هي باطن الدنيا، ويحشر أفراد البشر يوم القيامة بصورتهم الباطنية، فيحشر البعض بصورة حيوان، ويحشر البعض الآخر بصورة إنسان، والبعض يضيء لنفسه فقط، والبعض الآخر (يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم)[4]، فهم يعطون نوراً للآخرين وينيرون ساحة القيامة.

إن فضاء الجنة مضيء، وليست هذه الاضاءة بواسطة القمر والنجوم، والنور الظاهري، بل إن الإنسان ينير فضاء الجنة، وبيوتها مصابيح للاضاءة، ولا توجد شمس ولا قمر، (إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت)[5]، فيوم القيامة تفنى الشمس والقمر، وعندما يسطع نور جديد من الفضاء يسأل الناس ما هذا النور؟ فيقال لهم: هذا نور المؤمن يتنقل في الجنة من غرفة إلى غرفة.

هذا هو باطن الإنسان وباطن العبادة، فباطن الصلاة والصيام والحج والجهاد هو هذا النور، لأن لكل عبادة سراً، وأسرار العبادات هي هذه الأنوار في عالم الغيب، وإذا عبر الله سبحانه عن البعض بهذا التعبير: (وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس)[6]، فهذا النور يظهر يوم القيامة، فكل من له نور يرى الفضاء مضيئاً، وكل من ليس له نور يرى الفضاء مظلماً موحشاً، وأهل النار لا يرون الطريق إلى جهنم بل يذهبون مترنحين مضطربين، وعدم رؤية الطريق نوع من العذاب والبلاء، وليس أهل النار في مكان واسع، لأن باطن الإنسان الجهنمي ضيق ومحدود ومغلق، وهو في العوالم الثلاث في ضيق أما باطن الإنسان المؤمن فهو مضيء، وهو في العوالم الثلاثة في سعة وفسحة.

يعيش الإنسان المؤمن في الدنيا سعة وكذلك في البرزخ والقيامة يتعامل المؤمن في الدنيا بسعة صدر ولا يقلقه شيء وأي حادثة أو ابتلاء يصيبه فهو يحسبه اختباراً وامتحاناً له، فهو لا يتخلى عن اعتماده على خالقه لأي حادثة تصيبه، ولا يخرجه شيء عن خطه، ولا يفقده زمام نفسه، ولهذا فهو مسرور دائماً.

عندما كان تلامذة الرسول (ص) في مجلسه يكتبون كل ما يقوله قيل لهم: لماذا تكتبون كل حرف يقوله الرسول (ص)؟ وقد يكون في حالة الغضب فيكون كلامه قاسياً، وفي حالة الهدوء يكون كلامه لطيفاً، وليس كل ما يقوله الرسول قابلاً للكتابة، فقالوا للنبي (ص): يا رسول الله: هل نكتب كل ما تقوله وفي جميع حالاتك من الرضا والغضب؟ فقال (ص): اكتبوا أي شيء اقوله فقالوا: "في الرضا والغضب"؟ فقال: في الرضا والغضب[7]، فنحن لا نقول إلا الحق عند غضبنا ولا يكون غضبنا إلا خالصاً لله عز وجل، وليس هناك شيء يشغلنا بأنفسنا حتى نقول كلاماً باطلاً بسبب الاشتغال بغير الله.

يتعامل المؤمن مع الأحداث بسعة صدر فلا يقول: كيف أنجو من هذه القضية وإلى من التجئ لأنه مشروح الصدر، لا تستطيع الدنيا أو أي شيء أن يضغط عليه ويجعله في ضيق، وتظهر سعة صدره وانشراحه في عالم البرزخ، إذ لا يوجد أي ضغط على المؤمن عند الاحتضار، ولا يوجد أي ألم أو أذى، وكذلك الحال في عالم البرزخ، فلا يوجد عليه ضغط ولا عذاب، وهو في فسحة وسعة.

القبر يعني البرزخ، والبرزخ يعني القبر، ولا يوجد أكثر من ثلاث عوالم، عالم الدنيا، والبرزخ، والقيامة، فالمؤمن لا يرى أي ضغط، لأنه كان في الدنيا يعيش بسعة صدر، وفي يوم القيامة تقول الملائكة: (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)[8]، فمنازل أهل الجنة واسعة بحيث لو أراد أهل الدنيا جميعاً أن يدخلوا بيتاً منها لوسعهم فأي عالم هذا؟ وأي بيت هذا؟

أما الكافر فلا يتعامل في الدنيا بسعة صدر، وهو في الآخرة يؤخذ بالضيق، ضيق الطبيعة والمادة، فهو محكوم بباطنه فهو في الدنيا في ضيق وفي البرزخ وفي الآخرة كذلك، والكافر يفكر في الدنيا في المزيد، ولا يشبعه أي شيء، والقناعة هي التي تشبع الإنسان، والكافر ليس عنده قناعة، والله سبحانه لا يعطي روح القناعة للكافر، فهو لا يحس بالراحة والهدوء، ومثله كمثل دودة القز تقتل نفسها بما تبنيه حول نفسها من نسيج، فكلما كان نسيجها أكثر إحكاماً ازدادت فيه حبساً إلى أن تموت، فأي شيء في الدنيا لا يرضي الكافر، ويظهر هذا المعنى نفسه في عالم البرزخ بصورة ضغط، فهو لا ينتقل من الدنيا إلى الآخرة بسهولة.

إذا أريد قلع سن إنسان بدون تخدير فكم سيكون مؤلماً؟ وهكذا يكون خروج روح الكافر من جسده، ولهذا فهو يحس بالألم، وجميع أعضاء البدن تقطع من الإنسان الكافر مثلما تقلع جميع أسنانه دون تخدير، وهذا نوع من التشبيه والتقريب للمعنى، وإلا فعذاب روح الكافر والمنافق ليس له حد، ولا يمكن تقدير مقدار الضغط والألم الذي يحل بهما.

وفي جهنم يسلط على الكافرين والمنافقين نفس العذاب الذي سلط عليهم في البرزخ فمكان الكافر في جهنم ضيق، يقول تعالى: (إذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين)[9]، يعني أن الكافرين يلقون في جهنم وهم مقيدون في مكان ضيق، مكان جهنم ليس واسعاً، وليس لهم حرية الحركة والانتقال، الإنسان المشغول بالدنيا يكون في ضيق وسجن في العوالم الثلاثة.

سر العبادة هو: (ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم)[10]، ومن أسرارها أن ينقطع هذا التعلق بالدنيا، ينقطع تعلقه بعالم الطبيعة، ويحس بالراحة والهدوء.

يحس الإنسان بالراحة والسكينة عندما يتقدم في العبادة ويتحرك نحو الفضيلة وإذا وضع قدماً على طريق الرذيلة فإنه يحس بالثقل، العبادة أن يحس الإنسان بالخفة "تخففوا تلحقوا"[11].

كان للإمام علي (ع) بعد صلاة العشاء من كل ليلة برنامج محدد، فقد خرج الإمام يوماً إلى السوق وبيده سوط وكان يدعو الناس إلى تعلم الفقه، وأن لا يبيعوا بسعر مرتفع ولا يحتكروا الطعام، ولا يتعاملوا بالربا، ولا يبخسوا الميزان: فكان (ع) عندما يدخل سوق الكوفة يترك الجميع عملهم ويقولون: جاء علي ابن أبي طالب، ومن ثم يقولون سمعاً وطاعة، في النهار كان الإمام يصدر أوامره للتجار في السوق ويعلمهم الأحكام، وفي الليلة الثانية وبعد صلاة العشاء وقبل أن يخرج المصلون قال: "تجهزوا رحمكم الله"[12]، هكذا يجب أن يكون المؤمن، فإذا حسب الغد من عمره، فإنه لم يؤد حق الموت، علينا أن نكون متهيئين للسفر في كل ليلة "تجهزوا رحمكم الله" هكذا كان الإمام يحفظ حكومته من أن تحتاج للأجانب، ومع ذلك يقول خففوا أنفسكم ولا تعلق قلوبكم بشيء من أمر الدنيا، فالإنسان يحس بالخفة مادام لم يعلق قلبه بشيء من الماديات.

سر العبادة أن يكون الإنسان خفيفاً كالملائكة، وإذا أردنا أن نعرف أننا وصلنا إلى سر الصيام والصلاة والحج أم لا، فلننظر هل أصبحنا خفيفين أم لا، ويعلمنا القرآن طريق ذلك ويقول: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم)[13]، أيها المؤمنون راقبوا أنفسكم، لا تنفصلوا عن أرواحكم، يضيع الإنسان أحياناً نفسه وهو لا يعرف ذلك، يقول الإمام علي (ع): "عجبت لمن ينشد ضالته، وقد أضل نفسه فلا يطلبها"[14]، فعندما يفقد الإنسان دفتره أو قلمه أو مسبحته أو منديله، تراه يسأل هذا وذاك عنه، والإمام علي (ع) يقول: أعجب لمن يفقد حاجته ويسأل عنها بالحاح، ولا يسأل عن نفسه أين ضيعها، فهو لا يعطي لنفسه قيمة حتى بمقدار قلمه، فالإنسان يعلم أن قلمه مفقود عندما لا يجده في مكانه، ويعلم أن الدفتر مفقود عندما لا يعثر عليه في محله، ولكنه لا ينظر إلى نفسه أين هي هل هي في مكانها أم لا؟ وإذا لم تكن نفسه في مكانها فإنها مفقودة.

إن لأرواحنا مكاناً ومقاماً معيناً، وليس للإنسان إلا العبودية لله عز وجل، فإذا قال الإنسان "أنا" فيظهر أن روحه ليست لديه، بل إنه قد فقدها، فمن ذا الذي يقول له: هذا أنت، فتعال وخذ نفسك؟

يمكن أن يقضي إنسان عمره وهو لا يعرف، أو تبدل نفسه وهو لا يعرف، وسر العبادة هو أن يجد الإنسان ذاته.

جاء في الكتب العرفانية والأدبية أنه طرق محب باب محبوبته فقالت من داخل البيت: من الطارق؟ فقال: أنا، فقالت له: مادامت أنانيتك باقية فيك، فلست جديراً بدخولك البيت: فذهب ثم رجع وقد تأدب وطرق الباب، فقالت له من داخل البيت: من الطارق؟ فقال أنت ولم يقل أنا، فقالت الآن ادخل، وهذا المثل للإنسان الذي يفقد نفسه.

يروى أن عبد العظيم الحسني ـ قدس الله نفسه الزكية ـ جاء إلى الإمام العاشر (ع) عارضاً عليه عقائده وأفكاره، مستفسراً منه هل أنه في مكانه أم أضاع نفسه؟[15]

سر العبادة هو أن يفهم الإنسان أنه في مكانه، وباطن العبادة يقول للإنسان أنت هنا، كن في مكانك، إذا وصل الإنسان إلى هذا المقام يكون قد انتبه إلى سر العبادة، فالاكتفاء بالقراءة والكتابة ليس كافياً، عقيدتنا وشعار ديننا أن لا يكتفي الإنسان بما عنده، إن دم كل شهيد يغذي ويقوي شجرة العقيدة بمقدار ما له من معرفة واطلاع، فليس الشهداء في درجة واحدة.

إن مقام الإنسان يتناسب مع علمه، فالأعلم والأفضل والأعرف يكون مقامه أعلى، أمر رسول الله (ص) في معركة أحد أن يدفن الشهداء الذين يعرفون القراءة والكتابة أمام الذين لا يعرفون القراءة والكتابة فحفروا قبراً كبيراً ودفنوا الجميع في صف واحد مقدمين جنازة الذي يعرف القراءة والكتابة على الذي لا يعرفهما.

فقيمة كل إنسان بمقدار علمه، هكذا يقول أمير المؤمنين (ع): "قيمة كل امرء ما يحسنه"[16]، وليس من الصحيح أن يقول الإنسان أنني عملت في التخصص العسكري فلا أحتاج بعد إلى الدرس والبحث، العلوم والمعارف كثيرة، ولا يستطيع أحد أن يقول: إن الطريق الذي سلكته هو طريق التكامل العلمي، لا، فطرق المعرفة العلمية كثيرة والمسائل العلمية مختلفة، والدرجة العلمية مختلفة أيضاً.

التقى أمير المؤمنين (ع) بمجموعة، وكان سلمان ـ رضوان الله عليه ـ فيهم فقال لهم سلمان: قوموا، فخذوا بحجزة هذا، فوالله لا يخبركم بسر نبيكم غيره"[17]، أنتم تعرفون ظاهر النبوة، أما سر وباطن النبوة فليس أحد يعرفكم به إلا الإمام علي (ع).

أدرك عدة آلاف من الناس الرسول (ص) وكانوا في طرف والإمام أمير المؤمنين (ع) في طرف آخر، أولئك لم يعرفوا الرسول (ص) بمقدار معرفة الإمام (ع)، لم يأخذوا شيئاً منه ولم ينفعوا الناس بشيء، إن عدد صحابة النبّي (ص) قد تجاوز عدة آلاف، وكلهم لم يستفيدوا ويفيدوا الناس كالإمام علي (ع)[18]، ولهذا يقول سلمان: خذوا بحجزة علي لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يعرفكم سر النبوة.

عندما يترك الإنسان الماديات وينشغل بسره وباطنه، عندها لا يتدخل بأمور الناس ولا يتدخل الناس بأمره، بعد ترك البدن يكون الإنسان مشغولاً بأسرار نفسه لا غير، وعلى الإنسان أن ينظر إلى سره ليرى لماذا لا يستجاب دعاؤه، وعندما ننظر إلى أئمة أهل البيت (ع) نقول: أين نحن؟ وأين يجب أن نكون؟ هل عثرتم علينا أم لا؟ أولئك وصلوا إلى سر العبادة فهم يعرفون باطننا وأسرارنا، يقول الإمام علي (ع): "لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولده وجميع شأنه لفعلت"[19]، علي (ع) وأمثاله بمقدورهم أن يقولوا للإنسان أنت ضائع أم لا، وأين يجب أن تكون.

سئل الإمام (ع) لماذا لا يستجاب دعاؤنا؟ فقال: "لأنكم تدعون من لا تعرفونه" [20] فأنتم لا تعرفون الله سبحانه.

ما هو الشيء الذي يجعلنا لا نعرف الله سبحانه على الرغم من أنه (نور السماوات والأرض)[21]؟ إن الغبار الذي على أنفسنا هو الذي يمنع من رؤية الله سبحانه وإلا فالله ليس عليه حجاب أو ستار، ونحن ننتظر هدوء الغبار حتى نرى بوضوح.

من أجل أن ندرك هل أننا نعرف الله أم لا؟ لنستمع إلى حديث الصادق (ع) وهو يفتح الطريق أمامنا، يقول (ع): "إذا أردتم أن يستجاب دعاؤكم فاقطعوا أملكم بغير الله".

قال أبو عبد الله، جعفر بن محمّد ـ عليهما السلام ـ: "إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون رجاؤه إلا من عند الله عز وجل، فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأل شيئاً إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإن في القيامة خمسين موقفاً، كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون[22]، ثم تلا قوله تعالى: (يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)[23].

كما أن الإنسان عندما يغرق لا يتعلق قلبه بشيء غير الله، وعند ذاك (دعوا الله مخلصين له الدين) قال (ع) اقطع أملك من الناس جميعاً، فإذا سألت الله شيئاً أعطاك، اقطع أملك من عملك وقدرتك ومقامك، ومن ثم ادع الله "وعندما يعلم الله من قلبك ذلك يستجيب لك ولا تطلب شيئاً إلا أعطاك، هذا هو سر الدعاء وسر العبادة.

وحاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا، انظروا مالكم وما عليكم، وقبل أن نحاسب أنفسنا يجب أن نعرف أنفسنا لنحاسبها، يجب أن نعثر على أنفسنا قبل كل شيء، لننظر هل نحن مكاننا؟ لماذا عندما يصل بعض الناس إلى مقام معين ينسون كل شيء؟ وعندما يصل آخرون إلى ذلك المقام لا يطرأ عليهم أي تغير، ولا يؤثر المال والمقام عليهم؟ من أجل أن يعرف الإنسان أنه قد ضيع نفسه أم لا، فلينظر هل هو ماش أم راكب، فإذا رأى أنه يمشي فهنيئاً له، وإذا رأى أنه راكب فليعلم أنه قد ضيع نفسه، وقال الإمام (ع): إن في يوم القيامة خمسين محطة تفتيش، بين محطة وأخرى ألف عام.

حول هذه الآية الكريمة من سورة المعارج، وفي جلسة خاصة للرسول (ص) في زيد بن أرقم، سأل معاذ بن جبل رسول الله (ص): "ما أطول هذا اليوم يا رسول الله"[24]، أي يوم هذا الذي يعدل خمسين ألف عام؟ فقال (ص): أقسم بالذي نفسي بيده أن هذه الخمسين ألف سنة هي للمؤمن بمقدار صلاة مكتوبة، صلاة واحدة كصلاة الظهر لا تتجاوز عشر دقائق فالمؤمن الذي عبر كل هذه الطرق ووصل إلى سر العبادة لا يتأخر يوم القيامة.

فيظهر أن للصلاة سراً وظاهراً، والعبادة كذلك لها سر وظاهر، فإذا استطاع الإنسان أن يقطع مسافة خمسين ألف سنة من سني يوم القيامة بصلاته، فهذا يعني أنه وصل إلى باطن العبادة، والآن يستطيع أن يختبر نفسه، فلينظر هل أنه خفيف متواضع، أم لا، فإذا كان متواضعاً وخفيفاً فقد وصل إلى المقصد.



[1]  سورة النبأ، الآية: 18.

[2]  الدر المنثور، السيوطي (ج6، ص307).

[3]  نهج البلاغة، الخطبة 87.

[4]  سورة الحديد، الآية: 12.

[5]  سورة التكوير، الآية: 1 ـ 2.

[6]  سورة الأنعام، الآية: 122.

[7]  بحار الأنوار (ج2، ص147).

[8]  سورة الزمر، الآية: 73.

[9]  سورة الفرقان، الآية: 13.

[10]  سورة الأعراف، الآية: 157.

[11]  نهج البلاغة، الخطبة 31، 167.

[12]  الأمالي، للشيخ المفيد، (المجلس 23، الحديث 31، 32).

[13]  سورة المائدة، الآية: 105.

[14]  غرر الحكم، كلمة عجب.

[15]  سفينة البحار (ج2، ص120).

[16]  نهج البلاغة الحكمة 18.

[17]  الأمالي، للشيخ المفيد، (المجلس 17، الحديث 2).

[18]  أسد الغابة في معرفة الصحابة.

[19]  غرر الحكم، حرف اللام 38.

[20] عدة الداعي.

[21]  سورة النور، الآية: 35.

[22]  البحار (ج75، ص107، ج93، ص314).

[23]  سورة المعارج، الآية: 4.

[24]  تفسير مجمع البيان، الدر المنثور.